شكرا على هذه المعلومات القيمة يا دكتورة هبة؛ ولكن هناك سؤال يؤرقني؛ قبل الولادة كنت أستمتع تماماً بالعلاقة الجنسية بيني وبين زوجي؛ ولكن بعد الولادة -وقد ولدت ولادة طبيعية- لا أشعر بأي متعة جنسية، ولا أصل لمرحلة الإشباع؛ حيث لم يعد السائل المرطب موجوداً لديّ على الإطلاق، مع العلم أنه كان موجوداً قبل الولادة، وهذا الموضوع يؤرقني ويجعلني غير مستمتعة بالعلاقة؛ بل إنني في أحيان كثيرة لا أشعر بالرغبة في العلاقة أصلاً، وبدأت أكره وقت الجماع.. أرجو الإجابة على سؤالي؛ فأنا في عذاب.. وأخيراً.. دعواتي أن يبارك الله لك في صحتك ويمتعك بالعافية.. أولاً: ألف مبروك على طفلك الأول، بارك الله لك فيه وأنبته نباتاً حسناً وجعله قرة عين لك ولوالده..
ثانيا: لم تشيري يا سيدتي العزيزة إلى الوقت الفائت منذ ولادتك، وهذا يشكل فارقاً كبيرا؛ ففي الفترة الأولى بعد الولادة الطبيعية تحتاج الأعضاء الجنسية والأنسجة الدقيقة فيها إلى بعض الوقت لاسترداد حالتها الأولى، أما الفترة التالية؛ فيجب أن تعود جميع الوظائف الحيوية للأعضاء كما كانت..
أما عن وصفك لحالتك الحالية؛ فهي تحتمل أكثر من سبب لحدوث ذلك: الاحتمال الأول: أن مراقبتك لنفسك في هذا الصدد قد تكون هي سبب عدم حدوث الترطيب المنتظر؛ حيث إن الجهاز العصبي السمباثاوي –الخاص بالتوتر والقلق– يقطع تلقائية الممارسة الحميمة، وبالتالي يمنع إفراز هذا السائل المرطب من الغدد المبطنة لعنق الرحم؛ ولذلك فإن الحل في هذه الحالة أن تستمتعي دون أن تحملي همّ حدوث أو عدم حدوث هذا الإفراز..
الاحتمال الثاني: أن انشغال فكرك بوليدك والتركيز مع احتمالية استيقاظه أو التفكير في إرهاقك معه أو عدم انتظام نومك؛ كل ذلك يؤثر سلباً أيضاً على حدوث الأعراض المصاحبة للاستثارة الجنسية، وفيها إفراز السائل المرطب.
الاحتمال الثالث: أن تكون قد حدثت تغيرات ما في عنق الرحم أثناء الولادة أو بعدها، وهذا لا يمكن معرفته أو تشخيصه إلا عن طريق استشارة طبيب متخصص في أمراض النساء والتوليد، واتباع تعليماته إذا ما طلب فحوصات معملية أو فحوصات إكلينيكية لتحديد سبب هذه الشكوى..
عموماً يا سيدتي، أنا مطمئنة أنك ستعودين لحالتك الطبيعية لا محالة بإذن الله، وأن المسألة لا تعدو أن تكون عَرَضاً عابرا سيمر بسلام طالما أن علاقتك بزوجك كانت مكتملة الأركان كما أشرتي في رسالتك..
سيدتي.. لا تترددي في طلب العون الطبي والمساعدة المتخصصة، ولا تتنازلي عن سعادتك بعلاقتك، ولا تقبلي أن تقلّ هذه السعادة وجاهدي في سبيلها..