كتب: فاروق عبد المجيد بعنوان "مبارك وسياسة الفرص الضائعة" كَتَب إسحاق ليفانون -سفير إسرائيل السابق بالقاهرة- في مقال له بصحيفة معاريف العبرية أمس (الخميس) أنه لو كان مبارك قد استغلّ الفرص التي أتيحت له كي يهدّئ غضب المواطنين المصريين لكان حَظِي بتأييد شعبه كله، وأنهى حياته كأحد الفراعنة العظام. "مبارك كان سيبقى لولا".. بهذا العنوان الفرعي أضاف ليفانون أن أحمد المسلماني -الصحفي والمذيع التليفزيوني المصري- تباهى ذات مرة في برنامجه أن الغرب كله وكذلك الموساد الإسرائيلي لم يتوقّعا ثورة يناير الشعبية، وقال ليفانون إن المسلماني على صواب وعلى خطأ في الوقت نفسه؛ موضّحا أن المنظومة الدبلوماسية بالقاهرة والتي كان ليفانون واحدا منها كانت تعلم بالاستياء العميق داخل صفوف الشعب المصري إزاء اليد الحديدية لنظام مبارك ورغبته الحقيقية في تغييره. وتابع: "المسلماني كان على خطأ، فقد كنّا نعلم، لكنه كان على صواب في المفاجأة التي حدثت بسقوط نظام مبارك، الذي كان يعتبر قويا ومستقرا، في خلال 18 يوما". "هل كان مبارك يستطيع منع ذلك؟".. تساءل ليفانون مجيبا عن ذلك بقوله: "تخيّلوا أن مبارك وبعد عودته من العملية الجراحية التي أجراها في بداية 2010 قام بإعلان عدم ترشّحه للرئاسة مرة أخرى، لو كان فعل هذا لكان حَظِي بتأييد ودعم كل الشعب، وكان أنهى حياته كأحد الفراعنة العظام، لكنه لم يفعل، واستمرّ في خداع الجميع، ورفض الكشف عن نيّته الحقيقية بالاستمرار في الحكم، وهكذا تزايدت الشائعات عن توريثه الحكم لابنه جمال". وقال السفير السابق: "كان يمكن لمبارك أن ينقذ نفسه لو كان ألغى انتخابات مجلس الشعب في نهاية 2010، والتي فاز فيها حزبه الوطني بغالبية المقاعد، ولو أنه أقال وزير داخليته حبيب العادلي من البداية لتغير الوضع، لكنه بدلا من ذك قام بدعم الأخير، وعرف الشعب في أي جانب يقف مبارك". أما الفرصة الأخيرة التي أضاعها الرئيس السابق -وفقا لليفانون- فكانت عدم ظهوره أمام شاشات التليفزيون للتحدّث مع شعبه إلا بعد أيام طويلة منذ قيام الثورة لقد كان بعيدا عنهم، وهو ما دفع الجماهير التي طالبت بالمزيد من حرية التعبير وحقوق الإنسان إلى تصعيد مطالبها بالإطاحة به. مختتما مقاله بالقول: "آه.. لو كان مبارك يسمع لشعبه لكان استغلّ الفرص السابقة، لكن كل الفرص ضاعت وتحوّل مبارك إلى مجرد جزء من التاريخ المنسي".