أنا إنسانة سيئة جدا لأبعد الحدود، ومستغلة لأبعد الحدود، ومُمثلة فوق ما تتصورون، أنا باحس إني عندي انفصام في الشخصية. أنا مدام، وعندي 24 سنة، مُطلّقة، وجميلة جداااا، وحاسة بكده، ووشي بريء زي ما الناس بتقول، بس الناس اللي ماتعرفنيش عن قُرب، لكن الناس اللي كان لهم مواقف معايا؛ بتكون آخر كلمة بيقولوها لي: "حسبي الله ونعم الوكيل". أنا باحس إني بأمثل طول الوقت، حتى على نفسي لما بابص في المرايا باشوف قد إيه إنه فيّ جبروت، وباحس إني أقدر أعمل وأوصل لأي حاجة في الدنيا ما دام عندي مخ سم ووش بريء، وموهبة التمثيل دي. أنا كل حكاياتي مع الرجالة؛ بحب أرمي شباكي على الرجالة دايما، لغاية لما أوصل للي أنا عايزاه، فلوس أو حتى انتصار لغروري، وإني أخليه يحبني ويتعلق بيّ، وبعد كده أطلب اللي أنا عايزاه ما بافوّتش فرصة؛ لأني باكسب من أي حد، وباهتم بشكلي ومظهري، وماباستخسرش في نفسي حاجة تخلّيني أحلى وأجمل، ودايما باحس إن جسمي غالي ماحدش يستاهل إنه يلمسه. عمري ما حبيت حد؛ حتى أقرب أقرب الناس ليّ اللي من دمي ممكن أبيعهم عشان مصلحتي، أنا لما كنت متجوزة وحملت من جوزي سقطت نفسي؛ عشان مش عايزة أخلف عيال منه. أنا عنيدة.. أعمل إيه؟ ساعات باحس إني لازم أروح لدكتور نفساني، أنا عارفة إني شخصية مش حلوة، بس فيّ جوانب حلوة، بس أنا نفسي أكون طبيعية أعمل إيه؟ remo إن الاعتراف بالخطأ هو بداية العلاج، ورسالتك من البداية حتى النهاية عبارة عن مجموعة اعترافات بعيوبك وخطاياك التي يرفضها ضميرك, فهي تتراوح ما بين الكذب والانتهازية والأنانية المفرطة التي لا تراعي القيم أو الدين؛ وكونك كتبت هذه الرسالة فهذه خطوة جيدة للتخلص مما أنت فيه, ولكن الاعتراف فقط لا يكفي؛ فلا بد من وجود إرادة قوية ونية صادقة للقيام بالأفعال التي تجُبّ تلك السمات الرديئة الواردة في رسالتك. والقيام بالفعل الحسن يتطلب دافعا قويا يساعدك على تصحيح هذه العيوب والتخلص من تلك الآثام، فلقد منحك الله وجها جميلا, وكان عليك أن تشكري الله على نعمة الجمال والذكاء وتقتربي منه جل وعلا، ولكنك ابتعدت فسحبك الشيطان إلى ما هو أبعد، وسخّرتِ جمالك في أذى الناس، وتحوّل الجمال من نعمة إلى نقمة عليك وعلى من حولك؛ حيث أصبح هو السلاح الذي تغرسينه في قلوب الرجال، وتبتزين به ضحاياك وتُشبعي غرورك ويفرح بك الشيطان، ومن الملاحظ أن البُعد الديني غائب تماما عن تفكيرك ولا تضعينه في اعتباراتك على الإطلاق, ولو أنه كان موجودا في حياتك لهذّب خلقك ونفسك، وجعلك تسخّرين النعمة التي وهبها لك الله في رضاه وليس في غضبه. إنت مشغولة بجمالك الذي يكاد يكون رأسمالك الوحيد، وهو محور حياتك الذي تحافظين عليه، وسلاحك الذي تنفذين به كل أغراضك، ألم تسألي نفسك: هل يدوم هذا الجمال طوال العمر؟ ألم ينبهك ذكاؤك الأسود إلى أن هذا الجمال سيذبل، وأنك في حاجة إلى أشياء أخرى تعينك وتحتمين بها من ضحاياك في الدنيا، وتغفر ذنوبك في الآخرة؟ فإذا كان مَن قابلتهم من الرجال حتى الآن لم يتمكّنوا من إيذائك والانتقام منك, فسوف يأتي اليوم الذي يثأر منك أحدهم، ويجرّدك من سلاحك، أو يحاربك بسلاح آخر لا يخطر لك على بال؛ لأن الله يمهل ولا يهمل، فقد يدفع الانتقام أحدهم إلى تشويه ذلك الوجه الجميل، أو قد تبتلين بمرض يفقدك الصحة والجمال، ولا تجدين من يسأل عنك؛ لأنك حريصة على الفوز بكراهية كل من يعرفك، ولم تبقيْ على أحد يعينك في المرض أو الضيق. إن الإنسان مهما أوتي من عوامل القوة؛ فهو يحتاج إلى عون من حوله وتدعيمهم له، وتصرفاتك وأنانيتك لم تعطِ الفرصة لأحد ليحبّك، أو حتى يتعاطف معك إذا أصابك مكروه لا قدّر الله. عليك أن تُلقي بكل تجاربك خلف ظهرك، وأن تفتحي صفحة جديدة في حياتك تتوجهين فيها بقلبك وعقلك إلى الله رب الكون المانح والمانع، وتلجئين إليه دون سواه وتطلبي رضاه. عزيزتي.. تجرّدي من أنانيتك، وقدّمي المساعدة لمن حولك؛ حتى تجديهم وقت الشدة عونا لك, والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، عليك أن تحتمي برضا الله عنك، ولا تحتمي بجمالك الزائل الذي منحك الجبروت لإيذاء الناس وإيذاء نفسك أيضا, فضميرك الذي يؤرقك الآن يحرمك الراحة والسلام النفسي؛ الذي هو في حد ذاته عنصر مهم لدوام جمال الشكل والمنظر. عليك كلما نظرت في المرآة أن تقولي: "اللهم كما حسَّنت خَلْقي فحسِّن خُلُقي"، واشكري الله دائما على ما منحك من جمال، واجعلي لسانك دائما رطبا بذكر الله, وهذا يُذكّرك بأن هناك من هو أقوى منك، فلا تغتري بنفسك أو بجمالك وذكائك الأسود الذي تسخريه فيما يغضب الله. ولا أُخفى عليكِ أنني عندما قرأت رسالتك لأول مرة فكرت أن أحولك إلى طبيب نفسي؛ لكني عدلت عن ذلك وفضلت أن أحولك إلى الله الشافي المعافى.