أنا عايزة أعرف كيف ممكن نلفت انتباه الرجل إن أسلوبه في التعامل خاطئ دون أن أجرحه؛ فمثلا أنا زوجي لا يعرف كيف يُعبِّر عن مشاعره، فنادرا ما أسمع منه كلاما جميلا؛ مع إنه لا يجد أية مشكلة في انتقاد ما لا يعجبه، وكثيرا ما يسبب هذا مشكلات بيننا؛ لأنني أشعر أن جهودي تذهب سدى.. فاكتئب قليلا وابتعد عنه. والمشكلة أحيانا اكتشف بعد مدة أن ما كنت أفعله أعجبه حقا؛ ولكن الحياة تصبح صعبة عندما يكون علي أن أُخمِن كل شيء، وكثيرا ما أشعر أني لا أفهمه؛ لكنه حقا إنسان جيد، وفيه الكثير من الصفات التي يفتقدها معظم الناس، فهو خلوق ومتدين وصبور، ويحترمني جدا، وهو طيب القلب، ولا يرضى بالحرام.
foooha
السلام عليك ورحمة الله وبركاته صديقة "بص وطل" العزيزة.. أما بعد أسعدني جدا صديقتي أن أتعرف على إنسانة طيبة مثلك رزقها الله عز وجل الرجل الطيب؛ عملا بقوله سبحانه وتعالى: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ}؛ فلو لم تكوني طيبة وخلوق ومتدينة ومحترمة ما رزقك الله عز وجل بمثل هذا الرجل الذي يكفيه ما وصفته به، بالإضافة لكونه يحبك ويحترمك، ويخاف الحرام، ويحمل في صدره قلبا يطلع ربه عليه فيرى فيه الطيبة والرضا.
لكن صديقتي.. كما يقولون الحلو مايكملش، أو الكمال لله، أو أن الله خلق الإنسان طماع وعايز كل حاجة، ومش عاجبه حاجة... إلخ؛ يعني صديقتي بدل ما تحمدي ربنا سبحانه وتعالى على نعمه التي أنت غارقة فيها حتى أذنيك، تركتِ نفسك لشيطان يوسوس لك بما ليس في الرجل على طريقة "مالقوش في الورد عيب قالوا يا أحمر الخدين"، وأنا والله لا أهاجمك؛ ولكن حالا انتهيت من مشكلة واحدة -بعيد عنك- زوجها مدمن مخدرات ونايم في البيت وتركها تعمل وتأكله هو وعياله اتنين، ومشكلتها مش بس الشغل والإنفاق؛ إنما أنها إنسانة وتشعر بالاحتياج للرجل في الكلام والمعاشرة... إلخ.
ومشكلة الكلام مقدور عليها ولها حل؛ لكن مشكلة المعاشرة.. تفتكري هي تحلها أزاي؟؟ تتطلق وتتزوج رجل ثاني وتجيب لأولادها زوج أم؟ ولا تصبر على قدرها وتحمد ربها إنها قادرة على العمل والأمومة؟؟
وطبعا أنا حكيت لك المشكلة علشان تعرفي أن نعِم الله عليك تستحق الشكر؛ علشان يزيدها ربنا عليك عز وجل وتستحق التفكر أيضا.. بمعنى أن الكلام الحلو على لسان الرجل الذي لا يعرف غير الكلام، أما حب حقيقي مترجم في تصرفات وأفعال فلا؛ لذلك يعوض بالكلام كما يقول إخواننا السودانيين في المثل الشعبي عندهم "الحكاي مو سواي"، يعني على رأي المصريين "لوك لوك وفعل مافيش".
وما لا تعرفينه صديقتي.. أن أمثال زوجك ممن يملأ الرضا قلوبهم يكفيك أن تنظري في وجهه لتعرفي مدى رضاه بما تفعلين، يكفيك أن تستشعري دفء حرارة لمسته، لينه في الكلام... إلخ؛ مما يعبر به عن حبه ورضاه من غير مدح وتملق وكلام كثير من غير لزوم.
أما المشكلة فليست في أن زوجك لا يتكلم؛ إنما المشكلة أنك تنتظرين الثواب أول بأول مثل أطفال الحضانة كل ما يكتب صح يأخذ نجمة، والحقيقة أن فعل الزوجة لزوجها حتى ما يكون بينهما في الممارسة الحميمة ابتغاء وجه الله وليس ابتغاء وجه الزوج، والثواب عليه من الله الذي يجعل الحب في القلوب، وليس من البشر الذين لا يملكون لأنفسهم شيئا، ولو علمت كل زوجها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساوى بين جهاد المرأة في بيتها مع زوجها وأولادها بالجهاد في سبيل الله لما انتظرت المرأة من الزوج كلمة شكر على واجب قدمته بحب لله تعبيرا عن حبها لزوجها.
أفعلي ما شئت صديقتي لزوجك بما يحب زوجك ابتغاء مرضاة الله، يحافظ لك ربك على حب زوجك لك في قلبه، ويجازيك على ذلك خير الجزاء.