ماعليش أنا باكتب لكم كتير؛ بس ده لأني باثق في رأيكم جدا. أنا مكتوب كتابي على حد بحبه وبيحبني، المشكلة إنه حصلت بينا مشكلة كبيرة شوية، وأنا أتصدمت؛ لأنه تعمد إنه يجرحني بأنه يعمل حاجة تزعلني، وأنا وقتها أتعصبت جامد وصوتي علي وقعدت أزعق فيه، وكان رد فعله غير المتوقع واللي مش مصدقاه لحد دلوقتي إنه ضربني، ومش أي ضرب ده ضرب بغباء، وقعد يزعق ويقول لي: "أنا هاعلمك إزاي تعلي صوتك عليّ".
ومش عايزة أقول إني أنهرت ووقعت في الشارع وهو روحني من غير ما يقول لي ولا كلمة.
وتاني يوم جالي البيت، وكنت فاهمة إنه هيصالحني؛ لقيته جاي يقول لي: "أنا آه مقتنع إني غلطان؛ بس إنتي كنتي تستاهلي؛ لإني ماكنتش هاقدر أوقفك"، ومشي وسابني، وأتصل بيّ كمان وقال لي: "أنا عايز يومين أهرب فيهم كده؛ لأني مش مصدق إن مراتي تعلي صوتها عليّ، وتفتح باب العربية وتنزل في نص الشارع، وإنتي لازم تتغيري علشان أنا زعلي وحش".
وإحنا لسه مكتوب كتابنا، وأنا مارضتش أحكي لأمي وأبويا حاجة؛ علشان مايزعلوش منه، بس مش عارفة أعمل إيه؟؟ لا قادرة أنسى، ولا قادرة أحبه من أول وجديد؛ حاسة إني لسه شايلة منه؛ رغم إنه بقاله يومين رجع كويس معايا زي الأول، وقال لي: "أنا بحبك وماتزعليش مني، ومش هتتكرر تاني"، بس مش عايز أي مناقشة في الموضوع.
وإحنا آه كويسين؛ بس أنا قلبي شايل منه أوي، وفرحي كمان شهر وخايفة من بكرة.
إيه الحل أعمل إيه؟؟! هو إنسان كويس؛ بس أنا أتصدمت في تصرفه ده، ولا هل أنا اللي أستاهل على رأيه؛ لأني عليت صوتي.
Monaliz
عزيزتي.. السلام عليك ورحمة الله وبركاته.. نرحب بك صديقة دائمة لنا، وإنه من دواعي فخرنا ثقتك بنا، والتي نسعى دائما للحفاظ عليها، وأن نكون على قدر هذه الثقة بنا.
وفيما يتعلق برسالتك، فبمطالعتي لها وجدت أنكما أنتما الاثنان وقعتما في الغلط بالقدر نفسه، فهو أخطأ باستفزازك بشيء يغضبك في البداية؛ ولكن مهما كان ما فعله لا يصح أبدا أن يكون رد فعلك بهذه القوة والعنف، فهو رجل، وإن سمح لك بأن تنهريه وترفعي صوتك عليه فهذا سينقص من رجولته؛ لأنه إن سكت ستعتادين أن ترفعي صوتك عليه، ومن ثمّ سيسقط من نظرك، وهذا بالنسبة لك قد يكون أمرا بسيطا؛ لكن بالنسبة للرجل أن تصرخ فيه امرأة وتدفعه، وتنزل من السيارة في منتصف الطريق شيء لا يغتفر بسهولة، ومن الممكن أن يخرجه عن شعوره، وأعتقد أن هذا ما حدث.. فتصرفك جعله يتصرف بشكل قد يكون غريبا عليه؛ ولكنه شعر بإهانة رجولته؛ وهو ما دفعه للثأر لرجولته، وكان خطأه وصدمتك، فكان عليك أن تتوقعي أن يكون رد فعله عنيفا جراء ما حدث منك؛ ولكن لأنك كنت ثائرة لم تلحظ فداحة ما قمتي به، ولاحظت فداحة ما قام هو به.
لذا فالأفضل أن تقبلي اعتذاره، وأن تتناسيا ما حدث، وأن يكون ما حدث درس لكليكما، على ألا يتكرر مجددا في المستقبل، وأن يكون الصوت المنخفض والتفاهم وتفهم كل منكما للآخر هو أساس التعامل بينكما، وأن تعاتبيه بهدوء، وأن تحترمي غضبه ولحظات ثورته، وتبتعدي عنه في هذه اللحظات، وتتركيه حتى يهدأ، ومن ثمّ تعاتبيه على ما صدر منه، وأعتقد أن هذا سيجعل التعامل بينكما أكثر تحضرا، وسيجعل الأمور بينكما تسير بشكل رائع في المستقبل إن شاء الله؛ خاصة أنكما تحبان بعضكما البعض.
يجب أن يتجاوز كل منكما عن هفوات الآخر، وأن يحاول كل منكما أن يفعل ما من شأنه أن يريح الآخر وأن يرضيه، ويبتعد عن كل ما من شأنه أن يضايق الطرف الآخر أو يجرحه أو حتى يحزنه، فأنتما تكملان بعضكما، وأصبحتما شيئا واحدا، فلا مجال للكرامة؛ ولكن أيضا لا مجال للإهانة، فكرامتك من كرامته، وما حدث موقف عابر عليك أن تتخطيه؛ لتنعمي بحياة سعيدة مع الإنسان الذي اختاره قلبك.. مع تمنياتي لكما بسعادة دائمة في المستقبل إن شاء الله.