السلام عليكم أنا بنت عندي 20 سنة، كان في واحد زميلي معاي في الكلية بيحبني وأنا كنت بحبه، ومش عايزة ارتبط بيه، حصل منه حاجات إنه كان بيبكي علشان يصعب علي، وأوافق، وفعلا وافقت، كان كويس جدا معايا، وبعد ما خلصت الدراسة بدأ يتغير معايا بكل الأساليب وأسلوبه بقي وحش جدا، ولما كنت باحاول أسيبه ما كانش بيرضي، ويقعد يتحايل عليّ. وبعد كده قال لي: بابا عايز يجوزني بنت عمي بالعافية، ولازم نسيب بعض طبعا أنا ما كنتش مقتنعة بالحوار ده، وبعد كده صاحبه كلمني وقال لي: هو مش عايز يكمل معاكي وهو ارتبط بواحدة تانية، ومش بنت عمه، وبعد كده عرفت إنه رجع لأول حب في حياته؛ مع العلم إن هي اللي كانت سايباه، وكانت بيحصل لها معاكسات، وكان بيحسب إنها أنا، وقال لواحدة من أصحابي لو عرفت إنها هي مش هاسيبها. المشكلة إني نفسي أنتقم منه، ومش عارفة، بادعي عليه في كل صلاتي، ونفسي نفسي أتشفى فيه، ومش عارفة آخد حقي إزاي؟
دودو
صديقة بص وطل العزيزة ما حدث معك يحدث كل يوم، وربما كل ساعة في مجتمع الجامعة الذي يتسلى فيه الطلبة والطالبات بعلاقات لا أمل فيها؛ فهؤلاء الطلبة يأخذون مصاريف الدراسة ومصاريفهم الشخصية من أهلهم؛ يعني أنهم لا يملكون أن ينفقوا على أنفسهم حتى ينفقوا على بيت وزوجة وأولاد؛ يعني عدم قدرتهم على الارتباط بالزواج ومسئولياته، والمدهش أن البنات تعلم ذلك.
وما حدث معك من علاقة بزميلك أنت أول العارفين أنها علاقة وقتية تنتهي بانتهاء الدراسة؛ فالشاب أمامه جيش وعمل والاستعداد للزواج، وربنا يعطيك العمر على ما يقدر يقف على رجله ويتقدم للزواج من واحدة.
وخلاصة كلامي أنه لم يخدعك لوحده؛ بل أنت أيضا خدعت نفسك ورميت نفسك في وهم الحب الذي لا يتحول لارتباط؛ لأن الشاب فيه لا يملك إلا لسانه يعبر به عن حبه أو كرهه.
وخلاصة الأمر أنه كان مفارق يعني مفارق، ورغم اختلاف الأسباب؛ فالنتيجة واحدة؛ بمعنى أنه كان لابد مفارق؛ إما لأن إمكانياته لا تسمح بالارتباط الرسمي بك، أو لأن أهله اللي هيجهزوه ويشتروا له الشقة والشبكة مش موافقين على بنات الجامعة اللي بيتسلوا بالحب قبل الزواج، أو رجع لصاحبته القديمة، أو عرف واحدة جديدة، أو أي سبب آخر؛ فكلها ليست إلا أسباب والحقيقة أنها مرحلة وانتهت.
والانتقام الوحيد -صديقتي- الذي يرد لك اعتبارك ويشفي غليلك، ويرجع لك احترامك وهيبتك هو أنك تعتبريه ولا كان، وتعتبري الأيام التي ضاعت من عمرك معه فترة وانتهت بسلبياتها وإيجابياتها، وحرام أن يمر بك الوقت وأنت غارقة في الماضي تتحسرين على ما فات وتتخيلين انتقاما سيضرك قبل أن يضره؛ فالانتقام سلاح بحدين لا يصيب واحداً فقط بل دائما ما يصيب الاثنان.
وأيا كانت وسيلة الانتقام؛ فيمكنه الرد عليك بمثلها وأكثر، ويكفيه تشويه سمعتك وأن يقول عنك ما ليس فيك. لذلك استعيني بالله في الصلاة والدعاء أن يلهمك الصبر، وأن يعوضك بمن تستحقينه ويكون لك زوجا وحبيبا وكل شيء.
وصدقيني صديقتي إذا أنعم الله عليك بابن الحلال صاحب المركز المحترم سيكون هذا أكبر انتقام من هذا الشخص الذي ترك قلبه للإيجار مفروش لكل من هب ودب. واحمدي الله أنك لم ترتبطي رسميا بشخص مثل هذا لا يخاف الله في نفسه، ومن لا يخاف الله صديقتي خافي منه.