عندما يكون الاحتفال ذنبا!

كل عام وأنتم بألف خير بمناسبة العام الميلادي الجديد، 2009 ودّعناها واستقبلنا سنة جديدة نتمنى من كل قلوبنا أن تكون أفضل بكتييير.. أهلاً ب2010، بس بعد ما تخلص تعليق الزينة في الصالة ارجع للجهاز تاني عشان في سؤال مهم عايزك تجاوب عليه.. إيه؟ رجعت؟! طيب شوف يا سيدي..

يا ترى في 31 ديسمبر من كل سنة بتقعد مع مراتك وأولادك تحت الزينة وبصحبة اللب والسوداني، وقدام مسرحية السهرة -غالبا مسرحية الواد سيد الشغال لعادل إمام- في انتظار مذيعة الربط لتقول: أعزائي المشاهدين.. منذ ثوانٍ قليلة دخلنا في عام جديد.. تحياتنا إليكم بصحة وسعادة دائمة، وتسهر لحد الصبح احتفالاً بالسنة الجديدة؟َ!!

إيه؟! بتقول آه؟ طيب معلش تأجل المسرحية شوية وتجاوبني على السؤال ده..
لما بتقعد وتعمل اللمة والقعدة العائلية اللي اتكلمنا عنها فوق في انتظار العام الجديد، إحساس الفرح والبهجة، انتظارك للسنة الجديدة وفرحتك بيها، سببه فرحتك بلمة العيلة حواليك، احتفال عائلي بحت في وقت أصبحت الضحكة فيه ثمنها غالي أوي، والفرحة بقت مكلفة أكتر من اللازم، ولا بتاخد المسألة جد وكأنها عيد ومناسبة دينية بتقاليدها وطقوسها زيها يعني زي العيد الصغير والكبير ووقفة رمضان؟

استنى يا حمادة سيب بابا يا حبيبي هينفخ لك البلونة دلوقتي حالاً بس بعد ما يقرأ كلام د.يوسف القرضاوي في إحدى خطب الجمعة بقطر...

أكد الشيخ يوسف القرضاوي بخطبة الجمعة بأحد المساجد الكبرى بقطر على أن احتفال الأمة برأس السنة إنما هو تنازل منها عن شخصيتها الإسلامية متسائلا: هل نحن حقا في مجتمع مسلم؟
كلما طالب الشيخ القرضاوي التجار الذين يبيعون شجرة عيد الميلاد بأن يمتنعوا عن عرضها والإعلان عنها بصورة تؤذي مشاعر المسلمين، وعبّر عن أسفه لاحتفال الدول الإسلامية بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية في الوقت الذي تنتشر فيه الدعوات بأوروبا من أجل منع إقامة المآذن -الاستفتاء تم بالفعل وتم منع بناء المآذن في سويسرا- واختتم حديثه قائلا: حرموا علينا بناء المآذن، ويوشكون أن يحرموا بناء المساجد، ونحن نشاركهم الاحتفالات بأعياد الكريسماس.


إيه رأيك في اللي قرأته؟ تفتكر إن احتفالنا بيوم زي ده فعلا تفريط في الدين وتنازل عن الهوية؟ تفتكر إن شراءنا لشجرة كريسماس بيطعن في إيماننا؟

ما ننكرش إننا اتأثرنا في احتفالنا بالمناسبة دي بالغرب اللي نجح أنه "يعلْمِنها" يعني يخرجها هي والتقويم الميلادي كله من نطاق الكنيسة إلى نطاق الحياة العامة، وحتى في السينما عندما نرى بابا نويل يهبط من مدخنة المنزل ويجلب الهدايا للأطفال لكن..

إحنا بالنسبة لينا المناسبة مش مناسبة دينية، القصة إن مرتباتنا بنقبضها وفقا للتقويم الميلادي، وميزانية الدولة نفسها وفقا للتقويم الميلادي، أول كلمة حب ويوم الفرح والجواز كلها أحداث بنفتكرها بالتاريخ الميلادي وارتبطنا بيها عاطفيا برضه بالتقويم الميلادي.

وبالتالي مش غريب إننا نحتفل بسنة جديدة هتخلصنا من سنة قديمة شفنا فيها مآسي وشفنا فيها أفراح، أيا كان اللي شفناه المهم إنه فات، وأيا كان اللي هنشوفه في السنة الجديدة، فالمهم إننا نشوف حاجة جديدة، وبالتالي عادي إننا ننتظرها بفارغ الصبر، عادي إننا نفرح لما تنتهي سنة قديمة وتبتدي سنة جديدة، ويبقى الموضوع لينا أكتر من مجرد طقس ديني.
ولا أنت شايف إيه؟
بتحتفل برأس السنة الميلادية ولا شايفه بدعة؟
شايف فعلا إن شراء المسلم لشجرة عيد الميلاد واحتفالنا باليوم ده ينتقص من إسلامه؟