كريمة كمال صرحت نائبة حزب الحرية والعدالة عزة الجرف، تعليقاً على احتجاز عدد من الفتيات في أحداث العباسية بقولها: "بناتنا خط أحمر"، جاء ذلك في سياق إدانة عدد من نائبات الحزب لاعتقالات الشرطة العسكرية الأخيرة لعدد من فتيات الجماعة، من ضمن من تم احتجازهنّ في الأحداث، وعبّرت النائبات عن اعتزامهن تقديم بيانات عاجلة في مجلس الشعب حول هذا الأمر.
لا يمكن ألا نتذكر هنا تعليق أمينة المرأة بالحزب منال أبو الحسن على مظاهرة حرائر مصر بقولها إنها ضد النساء اللائي خرجن في هذه التظاهرة الضخمة؛ لأنهن على حد تعبيرها "لهنّ أجندات وممولات من الخارج"، كما أنها عبّرت عن عدم دعمها للفتيات اللائي تم ضربهن وسحلهن في أحداث مجلس الوزراء؛ لأنه طبقاً لوجهة نظرها لم يكن عليهنّ أن يخرجن للاعتصام وللتواجد في الشارع، هذا طبعاً غير الكلام "السخيف" الذي قيل تعليقاً على الملابس وما شابه، وبالتالي فلم تتحرك نائبة منهن للدفاع عن هؤلاء النساء بتقديم بيانات عاجلة لمجلس الشعب، من هنا يتضح لنا أن نائبات الحرية والعدالة يمثلن أنفسهن كأخوات مسلمات داخل المجلس دون باقي نساء مصر، ولا يتحرّكن إلا ضد ما يمسهنّ هنّ فقط، وهكذا فبناتهن خط أحمر وبناتنا كلنا كمصريات من مختلف التيارات خط أخضر! وإدانة خروج الفتيات والنساء في أحداث مجلس الوزراء تنقلب الآن إلى حق لهؤلاء المعتصمات في إعلان رفضهن لحكم العسكر.
نحن نؤكد أن كل البنات والفتيات خط أحمر من كل التيارات ومن بنات الجماعة؛ لأن ما نراه حقاً لفصيل يجب أن ينسحب بالضرورة على كل الفصائل، لكن ما يهم حقاً في مثل هذا الموقف هو ما إذا كان هذا هو موقف نائبات الجماعة وحزبها.. فكيف لهم أن يتولوا مسئوليتنا جميعاً سواء بتشكيل حكومة أو بالإتيان برئيس دولة من الجماعة؟ كيف لهذه الحكومة أن تدافع عنا جميعاً وكيف لرئيس إخواني أن يتحمل مسئوليتنا جميعاً؟ وماذا إذا ما تولت إحدى هؤلاء النائبات مسئولية وزارة مسئولة عن شئون المرأة أو الأسرة كما يفضّلون؟ هل ستعتبر نفسها مسئولة عن أخوات الجماعة وحدهن دون كل نساء مصر؟ أم ستتصور أن علينا جميعاً بمختلف اتجاهاتنا وانتماءاتنا أن نصير مثلهن لكي تعتبر نفسها مسئولة عنا بعد هدايتنا؟ المشكلة حقاً هنا هي هذا الانحياز الحادّ والصريح للجماعة، بل هذا التوحّد مع الجماعة ومصالحها الذي إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الجماعة تتحدث باسمها وحدها، ولا تمثل سوى نفسها ولا تسعى إلا لمصالحها، ولا تنحاز إلا إلى أعضائها، فكيف لها أن تحكم مصر كلها، وأن تكون مسئولة عنا كلنا وأن تدافع عن مصالحنا جميعاً؟
كل ما جرى ضد النساء والفتيات على مرأى ومسمع منا جميعاً، بل من العالم كله في مشاهد يندى لها أي جبين من سحل وتعرية واعتداء حتى على النساء المتقدمات في السن، لم يحرّك شعرة من نائبات الحرية والعدالة، ولم يتحرّك مجلس الأغلبية الإسلامية سوى بالإدانة، هل يمكننا بعد ذلك أن نشتري الحديث عن التوافق والرئيس الذي يحمل النهضة لكل مصر؟ لقد قالت نساء الإخوان الحقيقة بشكل قد يبدو فجّاً لكنه حقيقي، نحن لا نمثل سوى أنفسنا، ولا ندافع عن أي منكم، فنحن لنا مشروعنا الذي نؤمن به، والذي نسعى لتحقيقه حتى لو على حساب بقية الشعب المصري، الذي نرى أنه ليس كله خطاً أحمر، بل ما هو منا خط أحمر وما ليس منا خط أخضر مباح للضرب والسحل والتعرية والتنكيل.. وكما عبّرت بصدق أمينة المرأة بالحزب في ساحة الأوبرا "سوف نكون أسياد هذا المكان"، كلمة الحق تخرج وقت الغضب، فلا تصدّقوا ما يقال أمام الفلاشات.