[مش حاسة بالاتنين آخد اللي بيحبني أحسن ولا أعمل إيه] مش حاسة بالاتنين آخد اللي بيحبني أحسن ولا أعمل إيه أنا محتارة جدا ومش عارفة آخد أي قرار؛ متقدم لي عريس مش ملتزم ده متزمت يعني عايزني ألبس نقاب والجو ده.
وأنا ملتزمة بس مش بالشكل ده، يعني أنا الحمد لله باصلي وباصوم وعارفة ربنا كويس أوي، حتى إني مابسمعش أغاني بس أنا شايفة إن الدين يُسر، فمافيش مشكلة أنا أكون متدينة وأعيش الحياة برده أنا خايفة لو وافقت عليه أتسجن في قائمة الممنوعات، وخايفة لو رفضته أبقى رفضت "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه" وأهلي موافقين؛ لأن سني كبر، ولأنه فرصة مش هتتكرر.
وفي نفس الوقت اعترف لي شخص كنت أعرفه إنه بيحبني من 5 سنين وإنه متيم بيّ، وبيوعدني بالسعادة، بس أنا مش مقتنعة بيه خالص، باحس إني أنضج منه ومافيش مشاعر ناحيته خالص ، كمان متهيأ لي إنه مش متدين وشغله في المحاماه بيخوفني من ماله حلال ولا حرام.
بس كنت بافكر بما إني مش حاسة بالاتنين آخد اللي بيحبني أحسن بس خايفة أكون اشتريت الدنيا بالآخرة.
ومشكلة قلبي الحقيقية تكمن في تعلّقه بواحد متزوج ولديه أطفال أجد فيه كل صفات الرجولة والحب والحنان والتدين التي لا أجدها في أيهما، فأنا أبحث عن مثله، وكل ما أخافه أن أتزوج أحدا ولا يستطيع أن يعطيني هذا الإحساس، وأخاف أكتر أن أظلّ متعلقة به. ماذا أفعل؟
لا تلوميني على تعلقي بذلك المتزوج؛ لأن عقلي يرفضه، ولكن لا أتحكم في قلبي.
Zoza.m
صديقتي العزيزة.. أنا لن ألومك على تعلقك بشخص؛ لأن كل إنسان ليس مسئولا عن مشاعره، والتعلق القلبي قد لا يكون بيد الشخص ولم يختره، ولكنه يلام كل اللوم إذا تعدى ذلك الحب إلى تصرفات، فأساء لنفسه وأساء لغيره.
وأنا أحييك على شخصيتك الملتزمة التي تخاف حدود الله، وتخشى أن تتصرّف بشكل يغضبه، وأنا أشعر بك تماما، وأقدّر ما أنت فيه، ولذلك سنحاول معا العبور على مشاعرك حتى نفهمها.
فتعلّقك بالشخص المتزوج بالتأكيد له عوامل وأسباب قد تكون تشكّلت داخل عقلك الباطن، فلم تعرفي سبب تعلقك به، فمثلا يتضح لي من خلال رسالتك أنك تفضّلين الشخص الناضج الذي يمتلك خبرة في الحياة، والذي يملك حنان الأب، وقد يكون ذلك بسبب أنك تفتقدين حنان الأب أو في حاجة إليه، فتذهبين إلى تعويض ذلك في شخصية ذلك الرجل.
هذا مثال وقد تتعدّد الأمثلة وقد تكون بسبب صفات شخصية لهذا الرجل تناسبت مع احتياجات معينة لك وأنت طفلة، فاعتقدت أنها يمكن تعويضها أو معالجتها في هذا الرجل، وبالتالي كوّنت في النهاية سبب تعلقك به، وهذا ليس عيبا ندينك عليه فالمشاعر والأحاسيس ليست ملكا لك، لكن عليك كما أخبرتك ألا تجعليها تتطوّر إلى تصرفات وأفعال فتفسد حياتك وحياة الآخرين، فاجلسي مع نفسك واكتشفي عوامل ودواخل نفسك وستعرفين أنك رسمت صورة ما داخلك لهذا الشخص قد لا تمتّ للواقع بِصِلة.
فهذه المميزات التي ترينها فيه معها عيوب جوهرية لا يمكنك تحملها، وإذا كنت مكان زوجته لخفتت تلك الصورة المثالية داخلك وحلّ محلها الواقع الذي لن تتحمليه ولو كنت ستتحملينه لكان نصيبك من البداية، ولكن قد قدّره الله لك، لكنك تنظرين من بعيد، وهذه النظرة تجعلك ترين الشيء البعيد جميلا للغاية، لكن لو اقترب بعد الزواج ستختلف الرؤية تماما، كما أن مميزاته قد تشكّل أكبر عيوبه لك إذا اقتربت منه، وهذا لن يتكشف لك إلا عندما تتشبعين منه وتغدو يومياتك معه فتشتكين من الأمور التي كنت تحبينها فيه فيما مضى، فانظري يا عزيزتي إلى أبعد من نظرتك الحالية واعلمي أن الله لن يعرقل لك أمرا إلا لأنه ليس فيه سعادتك، فالله يقول: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. فلو كنت مثلا مكان زوجته واكتشفت أنه معجب بفتاة أخرى أصغر منه لم يسبق لها الزواج بماذا ستشعرين؟ فكّري يا عزيزتي في الحقيقة أي حقيقة ذلك الشخص وحقيقة تصرفاته ولا تعطيها معنى حالما كالأفلام، أو أنه قد وجد الحب الحقيقي مثلا معك؛ لأنك عند سعادة الحب لا ترين الأمور الجوهرية التي إن كانت الآن سببا في سعادتك ستكون غدا سببا في شقائك!
