السلام عليكم الإخوة والأخوات باشكركم على الباب الجميل ده.. مشكلتي باختصار إني واحد بادور على الجواز والاستقرار، أنا خريج كلية هندسة، ودلوقتي في الجيش، أنا مش كويس أوي شكليا، وكان ليّ تجربة عاطفية من طرف واحد وماحصلش نصيب، وقبل التجنيد بكام يوم كان واحد صاحبي رشح لي بنت محترمة جدا تبقى صاحبة خطيبته، وروحت شفتها في الجامعة بتاعتها، وركبت هي وخطيبة صاحبي معانا العربية؛ علشان كان المفروض هنتغدى مع بعض، وبعد كده نوصل كل واحدة فيهم بيتها.. وأنا ساعتها كنت فاكر إنها ماتعرفش إني جاي علشان أشوف فيه قبول مبدأي بيني وبينها ولا لأ. المهم لما هي ركبت العربية أنا نزل عليّ سكوت غريب، وماقلتش أي كلمة؛ رغم إن ده مش عادتي صحيح.. أنا ممكن أكون خجول بعض الشيء؛ بس أنا بطبعي متحدث كويس، وكذا مرة أطلع أتكلم في ندوات في الجامعة أو في محاضرات تبع هندسة، وكده ماعنديش مشكلة خالص إني أتكلم مع أي حد وفي أي حاجة، ماعرفش إيه اللي سكتني، ولما روحنا نجيب أكل ورجعنا نأكله في العربية أنا رفضت أقعد جنبها؛ علشان حسيت إنه عيب وكده، وأحرجتها هي وخطيبة صاحبي، وكنت سخيف جدا.. وهي سابتنا ومشيت من الإحراج.
وأخدت انطباع أول عني إني خجول جدا، وساكت، ومش قائد، ومش باعرف أخلي اللي حواليّ يعملوا اللي أنا عايزه.. ماعرفش هي عرفت كل الكلام ده اللي مش فيّ منين؛ رغم إني خرجت بعد كده مع ناس يعرفوها كويس أوي وأول مرة يشوفوني، وكنت طبيعي جدا.. المهم إن دي كانت تجربة فشلت والحمد لله.
بعدها بفترة واحد صاحبي تاني رشح لي برضه واحدة صاحبة خطيبته، واتكلمنا على الشات.. هي بنت هايلة جدا عقليا، وعلى المستوى الفكري فيه توافق كبير جدا الحمد لله بينا؛ بس على مستوى الشكل وكده أهلي مش متقبلينها خالص، والكلام ده كان من الصور، ولما شفتها على الطبيعة اتفاجأت إنها رفيعة جدا جدا جدا، ومهملة في نفسها خالص.. فأعدت التفكير في الموضوع، ومش عارف آخد قرار؛ لأني حاسس إني لو ارتبطت بيها هابقى ارتبطت بواحد صاحبي مش بنت.
أنا مع الأسف لسه بافكر في البنت الأولانية اللي واخدة عني فكرة غلط؛ هي ما شاء الله جميلة جدا جدا ومهتمة بنفسها بس إحنا ماتكلمناش مع بعض علشان أعرف طريقة تفكيرها خاصة إنه عندي طموح، وعايز أكبر، وأبقى أحسن، وطبيعي محتاج حد يساعدني على ده.
أنا طالب نصيحتكم.. هل ارتبط بالبنت التانية اللي فيها توافق فكري بيني وبينها بس مش جميلة، ولا أحاول -وماعرفش إزاي- إني آخد فرصة تانية من البنت الأولانية اللي واخده عني انطباع غلط، ولسه ماعرفش فيه توافق فكري بيني وبينها ولا لأ؟؟!!
m.khair
الصديق العزيز.. أشكرك على الثناء الجميل على موقعنا، ودعني أدخل مباشرة فيما يخص مشكلتك؛ ولكن فنتناولها معك منذ البداية.. فالفتاة الأولى التي حكيت عنها من الواضح أنك ما زلت تفكر فيها، وبالرغم من أنها تراك غير لائق بها؛ فإنك ما زلت تعلق الآمال عليها، ولكن يا عزيزي أنا لا أعلم لما تصرفت بهذه الطريقة أمامها!! يمكن من شعورك بأنها ستحكم عليك فتصرفت بصورة معينة، ولكنها كانت خاطئة؛ فلم تكن بحاجة لكل ذلك حتى تثبت شيئا ليس فيك، وكما ذكرت أنك شخصية متحدثة، ولك علاقات، ولا تتميز بتلك السذاجة أو الخجل؛ على حد قولك.
ولكن ما حدث قد حدث ولا رجعة فيه، ولا أعلم إن كانت هناك طريقة يمكنك بها أن تطلب من صديقك أن يعاود الاتصال بك كي يرتب لقاء آخر أو لا.
ولكن ما استوقفني هنا أن ترغب في عودتها؛ لأنها جميلة هل هذا هو السبب الذي جعلك ترغب بها.. هل أصبح الشكل والمظهر الخارجي هو العامل المساعد على الزواج هذه الأيام؟؟!
هل هذا ما جعلك تفكر فيها طوال الوقت لمجرد أنك قد شاهدت تلك الفتاة الأخرى على تلك الحالة التي وصفتها بأنها مهملة في مظهرها ونحيفة القوام؛ بالرغم من أنها ذات عقلية جيدة كما وصفتها برسالتك.
ولكن لما أناقشك في شيء من الواضح أنك تربيت عليه، فنفس نظرة أهلك هي نظرتك لها؛ فكيف أقنعك بما نشأت وترعرعت عليه؟!! فأنت ممن ينبهرون بالخارج والظاهر، ولا يهمك الداخل ولا تهتم إلا لنفسك؛ لأنك لو فكرت للحظة في تلك الفتاة التي رفضها أهلك وكيف ستتقبل رفضك لها؛ لفكرت للحظات أن ما تراه مستحيلا قابلا للتعديل.. فقد أصبحنا في عصر العلم والتقدم يمكن أن تعدل تلك الفتاة من مظهرها، وتتعلم كيفية الاهتمام بنفسها أو تراجع أحد أطباء السمنة والنحافة كي تهتم بصحتها البدنية.
أتوقع أن يرفضها أهلك لفارق المستوى الاجتماعي أو التعليمي أن يكونوا قد علموا شيئا يضر بسمعتك فيما بعد.
أنا معك إن للشكل عاملا كبيرا في الزواج؛ ولكنك لم تعطِ لنفسك الفرصة كي تتعرف عليها يا صديقي، فربما كانت هي لك السند والدافع لكي ترتقي بنفسك وبمستقبلك المهني والحياتي.. ولنقلب الآية: هل ترضى أن يتم رفضك من أجل شكلك الخارجي أو مظهرك أو تقبل النصيحة وتصلح من ذاتك ما دام أنك تفعل ذلك من أجلك ومن أجل من تحب؟؟
لن أطلب منك أن تستمر مع الفتاة الثانية أو أطلب منك أن تراجع تفكيرك بخصوص الفتاة التي لا تعرف عنها شيئا؛ بل سأطلب منك أن تفكر جيدا، وتحكم عقلك، ولتعطِ نفسك فرصة للتفكير بجدية بناءً على ما يمليه عليك قلبك وعقلك؛ فأنت من ستتزوج، وأنت من ستلقي نتيجة اختياراتك.. لا أملك قلبك ولا أتحكم بعقلك؛ بل أطلب منك كفتاة أن ترضى لغيرك ما ترضاه لنفسك.. وفقك الله واستخيره فيما تريد.. تحياتي.