الاحتباس الحراري ظاهرة تعاني منها كل دول العالم، وتزداد مخاطرها يوماً بعد الآخر، ويوماً ما ستعلو هذه المشكلة لدرجة أنه لا يمكن مقاومتها، وتعتبر أمريكا هي أكبر دولة في العالم منتجة لانبعاثات الكربون المضرة بالبيئة والمسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ويتوقع الخبراء أن تصبح الصين قريباً هي الدولة رقم واحد في العالم المنتجة لانبعاثات الكربون الضارة. لهذا أعلن "جاك شميتد" -مدير السياسة المناخية الدولية، بقوله: " هذان البلدان هما المفتاح الرئيسي لتحقيق حل جذري للمشكلة، أو تحقق الكارثة"! ويبدو بالفعل أن الدولتين في طريقهما لاتخاذ دورهما القيادي في حل هذه المشكلة التي تهدد أمن العالم؛ حيث أعلن الرئيسان الأمريكي "باراك أوباما" والصيني "جين تاو" أن هذه المشكلة على قمة جدول الأعمال، ووقعت الدولتان في يوليو الماضي مذكرة تفاهم بشأن تقليل انبعاث الغازات الضارة واستخدام الطاقة النظيفة وتكنولوجيا الكربون المنخفضة. ويتوقع الخبراء أن توجه الدولتان طاقتهما الرهيبة لتجنب المخاطر المحتملة، مثل عمل شركة كبرى برأس مالي يقدر ب 150 مليون دولار لتطوير السيارات الكهربية واستخدام الطاقات المتجددة، أو عمل شبكة ذكية للطاقة الكهربية في الصين تشبه شبكة الإنترنت، وأن تصلح الولاياتالمتحدة شبكتها الحالية وتطورها أكثر، وربما تسرع الدولتان أكثر في مشروعات التكنولوجيا النظيفة، وربما يساعدهما هذا اقتصادياً أيضا إذا صُدّرت هذه التكنولوجيا إلى أوروبا والعالم، وخصوصاً وأن الصين بدأت تعاني بشدة من آثار الاحتباس الحراري، وستعاني أكثر في المستقبل، ولديها رأس المال الكافي للاستثمار في هذا المجال بمشاركة الشركات الأمريكية الكبرى، وهكذا سيستفيد الجميع من هذه الشراكة.. أمريكا والصين وأوروبا والعالم.