كتب: دينا حسن أرجع الدكتور علي جمعة -مفتي الديار المصرية- تنازله عن دعوته القضائية ضد الشيخ أبو إسحاق الحويني؛ لرغبته في تطبيق المنهج النبوي الخاص بالعفو والتسامح، مؤكدا أن المصافحة هي من شيم المسلم. وأكد أمس (الأحد) أنه قد تنازل عن القضية قبل عقد جلساتها الأولى، وأنه قد فعل ذلك ابتغاء مرضاة الله تعالى، وليس من أجل البشر. وقال -في حوار له ببرنامج "مصر تنتخب" على قناة cbc- إن الدين والسياسة يعملان من أجل المصلحة الوطنية، فالدين يحدد الضوابط والنواهي، والبرلمان يصدر التشريعات الخاصة بها.
ولفت النظر إلى أن القضايا الشائكة كالخمور والسياحة والتي تشغل برامج بعض الأحزاب السياسية؛ قد حسم الأزهر أمرها منذ سنوات وفق الرؤية الفقهية، وأنها لا تستحق أن تشغل الرأي العام، موضحا أنه يوجد بعض الأديان تحلل بعض المحرمات، وبالتالي لا يجوز منعها داخل الدولة. وأتبع أنه لا يجوز تحريم السياحة الشاطئية والأثرية للدولة، ذاكرا أن مصر دولة سائحية تلفت أنظار دول العالم، وأن السياحة تمثل أهم الركائز الاقتصادية لها، وأن الدين يقوم على تحقيق المصالح. وشنّ مفتي الديار المصرية هجوما للأصوات المنادية بإصلاح الأزهر، قائلا: "إصلاح الأزهر كلمة حق أُراد بها باطل، فالأزهر يصلح نفسه دائما، ومن يريد الإصلاح فعليه بنفسه أولا". واستطرد بأنه لا يجوز تولي رئاسة الأزهر بالانتخابات وليس بالاختيار، لاكتمال أركان الديمقراطية في جميع المؤسسات، موضحا: "الأزهر ليس عملية سياسية، فيوجد فرق بين مفهومي selection, election، فاختيار رئيس الأزهر يقوم على الكفاءة والتخصص؛ وليس وفق البرنامج الانتخابي له". وأشار إلى أنه يجب على التيارات السياسية الإطلاع على دور الأزهر منذ مئات السنوات، ودوره التاريخي، والمبادرات التي يقوم بها. وبسؤاله عن المشهد السياسي وعن الأحداث الأخيرة؛ طالب جمعة شباب الثورة بالاستماع إلى كلمات الشيخ محمد متولي الشعراوي عن "الثائر الحق"، مؤكدا أن الفساد سُنّة كونية، وأنه منتشر بجميع دول العالم، وأن عليهم الكف عن المليونيات، والبدء في إعادة بناء وطن. واستكمل قوله بأن السياسة ليست من اختصاصات المجلس العسكري، ولم يعملوا بها من قبل، مفصحا: "أُصدق رغبة المؤسسة العسكرية في عدم رغبتها في السلطة، وأعانها الله عليها". ونوه إلى أن البلطجية المتواجدون داخل ميدان التحرير هم نتاج فساد المسئولين والمجتمع، وأنه لا بد من إعادة تأهيلهم إنسانيا ومجتمعيا، رافضا التصريحات المطالبة بإنزال العقوبات عليهم. ووجه رسالة إلى الشعب المصري بضرورة التحلي بالصبر؛ لحين الانتهاء من المرحلة الانتقالية، وأن ينظروا إلى الشعوب التي ما زالت تعاني بطش السلطة؛ كما في دولتي سوريا واليمن. كما أعلن جمعة في نهاية حديثه بأنه سيطلق مبادرة بعنوان "التوافق والتصافي"؛ تقوم على البحث عن النقاط المشتركة بين التيارات السياسية، وثوار ميدان التحرير والعباسية، مؤكدا أنه لا بد من الكف عن توجيه الاتهامات المتبادلة، وأن يراعي الإعلام المسئولية الاجتماعية.