أ ش أ نجحت الجهود التي قام بها الدكتور نبيل العربي -الأمين العام للجامعة العربية- وكبار مساعديه في إقناع كتلة كردية انسحبت من مؤتمر المعارضة السورية المنعقد حاليا بالقاهرة بالعودة إلى الاجتماع؛ بعد أن اعترضت على عدم الأخذ بملاحظاتها في وثيقة الرؤية السياسية المشتركة لملامح المرحلة الانتقالية. وقالت مصادر مسئولة إنه أثناء تلاوة الوثيقة -التي تمّت صياغتها من قِبل اللجنة المعنية- حدث اعتراض من إحدى الكتل الكردية لعدم أخذ ملاحظات سجّلتها على الوثيقة في الاعتبار، وقامت بالخروج من القاعة الرئيسية، وقام الأمين العام ومساعدوه باللحاق بها، واجتمعوا معها اقنعوها بالعودة للمؤتمر. وذكر الدكتور محمد رشيد -ممثل اتحاد القوى الديمقراطية الكردية- أن التيار الكردي المُشارك في المؤتمر يتشكّل من أربع كتل؛ هي: كتلة اتحاد القوى الديمقراطية، وكتلة المجلس الوطني الكردي، وكتلة الاتحاد الديمقراطي الكردي، وكتلة التنسيقيات الكردية. وأضاف أن كتلة المجلس الوطني الكردي هي التي انسحبت فقط؛ بسبب اعتراضها على عدم الأخذ بمقترحاتهم خاصة فيما يتعلق بمطالبة بعض القوميات داخل سوريا باستخدام مصطلح الشعب الكردي والشعب التركماني، إلا أن من في المؤتمر اعترضوا وقالوا إن ذلك سيؤدي إلى تقسيم الشعب السوري إلى شعوب مختلفة. واقترحت إحدى الفصائل أن يتم وضع كلمة "القومية الكردية" و"القومية التركمانية" و"القومية الآشورية" بدلا من الشعب الكردي والشعب التركماني والآشوري، وما زالت المداولات مستمرة من أجل التغلب على هذه المشكلة.
من جهة أخرى، أكّد الدكتور خالد الناصر -الأمين العام للتيار الشعبي الحر السوري المعارض- في وقت سابق من اليوم أن مؤتمر المعارضة السورية وافق على نقطتين أساسيتين؛ وهما: إسقاط نظام بشار الأسد، ودعم الجيش السوري الحر كوسيلة لمواجهة النظام. وقال الناصر -في تصريح له على هامش مؤتمر المعارضة المنعقد حاليا في القاهرة- إن مناقشات اليوم الثاني للمؤتمر تتسم بالعمق والقوة. وحول اتهام الجيش السوري الحر للمؤتمر بالخيانة، أجاب المعارض السوري: "نحن نتفهم الهواجس والمخاوف التي يشعر بها الجيش الحر؛ لكن لا يمكن وصف هذا المؤتمر بالخيانة؛ لأنه يجمع كل أطياف المعارضة". وأضاف أن معارضة الداخل دائما حساسة ويخشى أن يكون هذا المؤتمر تغطية لما حدث في جنيف من محاولة تمديد مهل للنظام السوري، مؤكّدا أن هناك مستشارين سياسيين للجيش الحر مشاركون في المؤتمر؛ لأن الضباط وأفراد الجيش لا يشاركون بشكل مباشر في المؤتمرات السياسية. وأشار إلى أن نقاط الخلاف تأتي من التخوف من أن يكون بعض الأطراف تريد جر المعارضة إلى التفاوض مع النظام الحالي أو استمرار جزء منه، مضيفا أن هذا أمر مرفوض. ونوّه الناصر بالرسالة التي وجهها الرئيس محمد مرسي إلى المؤتمر؛ قائلا إنها لاقت ترحيبا في أوساط المعارضة السورية. وقال: "نحن نثمّن ما جاء في الرسالة، ونرى فيها عودة لدور مصر الحقيقي الذي غاب لأكثر من 4 عقود، ونتطلع إلى دعم مصري مباشر للثورة السورية التي قامت لنفس المبادئ التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير؛ وهي طلب: الحرية، والعدالة، والعيش الكريم".