بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه. في هذا الموقع نحيّيكم بتحية الإسلام؛ فالسلام عليكم ورحمة والله وبركاته، ونجيب على بعض أسئلتكم: ورد سؤال يقول: هل التعامل مع الجن المسلم حلال أم حرام؟ وهل يأتي إلى الناس ليساعدهم في فعل الخير؟ خلق الله سبحانه وتعالى العالم المنظور، وخلق عالماً غير منظور فيه الجن والروحانيات والملائكة، وخلق غيباً غير مُشاهد لنا الآن، وإن كان يمكن أن نشاهده في عالم الحقيقة؛ مثل: العرش ومثل الكرسي، ونحو ذلك من مخلوقات الله التي هي محجوبة عنا في عالم الغيب بمستوياته المختلفة؛ فهناك عالم الشهادة، وهناك عالم الغيب، وغيب الغيب هو الله سبحانه وتعالى الذي لا يطّلع عليه نبي مُرسل ولا ملك مقرّب، {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ}، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} سبحانه وتعالى، فالرب رب، والعبد عبد، وهناك فارق بين المخلوق والخالق.. عالم الجن من العوالم التي ترانا ولا نراها، وهي موجودة بدون شك، تحدّث عنها كل دين، خاصة القرآن الكريم الذي تحدّث باستفاضة عن هذا العالم، ووصف هذا العالم بأوصاف حقيقية يعتقد فيها المسلم، ولكنّ المسلم لا يرى الجن على حقيقتهم، ولا يجوز له أن يستعين بهم؛ فالجن قد خُلقوا وكُلّفوا بعبادة الله سبحانه وتعالى؛ فمنهم الجن الصالح ومنهم الجن الطالح. ولكن الإنسان يجب عليه ألا يتصل بهم، كما أنه يجب عليهم أن لا يتصلوا به، وإذا حاول الإنسان أن يتصل بالجن أو حاول الجن الاتصال بالإنسان، فقد خرج كل منهما عن وظيفته التي خلقه الله عليها، وإرادته التي أراد الله لها في هذا العالَم، ولذلك فإن التعامل هذا إنما هو تعامل لم يرده الله سبحانه وتعالى، فحتى إن كانت هذه العلاقة ممكنة فإنها تخرج الإنسان والجن أيضاً عن التكليف الذي أراده له، لذلك يجب على المسلم أن يبتعد كلياً عن هذا المجال حتى لا يقع في عالم آخر يُخرجه عن تكليفه، وعما رسمه الله سبحانه وتعالى له. وسؤال آخر يقول: يقشعرّ بدني من خشية الله، ولكن تسيل دموعي عند ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند ذكر أحاديثه، وهنا ألوم نفسي ويُؤنّبني ضميري لتعاطفي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بشر أكثر من رب البشر.. فهل هذا نفاق؟ كل واحد منا له مدخل تراه قد رق قلبه بإذن الله؛ فمنا مَن يبكي عندما يستمع للقرآن أو يقرأ القرآن، ومنا مَن يبكي عندما ينظر إلى الكعبة، ومنا مَن يبكي عند ذكر الله، ومنا من يبكي عند ذكر اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتذكّر ما لاقاه ذلك البشر وهو الإنسان الكامل مِن جهاد في سبيل الله، ويتذكّر ما لاقاه ذلك البشر من أذى من البشر، ويتذكّر ما لاقاه ذلك البشر من إكرام الله له ومن تأييد الله له، ولذلك فهي درجات يجب ألا نعتقد أن ذلك من النفاق، أو أن هذا من النقص، بل هي أنواع ودرجات يهب الله سبحانه من يشاء وما يشاء في هذا المجال. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: