أنا عايزة مساعدتكم؛ لأني عايشة في عذاب.. أنا كنت بحب زوجي، لحد ما كل يوم كان بيبان على حقيقته من إهمال لي، وعدم اهتمامه بي، وأنا مريضة وكل ما أكلمه يقول لي: أنا "هاشوف غيرك وهابص بره". أنا تعبت، ووصلت لدرجة إني بقيت باكرهه جدا، وأنا معايا طفلة، وهو لا بيهتم بي ولا بيها، وبقيت باتعب جدا من لمسه لي؛ لأنه بيكون عايز حقه الزوجي وبس، دون أي مشاعر ولا إحساس، وقلت له كتير أوي: لازم يبقى فيه مشاعر بينّا وحب وكلام حلو؛ علشان نكون سعداء، يقول لي: لأ مش مهم!! لدرجة إني بقيت بابكي وهو نايم معايا؛ بس هو مش بيهتم، وبيعمل اللي عايزه، ولو رفضت يتخانق ويقول لي إن الملايكة هتلعني. أنا مش عارفة أعمل إيه؟ وهل من حق الرجل إنه ياخد زوجته غصب عنها، وبالإكراه، وبطريقة غير ملائمة؟ hhome السلام عليك ورحمة الله وبركاته.. صديقة "بص وطل" العزيزة.. أما بعد.. ما بدأ بينك وبين زوجك من حب -استمر وأثمر طفلة- يقول إن زوجك لم يكن مهملا من أول الأمر، ولم يكن غير مبالٍ بمشاعرك من أول الأمر؛ بمعنى أنه كان ممتازا ثم تحول، وكنت تحبينه قبل أن تكرهيه كما تقولين. والمشكلة من وجهة نظرك أنه لم يعد بينكما إلا علاقة جسدية تبكين وأنت تمارسينها، بالطبع غصب عنك؛ لأنها ليست طبقا للمواصفات القياسية في نظرك. وأقول لك إن الدين شرع المداعبة بين الزوجين قبل اللقاء الجنسي، وجاء ذلك في آية قرآنية تقول:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ}. صديقتي قوله تعالى: {وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ}: تعني ألا تكون العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة علاقة تفريغ شهوة لا حياة فيها؛ فهذا مؤلم للطرفين، ومخالف لما يسمى الحميمية في العلاقة الزوجية، أو ما يقول عليه الأجانب (Making Love). ولكن هل حدد الدين أو قواعد الحميمية أو "الماكينج لف" من يبدأ هذه المداعبة؟ وهل هي مفروضة على الرجل يقدمها للمرأة، وهي مكتوفة اليدين منتظرة الطرف الآخر يحب ويدلّع ويقدم لنفسه، وهي تستقبل وكتر خيرها؟!! طبعا لا.. لا. فالعلاقة بين الرجل والمرأة متساوية في كل شيء إلا ما يسمى القوامة، ومعناها: أن يكون مديرا للحياة الزوجية بداية من التقدم للمرأة، والإنفاق عليها، وحبها، ورعايتها نفسيا وجسديا؛ أما الجنس فهذا شطارة الأنثى التي تعرف ما تعطي للرجل، وما تأخذ منه؛ وخاصة في حلال. ولقد وقفت من زمن على دراسة تقول إن الكثير من الرجال يفضّل الغانية على المحترمة في الزواج (العلاقة الجنسية)، ويفضل المحترمة كأم لأولاده.. ونتائج هذه الدراسة أسفرت عن أن الفرق بين الاثنين؛ أن الغانية عندما تكون في حجرة نومها تكون أنثى تثير الرجل وتستخرج منه ما يُسعد أنوثتها ويُسعد ذكورته؛ أي تكون العلاقة بين الذكر والأنثى وليس بين فلان بيه وفلانة هانم. وإذا كانت مشكلة زوجك أنه لا يقول كلام مداعبة قبل اللقاء الجنسي؛ فالمشكلة بسيطة وحلها أن تقولي أنت، وتدللي أنت، والبسي، واقلعي أنت، وأغريه، وحوّلي عملية تفريغ الطاقات لتفريع مشاعر، قولي له أنت كلمات الحب والمداعبة، تمسكي بالحلال قبل أن يذهب للحرام، وبالفعل تدخلين جهنم بسببه؛ لأنك دفعته للحرام بيدك ودموعك وسلبيتك. ومشكلات الأزواج على موقعنا لا عدد لها؛ فتجدين فاقد الذكورة أصلا الذي ضحك على زوجته حتى ارتبط بها وهو عاجز، ثم يتهمها أنها باردة، ومنهم من يعاني إدمان العادة السرية، ومنهم من يخون على النت وفي الحقيقة، ومنهم من ترك زوجته وأطفاله بلا إنفاق، ومنهم من ترك زوجته لخدمة أمه وأهله... إلخ.. مشكلات لا حصر لها. لذلك نصيحتي لك تتلخص في الآتي: - حاولي أن تستعيدي حبك لزوجك في نفسك أولا؛ بقول الله عز وجل: {إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}؛ يعني توازني بين حسناته وسيئاته، وبالطبع حسناته أكثر، ويكفيك الملاك الطاهر الذي تحملينه بين يديك وهو بنته وبنتك. - ثم عودي لرشاقتك وجمالك أيام الخطوبة والحب، وحاولي بينك وبين نفسك أن تُرجعي المشاعر الطيبة التي كانت بينكما. وربما تسألين: ولماذا لا يفعل هو؟ أو لماذا لا يبدأ هو؟ وأقول لك: مع الأسف ثقافة الرجل الشرقي أنه يحب، وتكون مشاعره العاطفية كلها قبل الزواج، وبعد الزواج يعبر عن حبه بالعلاقة الحميمة؛ فمن شعرَتْ بها -بأن تكون طرفا فاعلا وليس مفعولا به- استمتعت بنوع جديد من الحب، ومن حبست نفسها في برواز "المفروض وما يجب وما يكون"؛ فلن تحصل على أي شيء؛ بل ربما تخسر هذا الذي يُبكيها؛ فالبنات والنساء على قفا من يشيل بالزواج وغيره، في عصر ظهر فيه الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس. لذلك كوني فاعلة في حياتك، كوني أنثى لزوجك، وتعلمي ماذا تصنع الإناث في عالم البشر وعالم الحيوان لتحتفظ بعلاقة حميمة هي العمود الفقري للزواج.