أقام المتظاهرون بميدان التحرير استعدادا لبدء فاعليات جمعة "حرائر مصر.. رد الشرف" منصة بجوار مبنى الجامعة الأمريكية، أطلقوا عليها منصة "بنت مصر". وبدأ المتظاهرون في تجهيز المنصة، وإحاطتها بالحواجز القماشية، وتركيب أجهزة الصوت، وتجربتها استعدادا لجمعة اليوم.
كما قام المتظاهرون بإحاطة الحديقة التي تتوسّط الميدان بعَلَم كبير لمصر، يتخلّله فتحات للدخول إلى الحديقة، في الوقت الذي شهدت فيه الحديقة نصب حوالي 10 خيمات صغيرة، بالإضافة إلى خيمتين كبيرتين، تحتوي إحداهما على معرض لصور أبطال وشهداء الثورة، وبعض الرسوم الكاريكاتيرية حول رموز النظام السابق. وقام المتظاهرون بتعليق عدد من اللافتات التي تُعبّر عن مطالبهم؛ ومن بينها: "سجّل يا تاريخ.. سجّل يا زمان.. الشرفاء اتعرّوا بالميدان"، "الدية للولية.. وأم الشهيد قوية"، "الله أكبر.. مصر هتكبر ولن تسقط مصر"، كما قام أحد المتظاهرين برسم صورة كاريكاتيرية ساخرة للرئيس السابق ورموز نظامه، وتعليقها بإشارة المرور بوسط الميدان. أما على الصعيد المروري؛ فما زال الميدان يشهد سيولة مرورية في حركة السيارات حتى الآن، وكذلك جيمع شوارع وسط القاهرة. كما شهد الميدان عودة للباعة الجائلين بكثافة، والذين تمركز معظمهم على أطراف الميدان، في حين فضّل بعضهم حجز مكانه حول حديقة الميدان؛ حيث انتشرت عربات الفول والطعمية وبائعو الشاي والمشروبات الساخنة والمياه، بالإضافة إلى بائعي الأعلام.
وكان المتظاهرون قد بدأوا في التوافد على ميدان التحرير للمشاركة في المليونية فيما أُطلق عليه جمعة "حرائر مصر.. رد الشرف"، والتي دعت إليها العديد من الأحزاب والقوى والحركات السياسية المختلفة؛ احتجاجا على ما أسموه ب"الممارسات العنيفة من قِبل قوات الجيش تجاه المتظاهرات"، فيما عارضتها بعض الأحزاب والقوى السياسية الأخرى. ويُطالِب المتظاهرون المشاركون في جمعة اليوم بقيام المجلس العسكري بتسليم جميع سُلطاته السياسية والقضائية والتشريعية إلى سُلطة مدنية، وإقالة حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الدكتور كمال الجنزوري، وتكوين لجنة تحقيق مستقلة تتكون من قضاة مصر المشهود لهم بالنزاهة للتحقيق في جرائم قتل الشهداء، وتحديد المسئولين عن إراقة دماء المصريين ومحاكمتهم بشكل فوري، بالإضافة إلى الإفراج عن جميع المعتقلين. ووفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط؛ فمن المقرر أن يقوم المتظاهرون اليوم عقب صلاة الجمعة مباشرة بأداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء، بالإضافة إلى إقامة كورال قبطي تأبينا للشهداء. تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأحزاب والقوى والحركات السياسية المتنوّعة دعت لجمعة "حرائر مصر.. رد الشرف"؛ ومن بينها: حزب الوسط، والمصريين الأحرار، والتجمع، والتيار المصري، والمصري الديمقراطي، وغد الثورة، والعدل، وحركة 6 إبريل، وائتلاف شباب الثورة، وحركة كفاية، وحملة دعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وحملة دعم حمدين صباحي، والجبهة الحرة للتغيير السلمي، وحركة شباب الثورة العربية، وائتلاف فناني الثورة، واتحاد شباب الثورة، واتحاد شباب ماسبيرو، والجبهة الشعبية الثورية وتنسيقية 25 يناير. وفي المقابل، عارضت العديد من الأحزاب والقوى السياسية الأخرى فكرة المشاركة في جمعة اليوم؛ وفي مقدمتها القوى الإسلامية، ومن بينها: الإخوان المسلمون، وحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية للجماعة والجماعة الإسلامية).