كتب: دينا حسن شدّد الشيخ راشد الغنوشي -رئيس حزب النهضة الإسلامي بتونس- على أن الثورات ستقوم على جميع الأنظمة الفاسدة، وأنها لن تقتصر فقط على البلدان العربية. وأكّد -في حوار له ببرنامج "آخر كلام" على قناة ONtv- أن الدول العربية قد حكمتها الأنظمة البوليسية والقمعية، مشيرا إلى أن الجماهير التونسية قد ثارت ضد زين العابدين بن علي -رئيس تونس السابق- عندما عَلِمت برغبته في الاستئثار بالسلطة؛ لقيامه بقتل الثوار وارتكاب جرائم في حقّ الجماهير. وحذّر في الوقت نفسه باقي حُكّام الدولة العربية من إمكانية قيام الثورات داخل بلدانهم، قائلا: "الحُكّام الذين لا يدركون أن الثورات ليست بعيدة عن بلادهم ولم يقوموا بالتغيير اللازم؛ فهم يغامرون بشكل كبير". وأضاف مؤسس حركة النهضة الإسلامية بتونس أمس (الثلاثاء) أن هناك حُكّاما يتسمون بالذكاء والحكمة؛ لقيامهم بالتغييرات داخل أنظمتهم العربية، ضاربا المثل: "استطاعت المملكة المغربية تحسين أوضاعها السياسية؛ تلافيا لقيام الثورات بها". وبيّن أن الثورة السورية ستنتصر على الأنظمة القمعية للرئيس السوري، مفصحا: "بشار الأسد مثال للغباء السياسي؛ فهو يعتقد أنه سيدخل العفريت داخل قمقمه بعد أن صرخ وطالب بحريته". وأتبع الغنوشي أن هناك تحديات تواجه الحكومتين المصرية والتونسية؛ مثل حلّ مشكلات البطالة والتنمية، وتحقيق أهداف الثورة، مُبديا ثقته في قدرة الأنظمة الجديدة على حلّ الاقتصاديات، وإعادة بناء الدولة من جديد. وحول الدور الدولي تجاه الثورات العربية، يُؤمن الغنوشي بأن الدول الغربية لا يوجد أمامها اختيارات سوى تدعيم الثورات العربية؛ حيث إن الجماهير ترغب في الحريات، وإرساء الديمقراطية داخل الدولة. واستطرد أن العلاقات مع الدول الأوروبية ستقوم على المصالح المشتركة، مؤكّدا أنه لن يحدث قمع للثورات العربية، وأن الجماهير قادرة على التصدّي للممارسات الخارجية. وطالب الغنوشي الجماهير العربية بالشعور بالتفاؤل؛ بعد قدرتها على إسقاط الأنظمة "البوليسية"، وتخطّي حاجز الخوف بعد مطالبتها بحقوقها، مؤكدا أن الجماهير قادرة على تحويل البلدان نحو النموذج النهضوي والتنموي.