أنا مشكلتي إني مش عارفة أتعامل مع خطيبي، بصراحة هو بيكبّر المواضيع أوي؛ يعني لما بتحصل مشكلة صغيرة بيكبّرها، ولازم يطلعني في الأول وفي الآخر غلطانة، وأنا باحس إنه أناني مش بيحب إلا نفسه، ولما باغلط واعتذر له مش بيرضى يسامحني على طول، ساعتها باتضايق وباتنرفز؛ مع العلم إني عصبية أوي، ومش باعرف أصلّح غلطتي، باحس إن كرامتي اتهانت علشان مارضيش يسامحني. وحاجة تانية، إني لما باسيبه وماعتذرش، يرجع يتصل، ويحاول يصلّح اللي بينّا، ويقول لي إنه ماعندهوش كرامة علشان هو اللي اتصل.. طيب ما الحل كان في إيديه؛ اعتذرت له يبقى لازم يعدّيها بقى، ليه بيكبّر الموضوع لحد ما هو اللي يرجع يعتذر؟ وساعتها بيحط نفسه في موقف مش تمام، عايزة أعرف إزاي أتعامل معاه؟
حاجة تانية.. لما باسيبه وقت طويل من غير ما أسأل عليه يتضايق أوي؛ مع العلم إن الفترة بتبقى كام ساعة مش أكتر، ويقول لي ساعتها: إنتي ماعندكيش إحساس.
dodyh
الصديقة العزيزة.. لن أحكم على تصرفاتك أو تصرفات خطيبك بأنها سليمة من البداية؛ لأن الأمر لديكما ببساطة لا ينطوي لدى كل منكم على بينة أو خطأ؛ وإنما مَن عليه أن يعتذر ومَن كرامته قد أهينت.
أتعجب كثيرًا من تلك التصرفات؛ وكأنكما في حرب أو مباراة كرة قدم، في حاجة لأن تُحسم لأحد الطرفين، وعلى الفريق المهزوم أن يُبدي كل الأسف على خطئه.
لا يا عزيزتي ليس الأمر في حاجة لكل هذا الغضب أو الاستغراب لتصرفات خطيبك؛ فمن الواضح أنكما لم تصلا بعد لقمة النضوج العاطفي بينكما، وهذا لا يحتاج إلى أن تكونا كبيرا السن حتى تصلا لذلك؛ وإنما بحاجة أولًا للصبر واللباقة في الحوار؛ فحينما يتهمك هو بعدم الاهتمام أو يتحدث عن كرامته؛ فتعاملي كأنك تتعاملين مع طفل تعوّدينه على قواعد معينة؛ وحينما يقوم بها بالطريقة الصحيحة تكافئينه عليها.
فعلى سبيل المثال إذا حدث بينكما شيء "تافه" -كما تذكرين- عليكِ أن تتعلمي شيئًا؛ وهو أنه إن قال لكِ أحد إن ما حدث قد أثّر فيه؛ فلا تقللي من شأن الأمر أو تضخّمي من حجمه؛ لأنه عند صاحبه له قيمة، ولذلك في المرة القادمة إذا شعرتِ أن الأمر في حاجة منكِ للاعتذار؛ فاعتذري عمّا بدَر منك، وبعد أن يهدأ، تكلّما في الأمر؛ فهذا الحوار سيفتح الباب لقواعد ثابتة يجب أن يحترمها كل منكما؛ حتى لا يجرح مشاعر الآخر، وبعد مرور الوقت سيتقبل كل منكما الوضع القائم على احترام مشاعر الآخر دون وضع الكرامة مبررًا لكل خطأ أو مشكلة.
وهذا إلى جانب الكلام المعسول الذي يجب أن يتحلى به حوارك معه، والذي يجب أن يخرج "من القلب إلى القلب" دون خداع أو نفاق.. وحينما يقول لك إنك لا تحسينه أو لا تهتمين به؛ فلا تتضايقي؛ بل تحدثي معه عن أهميته لك، وكيف أنك تحبين الحياة معه، وأنكِ لا تقللين من قيمته أو كرامته؛ بل إن كرامته من كرامتك، وأنك تحافظين عليها ولن تفعلي ما يقلل منها.
لا أقول لكِ أن تخدعيه بالكلام المعسول؛ ولكن تعلّمي ما هو الوقت المناسب لكي تستخدميه، ومتى تستخدمين نبرة الحزم حينما يتخطى هو الحدود في التصرف أو الفعل.. ومع الوقت ستسير الأمور في إطارها الصحيح.
أما عن رغبته في الاتصال الدائم؛ فأنا لا أجد مانعًا من ذلك، وإن كان يرغب في أن تتصلي به؛ فعليه أن يعلم أنك في بعض الأحيان تكونين مشغولة أو لديكِ ما تفعلينه، وأن عدم اتصالك لا يعني أنكِ لا تملكين الإحساس.
واطلبي منه ألا يضخم الموضوعات؛ فالأمر لا يستحق كل ذلك؛ فالحب الذي بينكما لا يجب أن يكلل بالشكوك والغضب؛ وإنما يجب أن يكون قائمًا على العاطفة والعقل، وعلى خطيبك أن يتعلم التسامح كما ستفعلين أنتِ معه؛ حتى يشعر أن ما يقوم به ستقومين به أنتِ في المقابل، وبذلك لن تكونا في حاجة لأن يغضب أي منكما من الآخر.. مع تمنياتي لكما بالحياة السعيدة.