أنا متجوز من سنة ونصف تقريبا، وزوجتي حامل والحمد لله، أحبها كثيرا وتحبني أيضا كثيرا، بس مشكلتي من ساعة ما عرفتها هي الخناقات، زعلها وحش جدا يمكن أفضل أتحايل عليها وأصالحها بالساعات وتقفل السماعة وكأني ماقلتش حاجة وماترضاش ترد عليّ، وأفضل بالساعات أحاول ماترضاش ولما آجي أعاتبها بعد ما نتصالح تقول لي أنا لازم أهدى عشان أعرف أتكلم تاني. حاولت أقنعها مرارا إن مالوش لازمة الزعل من أساسه، وخصوصا إنه بيكون على حاجات هايفة، وما دمت اعتذرت لك يبقى عدّيها وبلاش نغضب بالأيام، قالت لي إنت مهما صالحت أنا بابقى شايلة ولازم أهدى، والمشكلة إني باصالح سواء أنا غلطان أو لا، وبقول أنت الراجل وعديها، بقيت أسمع كلامها وأسيبها لحد ما تهدى مابرضاش أصالح ألاقيها بتتشحن أكتر وما بتفكّرش حتى إنها تغلّط نفسها. اتجوزنا وبقت تتخانق على حاجات مالهاش أي لازمة، رغم إني والله ماببقى عملت حاجة، المشكلة مش في الخناق أو مين الغلطان، مشكلتي إني ماعنديش مانع أفضل أصالح وآجي على نفسي في كل المشاكل لآخر العمر.. بس المشكلة إنها بقت تتمادى في الزعل ولو بُست رجليها برضه مافيش فايدة، لدرجة آخر خناقة أنا صالحتها وبقينا زي الفل وأفاجأ تاني يوم وأنا في الشغل بمسجات تحرق الدم وقامت الخناقة تاني، أنا مارضيتش أردّ وبقيت أرد أقول لها خلاص حبيبتي ما احنا اتصالحنا امبارح، وأهدّي الموضوع، ولكن بلا فائدة، وتخيلوا الخناقة علي إيه إن واحد صاحبي جالي يقعد معايا نص ساعة، واتفق إنه هييجي لي كمان يومين نقعد كمان شوية.. إزاي أنزل وأسيبها وتنزل مع صحابك ما أنا ماليش لازمة، والمشكلة الأكبر إني أصلا مابقابلش حدّ من صحابي وأسيبها عشان ماسيبهاش لوحدها، والمشكلة دي قايمة من أول الجواز وباحاول أقول لها أنا ولد وأصحابي بقوا ده لو حصل يعني بييجوا تحت البيت نص ساعة مرة كل شهر ولا حاجة، ومن يومها وهي مش عاوزة تتكلم ولا أنا بصراحة بقيت قادر أتكلم، ولا حتى فكرت تيجي تصالحني رغم إني قعدت أحايل فيها كتير. وده الحال في كل مشكلة لازم أحايل وأبوس الأيادي ومجرد بس ما أغلط بكلمة بتفهمها غلط على مزاجها يبقى يا دنيا قومي وماتقعديش.. أنا تعبت جدا من الأسلوب بتاعها، وبقت وحشة جدا لما بتزعل وتقول كلام بيجرح، وأنا باستحمل طول الوقت.. أنا عندي 28 سنة وعندي قولون عصبي وضغط واحتمال سكر، وكله بسبب المشاكل، ومابقيتش قادر أستحمل النوع ده في التعامل مع المشكلات، وعلى طول بتضرب بوز وأقول لنفسي استحمل دي حامل وعصبية، بس بقت بتتمادى جدا، وأنا مش قادر أعيش في البيت وشّي في وشّها وإحنا بالحال ده.. أعمل إيه مش عارف أتصرف إزاي لما نتخانق، والله لا أسلوب هادي نفع ولا أسلوب البعد لحد ما تهدى وأرجع أصالح تاني نفع، ولا أي حاجة، برجاء الإفادة وآسف على الإطالة. mido أخي العزيز: السلام