المشكلة اللي معايا تاعباني أوي، ومحتار أتصرف فيها إزاي.. أنا ارتبطت ببنت خالي رسمياً من حوالي سنة، بعد ما خلّصت الجامعة على طول، وهي لسه في سنة رابعة دلوقتي، وكان بينّا قصة حب جميلة. وعلى الرغم من إني كنت لسه متخرج جديد؛ فإني أصريت على الارتباط علشان أكون جنبها أكتر، وبرغم ظروفي الصعبة فإني عملت المستحيل علشانها، وهي كمان واجهت متاعب كتير مع أهلها، والحمد لله ربنا تمم على خير. بس مع الأسف دخلت الجيش بعدها بشهر لمدة سنة، وهي بصراحة استحملت معايا أصعب أيامي، والحمد لله خلّصت الجيش. بس مش عارف ما لها كده في الفترة الأخيرة دي، ملاحظ عليها تغيير؛ بقت عصبية جداً، وبقت بتتخانق معايا على طول، مش عارف ليه.. بصراحة هم ظروفهم في البيت وحشة مادياً، وكمان خالي (أبوها) تعبان وصحته تعبانة.. أنا مراعي ده طبعاً، وباستحمل منها كل حاجة علشان الظروف دي، وأقول لنفسي إني أنا اللي لازم أستحملها وأكون أقرب واحد ليها، وباحاول ما أزعّلهاش خالص، وباجي على نفسي في كل حاجة.. حتى لما تحصل بينّا مشكلة وتيجي تقول لي أنا عايزة أسيبك؛ باحاول أهدّيها وأسيبها لما تهدى وتبقى كويسة، وباحاول ما اخليش أي حد يزعّلها أو يضايقها حتى من أسرتها علشان خايف عليها أوي. بس تصرفاتها الوحشة زادت أوي في الفترة الأخيرة ومش عارف أعمل إيه معاها.. باحاول أخلّيها ترجع زي الأول؛ بس مش عارف ده بسبب المشاكل اللي حواليها، والظروف اللي عندها اللي غيّرتها وخلّتها واحدة تانية معايا، وبقت تعمل معايا مشاكل على طول. أنا مش عارف أتصرف معاها إزاي.. ساعات تكون جميلة وكويسة أوي، وبعد كده ترجع وتتقلب تاني في لحظة، مش عارف أعمل إيه.. أبعد عنها شوية؟ ولا أقف جنبها؟ ولا أعمل معاها إيه؟ أنا يا جماعة بحبها أوي ونفسي تكون جنبي على طول، وأنا واثق إنها برضه بتحبني؛ بس مش عارف إيه المشكلة، يا ريت حد يقول لي يا جماعة أعمل إيه أرجوكم. w. أقدّر تماماً آلامك ومتاعبك، وأحيي فيك رجولتك في وقوفك إلى جوار خطيبتك واحتوائك لها في ظلّ الأزمات والمشكلات التي تتعرض لها.. ومثل هذا يستحق أن يزيد من مكانتك عندها ومن تقديرها لأقرب شخص لها إلا إذا: - كانت مشكلاتها ترهقها بشكل كبير وتعاني منها بحالة من الإرهاق والتعثر، أدّت إلى تغيّرها من جهتك. أو - في بعض الحالات، نتيجة تزايد مشاعر الطرف الآخر وتحمّله؛ تفتُر مشاعر الفتاة، أو تنتابها حالة من الملل أو الاطمئنان إلى أنك ستظلّ موجوداً، وستظلّ تتحملها مهما فعلت، وقد يحقق لها شعورها بتمسكك بها سعادة؛ فتظلّ تضغط عليك بهذا الكارت الرابح. أو - أن مشاعرها قد تغيرت بالفعل من ناحيتك، واكتشفت أن لها أهدافاً أخرى أو حياة جديدة، ولم تُرِد أن تدفن نفسها في سجن الارتباط حالياً، بعدما تغيّرت أفكارها؛ خاصة في مرحلة عدم الاستقرار العاطفي لها في هذه السن؛ فبعد أن سعدت بخطبتها في بداية الأمر فَتَر هذا الحماس، حتى أصبح قيوداً تكبّلها، وأصحبت ترغب في التطلع إلى شيء آخر. أو
- ظهور شخص آخر في حياتها جعلها تضيق بهذه الخطبة، وتريد الخلاص منها في أقرب فرصة. قد تكون هذه الاحتمالات قاسية بعض الشيء؛ خاصة أني ألتمس منك حباً شديداً لخطيبتك؛ ولكن الواقع قد يكون أشد قسوة إذا تركتَ الأمور تنساب من تحت يديك. أستاذي العزيز.. دفء المشاعر شيء جميل يقينا قسوة المشكلات؛ ولكن قربنا الشديد من حرارتها قد يبعث فينا النفور منها. من حقك أن تُراعي ظروف خطيبتك ومشاعرها؛ لكن أحقّ لك أن تراعي كرامتك ومشاعرك أنت.. وحبك لها غالٍ يجب أن يُقدّر، ويجب الشعور بقيمته العالية حتى لا يُستهان بالعلاقة إلى درجة تهديدك في كل مشكلة بتركك. ابتعد عنها قليلاً، واختبر مشاعرها، ولا تُغرقها بسخاء وفيضان مشاعرك، وصدّقني أنها لن تتخلى عنك أبداً ما دامت تحبّك؛ حتى لو أخبرَتك بذلك، وستعلم وقتها أن تهديدها بتركك لم يعُد مجدياً، وستحاول الحفاظ عليك قدر استطاعتها.. وتذكّر أن تبني عندها قواعد لأسلوب المعاملة معك بعد الزواج بإذن الله. أما إذا تخلّت عنك؛ فهي فعلاً لم تكن تحبك حباً حقيقياً؛ وإلا لما تركتك بتلك السهولة أبداً. عزّز نفسك وموقفك معها؛ ففي النهاية رِزْقُك موجود ولن يأخذه غيرك. تمنياتي لك بسعادة دائمة وحب غالٍ.