وعليك أن تسرعي في هذه الجلسة مع النفس؛ حتى لا تضيعي فرصة حقيقية للسعادة بالبكاء على أطلال قصة أنت نفسك سترينها فيما بعد أنها لم تستحق، يجب أن تأخذ منك هذه القصة وقتها الحقيقي لتخرجي منها وإلا ستدمر حياتك؛ لأنها من صنع خيالك ومثالية أحلامك، وليست هكذا في الواقع، فلا تضيعي سعادة الواقع ببقايا خيال، فأنت من حقك إنسان يحبك وتحبينه ويتمكّن من التفكير فيك ويسعدك.
أما بالنسبة لمن يتقدّم لك فأنت غير مطالبة أبدا بالزواج من شخص لا تشعرين نحوه بأي مشاعر، بل عليك أن تشعري أولا أنك تتقبلينه نفسيا وأن هناك ولو شعور مبدئي بالراحة وخاصة مع الاستخارة، فإذا شعرت بالنفور التام؛ فهذه مشاعرك التي من حقك أن تشعري بها، أما إذا كانت مشاعرك في الحياد وهناك بداية اطمئنان داخلي للمظهر والأخلاق وطريقة الكلام فاجلسي مع الشخص المتقدم ثلاثة مرات -كما السنة- وادعي الله كثيرا بقول: "اللهم اختر لي فإني لا أحسن الاختيار، ودبّر لي فإني لا أحسن التدبير"، وخذي بالأسباب بأن تتناقشي وتعطي فرصة للشخص المتقدم بأن تعرفيه جيدا ولا تقارنيه مع شخص آخر؛ لأنها قد تكون مقارنة ظالمة، أنت في حاجة فقط لتنقية تفكيرك حتى لا تظلميه وتظلمي نفسك.
وإن كان الشخص المتدين متشددا في آرائه بطريقة لا تتناسب معك أو تضيق عليك، على الرغم من أنك تحافظين على أوامر الله ونواهيه، وأنت تأكدت منه وجلست معه وتناقشت ووجدت أنه ليس هناك اتفاق ولم ييسر الله لك بعد الاستخارة، فذلك إذن ليس نصيبك، ونصيبك عزيزتي لن يخطئك.
وهذا أيضا ينطبق على الشخص الذي يحبك 5 سنين فإذا جلست معه جلسة تعارف مع أهلك وأعطيته الفرصة لكي تتعرفي عليه -دون التفكير في شخص آخر- بمعنى إعطائه وإعطاء مشاعرك فرصة حقيقية، والتأكد من أنه يحافظ على فروضه وعلى أوامر الله ونواهيه بالفعل وليس بالتخمين، إضافة إلى سؤال أهلك عنه لكي يطمئنوا لعمله، وذلك كله سيكشفه الله لك بالدعاء والاستخارة وتأكدي من أن الله لن يختار لك شيئا إلا في مصلحتك.
أما مسألة السن فهذه مسألة رزق وقدر من الله ليس لأي إنسان دخل فيها، وبالتأكيد ما دمت تسيرين في الطريق الصحيح وتراقبين تصرفاتك فتوكلي على الله وسلمي له الأمر، فهو وحده أعلم بأنك لو تزوجت في سن صغيرة ماذا كان سيحدث لك، فاعلمي أن الله لطيف لما يشاء عليم بأحوال عباده.
وأوصيك عزيزتي بالسلاح السحري لجلب الرزق وكشف الهموم واستجابة الدعاء ألا وهو الاستغفار، فاستغفري الله ودوامي عليه بنية الزواج، وأنت على يقين من أنك ستجدين بإذن الله نتائج مبهرة؛ فالله يقول عن الاستغفار: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}، والإمداد بالبنين يسبقه الزواج بالطبع، كما قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب".
ولكن لا تجربي مع الله، فإذا اختبرك أو ابتلاك تقولين دعوت ولم يستجب، استغفرت ولم ينفع، لا يا عزيزتي افعلي كل شيء باليقين، وسلّمي أمرك لله، فكل شيء سيحدث لك هو خير حتى وإن لم تري ذلك الآن؛ فالله حكمته واسعة لن تسعها عقولنا المحدودة.