عليك ورحمة الله وبركاته.. في مستهل ردي على رسالتك اسمح لي أن أشكر فيك حبك لزوجتك، وتقديرك لنفسيتها المضطربة بسبب الحمل، وتفهّمك للمواقف، وتعاملك الهادئ الرزين معها، وفي الحقيقة يا أخي ليس كل الناس تتفهم ما يقدمه الآخرون لهم، ويعتقدون أنهم على صواب ما دام الطرف الآخر هو من يأتي ليقدّم الاعتذار، وما دام الطرف الآخر هو من يسعى دائماً للتصالح، فتزيد الأمور عن حدّها لتنقلب إلى ضدّها، وفي هذه الحالة يكون هذا الشخص في حاجة إلى نوع من الحسم لكي يتفهم أن طريقته هذه ما عاد لها تأثير على هذا الطرف، وأنه ليس دائماً على صواب، ولكن عليه عندما يخطئ أن يعترف بخطئه، ويندم على ما فعل، ويأتي ليقدّم الاعتذار للطرف الذي أخطأ في حقه. فالحياة ينبغي أن يكون فيها نوع من التوازن في كل التعاملات، توازن في الغضب، وتوازن في الرضا أيضا، فلا ينبغي أن يكون هناك طرف يعطي ويفعل كل شيء لأجل الطرف الآخر، في حين أن الطرف الآخر يأخذ فقط، ولا يفكّر في العطاء، وأعتقد أن زوجتك وجدت أن طريقتها في التعامل مع المشكلات قد أثمرت في كثير من المواقف أن شعرت بمدى حبك لها، وتمسكك بها، وجعلتها تشعر أن هذه هي الطريقة المثلى للتعامل معك، فأنت تذهب وتعتذر وتبوس الأيادي فماذا تريد أكثر من هذا؟! لهذا تمادت وأصبح الأمر بالنسبة لها مثل الإدمان، واستمر حتى بعد الزواج. لذا فنصيحتي يا أخي العزيز أن تضع حداً لما يحدث، وأن تتوقف عن المصالحة مهما طال زمن وأمد الخصام، وأن تجعلها تفهم أن ما تفعله لم يعد ذا جدوى معك، وأنك قد تغيّرت، وطريقتك في التعامل مع المواقف أصبحت مختلفة، خاصة أن الموقف الأخير لا يستدعي ما حدث، فليس معنى أن الإنسان قد تزوج أن ينقطع عن العالم إرضاء لزوجته، لا بل على الزوجة أن تتفهم طباع زوجها، وأن تتفهم ميوله، وتعمل على احتوائه، وعلى مشاركته في كل ما يحب، والابتعاد عن كل ما يكره، لذا عليك أن تتحمل بعض الشيء لبعدها عنك، وأن تتجاهلها تماماً، ولا تنبس لها ببنت شفة، أي لا تتحدث معها مهما طال أمد هذه المشكلة، وانتظر حتى يأتي هذا من تلقاء نفسها إليك لتعرف أن من أخطأ عليه أن يتحمل نتيجة خطئه، ولتعلم أنها عندما تغضب وتصالحها عليها أن تتقبل الاعتذار من أول مرة، ولا تتمادى في غضبها هذا. اتركها وأهملها، ولا تُعِرْها أي اهتمام، فهذا سيكون أفضل عقاب لها على أسلوبها في التعامل، وأنا متأكدة من أنها لن تتحمل هذه المعاملة طويلاً، وسوف تأتي هي إليك على استحياء لكي تصالحك، ولكي تذيب المشكلة التي حدثت بينكما؛ لأنها علمت أن غضبها لم يعد له أي فائدة أو تأثير، وعليك أن تتحمل بعض الشيء، وأن تشد من عزمك وعزيمتك، ولا تضعف مهما حدث، وأن تدعو لها بالهداية وصلاح الحال، وأن يأخذ الله بيدها، وأن يتم لها حملها على خير، وأن ترزق بمولود سعيد إن شاء الله.