بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. على موقعكم "بص وطل" ومع أسئلتكم التي ترد إلينا نحاول أن نجيب عنها في هذا اللقاء.. سؤال شغل كثيرا من الناس.. عايز أعرف رأي الدين فيمن يقول بأنه لا بد من التصويت لفلان؛ لأنه واجب شرعي أو لأنه فرض ديني؟ هذه أسطورة.. هذه من نوع الخزعبلات لا علاقة بالدين باختيار أحد المرشحين للرئاسة أو لمجلس الشعب أو الشورى أو للنقابات والمحليات. هذا يفترض أن هناك مجموعة من المؤمنين وأن سواهم هم من الكافرين، وهذا ليس صحيحا، بل فيه نوعُ تكفير للأمة وفيه خروج عن حدود الله سبحانه وتعالى، كما أنه فيه خروج عن مقتضيات التفكير السليم والعقل الصحيح. لا بد وأنت تختار رئيسا للجمهورية أو نائبا عنك في مجلس التشريع أن تختاره طبقا لمعايير ولمقاييس معينة من القوة من الأمانة من العلم من العمل من الأمل. هذه المجموعة من الأخلاق تجعله حريصا على منفعة الشعب قادرا حاضرا من أجل خدمة البلاد والعباد. أما هذا التقسيم الذي يفعلونه ويقولونه فإنه يندرج تحت قوله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما سمع من غير بيان" (أخرجه مسلم)، ولذلك أنا أتعجّب أن بعض هؤلاء وهم يتراشقون بالكذب؛ فإنهم يعملون لصالح الخصم دون أن يشعروا دنيا وآخرة؛ فعندما تكذب أو تنقل الكذب عن شخص معين يتقدّم للرئاسة؛ فإن ثقله يزيد عند الله سبحانه وتعالى بل وعند الناس. وهذا مرئي في سُنة الله في كونه هكذا كانت الانتخابات في تركيا ومالت كل الميل، هكذا كانت الانتخابات في أمريكا ومالت كل الميل. عندما يكون هناك شخص قد ظُلم؛ فإن شعور الشعب يقف معه وفوق الشعب الله سبحانه وتعالى، ولذلك ليس هناك أي دخل لقولهم "لو اخترت فلان تكون آثما، وإن اخترت فلان تدخل الجنة"؛ فهذا كلام فارغ لا علاقة له بالدين ولا علاقة بالدين به.
سؤال آخر: ما حكم شراء الأصوات في الانتخابات؟ شراء الأصوات والرشوة الانتخابية حرام قطعا باتفاق المسلمين، وليس هناك مَن خالف في ذلك. سؤال ثالث: يتحدّث عن أن دار الإفتاء أصدرت فتوى بحرمة مقاطعة الانتخابات؛ فما حكم المقاطعة إذا لم أجد الأفضل؟ مقاطعة الانتخابات قد تكون في مرحلة ما وفي ظروف معينة ونوعا من أنواع الضغط وجماعات الضغط، ولكن بالجملة فإن الذهاب إلى الانتخابات هو نوع من أنواع الشهادة التي لا ينبغي أن نكتمها؛ فإن الله سبحانه وتعالى حذّرنا من كتمان الشهادة. وعلى ذلك فنحن نتبنّى ونرى أنه لا نقاطع الانتخابات خاصة في الظرف الراهن الذي تسير فيه البلاد الآن، والذي نحتاج فيه لكل صوت من أجل أن يكون التعبير عن الشعب تعبيرا دقيقا لأننا ندخل في تجربة جديدة لا ينبغي علينا أن نفلتها من أيدينا، وينبغي علينا أن نقوم بتنفيذ قواعدها كما هي، ولذلك فإننا عندما نقول بحرمة المقاطعة فهذه فتوة تتعلّق بواقع معين وليست بمطلق مقاطعة الانتخابات التي قد تكون في يوم من الأيام نوعا من أنواع الضغط المشروع. شكرا لكم.. وإلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته