يا جماعة أنا خاطب واحدة دلوقتي بقالي سنتين، وخلال السنتين دول عمري ما عرفت أحب خطيبتي، هي جارتي وأهلي عارفين أهلها أوي، وبصراحة هي سلمت لي نفسها كتير؛ علشان تقرب لي، بس أنا كنت دايما باحس إني مش عاوزها. وكمان فيه مشكلة كبيرة إن أنا داخل الجيش، بس هي مستعدة تستناني سنين الجيش التلاتة، بس أنا مش عاوزها، وحاولت كتير إني أنهي كل حاجة بيننا، لكن كانت بترجع تتأسف وتعيط وكده وبتصعب عليّ، بس أنا دلوقتي وصلت لمرحلة إني مش قادر أكمل معاها خلاص كده.
أنا بجد مش عارف أعمل إيه يا ريت حد يجاوبني علشان بجد تعبان.
Zoka.zoka
صديقي العزيز.. مع بداية قراءتي لرسالتك وعندما قلت إن خطوبتك قد مضى عليها عامان وربما تدوم لثلاثة أعوام أخرى وحتى انتهائك من سنوات التجنيد، شعرت بأنني أريد أن أقول لك: ولماذا انتظرت طوال هذه المدة لكي تتخذ القرار بالفراق ما دمت لا تحبها؟!
وهل يكفي أن تكون الفتاة جارتك وأهلك يعرفون أهلها لتتزوجها؟ وإن كنت خلال مدة خطبتك تشعر بأنك لا تحبها وأنها فرضت نفسها عليك، فلماذا سمحت لما حدث بينكما من لقاء جسدي وتلامس، وتجاوبك معها يدل بشكل ما على عكس ذلك.
ذكرت أنك لا تحبها ولم تذكر أيا من عيوبها التي تقف حاجزا بينكما، بل العكس كل ما ذكرته من تمسكها بك وتضحيتها من أجلك يعتبر مميزات وليس عيوبا، بل هي على استعداد لأن تنتظر لأجلك وهذا جميل، ولم تذكر شيئا عن مزاياها والتي جعلتك تخطبها وترتاح لها في البداية، فالواجب على شريك الحياة إذا رأى من شريكه ما يكرهه أن يتذكر جوانب الخير فيه، وكما قال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}؛ إن ظهرت لك عيوبها حاول التفكير في مزاياها أيضا لكي لا تظلمها، كما أن بعض العيوب قابلة للتغيير لو كان لدى صاحبها الاستعداد للتغيير، وأنت قد لمست حبها لك وتمسكها بك.
دعني أحدثك بما شعرت به في باطن رسالتك -وربما أكون مخطئة- بداخلك تشعر أنها قد أوقعتك في فخ الغواية، وجعلتك تخطئ معها، وكنت قادرا يا صديقي أن توقف هذا الأمر من البداية، ولكنك لم تفعل وتماديت، وبعد أن كان خطأها وحدها صار خطأ مشتركا وتطور الأمر، عندما سمحتما له سويا أن يتطور ويستمر لمدة عامين.
ولكنك ما زلت تشعر بأنها تتحمل الجزء الأكبر من الخطأ؛ لأنها من بدأت وربما لأنها بنت، وربما لأنك تشعر أحياناً أنها ضعيفة وخاطئة، وما يبقيك هو علاقتك بأهلها والتي تخشى أن تفسدها بانفصالك عنها.
وهنا يحضرني حديث صحيح للرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "استوصوا بالنساء، فإن المرأة خُلقت من ضُلَع، وإن أعوج شيء في الضُّلَع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" رواه أبو هريرة.
صديقي خطيبتك تحبك وإن لم تكن تحبك وتشعر بالأمان معك لم تكن لتسلم لك نفسها وتستسلم لرغباتها معك، إنها تثق بك كما يثق بك أهلها، وإن كنت أخطأت بخروجك عن تقاليد الخطبة، فأنت ودون أن تشعر طوّرت العلاقة لتصبح أكبر من مجرد خطبة؛ حيث إن الرجوع فيها الآن سيكون أقرب للطلاق النفسي منه إلى فسخ الخطبة وهذا سيكسرها كثيرا، لقد جعلتها دون أن تقصد تعلو بحبها لك لدرجة أعلى قد لا تدركها أنت لأنك رجل، ولكني كامرأة أعرف ما معنى أن تسلّم امرأة جسدها لرجل، إن خطيبتك تحبك وتريد الاحتفاظ بك وستتغير من أجلك إذا أردتها أن تتغير وهي تجتهد لتقوم بهذا، فلا تخذلها وتخذل أهلها بعد أن وصلت معها لهذه الدرجة من الثقة والأمان، وأعطيتها عهودا غير شفوية ولكنها كانت ضمنية بتجاوبك معها.
أصبح الحب كلمة سهلة.. والزواج الناجح يحتاج للعديد من العناصر بجانب الحب؛ يحتاج إلى التفاهم والود والرحمة والتسامح والتضحية... وهذه الفتاة قدّمت ولا تزال تقدّم لك كل ذلك، والحب يمكن أن يأتي مع التعود والعشرة، أرجو أن تصفي ذهنك، وتطرد وساوس الشيطان، وألا تستجيب لفكرة تركها ما دامت هي تحبك، واطرد خوفك وشكَّكَ فيها، وغضّ الطرف عن بعض ما تكره لأجل ما تحب وترضى ما دام الأمر محتملا، فالتغاضي عن الهفوات وستر العورات أهم من تلك الشكوك والمخاوف التي كما قلت بنفسك ستتغير إن شاء الله بعد الزواج، واستوصِ بها خيرا رغم عوجها كما أمرك رسولنا الكريم، وصدقني ستجد فيها ومعها إن شاء الله خيرا كثيرا.
