تعجّب محمد مرسي -رئيس حزب الحرية والعدالة- من أن يتحدث عمر سليمان عن الثورة وقد كان جزءا من إجرام النظام السابق، متوقعا قرب صدور قانون منع الفلول من الترشح، مراهنا على وعي الشعب واستمراره في الثورة، محييا الميدان الذي يحمي البرلمان، كما أرجع عدم مشاركة الإخوان في فعاليات ثورية منذ وقت لاختلاف تقديرهم للموقف عن غيرهم. وفي اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة مباشر مصر أكد مرسي أن الإخوان لم يجلسوا مع عمر سليمان وحدهم بل في النور ومع الجميع، وقال مرسي: "وقلت له نحن نجلس اليوم بعد أن سقط نظام مبارك في الرئاسة والحزب والبرلمان، ويجب أن تقر بذلك.. نحن نجلس معا كقوى وطنية؛ لنرى كيف ندير المرحلة الانتقالية بعد أن سقط النظام، وقلت له أيضا إن أولياء الدم وأنت جزء من النظام لن يتركوا دمهم أبدا بعدما حدث، وكل ذلك مسجل وموجود".. كما أكد مرسي أن الجلوس مع عمر سليمان قبيل التنحي لم يكن للتفاوض، بل كان جلوسا للتحاور على طريقة إدارة الفترة الانتقالية بعد أن أكد سقوط النظام بالفعل قائلا: "لم نتفاوض معه، ولكننا جلسنا مع الجميع لنرى ماذا سنفعل، وكيف سندير الوطن في المرحلة الانتقالية". وحول الحوار الذي أشرف عليه سليمان مع الإخوان في هذه الفترة قال مرسي: "حاول سليمان أن يحتوي الموقف، وأخرج بيانا لم نتفق عليه، فرفضنا الجلوس معه مرة أخرى". وإجابة عن سؤال يتعلق بتهديد عمر سليمان بفتح ملفات خاصة بالإخوان قال مرسي: "هذا كلام لا يستحق الرد عليه، وإن كان لديه شيء فليقدمه للنيابة العامة، وهو كلام لا قيمة ولا وزن ولا صحة له على الإطلاق"، مؤكدا أن الجماعة تدرس الرد على اتهامات عمر سليمان. وعن موقف الإخوان من المجلس العسكري حاليا وكيفية تقييم مواقفه بالنظر إلى الدفع بترشيح عمر سليمان وبعض رموز النظام السابق في الانتخابات القادمة أكد مرسي أن تقييم مواقف المجلس العسكري يتم وفق ما هو موجود على الأرض وليس على أساس الكلام الذي يقال، متوقعا موافقة المجلس على مشروع القانون الذي وافق عليه مجلس الشعب أمس. واستشهد رئيس حزب الحرية والعدالة بما يجري في ميدان التحرير قائلا: "عندما نرى ما يهدد مصلحة الوطن يهب الشعب كله كما نرى، فالمواطن هو الذي سيدافع عن حقه، وهو الذي سيعيد ذكريات الثورة الأولى، ويقول أنا حي دائما سلمي دائما، ولا يجب أن يتحول التصور الخاطئ إلى فعل خاطئ على الأرض.. وطالب المرشح "الاحتياطي" لرئاسة الجمهورية الأجهزة التي ساعدت النظام السابق ليعود إلى إدارة البلاد بأن تراجع مواقفها، ولا تكون مع أعداء الوطن ضد الشعب؛ لأن المواطنين وإن كانوا يصبرون فإن صبرهم لا يطول، موجها حديثه لهم: "أقول لهم ثوبوا إلى رشدكم وعودوا إلى وعيكم وكفّوا عن غيكم؛ فالمصريون ثوار واعون، ويدركون أنه لا مكان لفاسد مرة أخرى.. وحماة الوطن يجب أن يكونوا في خدمة الوطن والشعب، لا أن يعاونوا أحدا أبدا على هذا الشعب". مؤكدا أن المسألة مسألة إرادة أمة وليست إرادة أشخاص، مصلحة وطن وليست رؤية جماعة أو حزب، الأمة منتفضة ضد من يحاول إعادة الماضي.. وحول التوافق على مرشح إسلامي واحد قال مرسي إن هذا الطرح فيه بعض المصادرة على الشعب، مؤيدا أن يترشح كل من لديه برنامج، ويظن أنه قادر على خدمة الوطن، قاصدا المصريين الشرفاء الذين سيقدمون منافسة شريفة، والمصريون قادرون على التمييز أيا كان من يفوز ما دام سيعمل للوطن وليس فاسدا ولم يشارك في فساد سابق، مؤكدا أن هؤلاء المرشحين الشرفاء يمارسون منافسة شريفة وسيختار المصريون بوعيهم من يمثلهم من بينهم. وإجابة عن سؤال هل من الممكن أن يتنازل الشاطر لغيره في حال وجود مبادرات للتوافق على مرشح إسلامي واحد؟ أجاب مرسي بقوله: "ما زلنا في مرحلة البتّ في أسماء المرشحين والقائمة النهائية ستعلن يوم 26 إبريل الجاري، وبالتالي الحديث عن مبادرات وإن كان فيه وجاهة لكنه سابق لأوانه.. وردا على سؤال عن وجود مخاوف من مؤامرة للإطاحة بالشاطر؟ قال مرسي: "هذا الوعي في هذا الشعب الذي يخرج بهذا الشكل مطمئن جدا؛ لأن هذه الإرادة وهذا التجمع والإعلان عن استمراره بعد ذلك لتحقيق أهداف الثورة، لا يخشى مؤامرة ما دام الشعب سيقف في وجه كل من يريد أن يدبر شيئا بليل.. أصحاب المؤامرات سيبوء مكرهم بالفشل، ومكر أولئك هو يبور، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.. واختتم محمد مرسي حديثه بأن مصر ستختار من يمثلها، ولن يستطيع أحد أن يعيق تقدمها، فلا مجال للتخوف وإن كان الحرص واجبا.