توجه اليوم الأربعاء جمال وعلاء مبارك، وزكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، إلى السودان لمؤازرة الفريق المصري لكرة القدم في مباراته الفاصلة مساء اليوم أمام منتخب الجزائر في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010. وتابع عزمي إلى جانب وزير الطيران المدني المصري، أحمد شفيق، سير العمل في الجسر الجوي المكون من 35 طائرة ركاب، والذي نظمته مصر لنقل نحو 5500 مشجع مصري. وأكد عزمي، قبل سفره، حرصه على مؤازة المنتخب المصري ودعمه في كل مكان لتحقيق التأهل لكأس العالم، معربا عن ثقته في اللاعبين المصريين. كان مطار القاهرة الدولي قد استقبل مساء أمس الثلاثاء 120 مواطنا مصريا قادمين من الجزائر بعد هروبهم مما وصفوه ب"اعتداءات ومطاردات الجزائريين المتعصبين" لهم في مقار أعمالهم وحتى مطار هواري بومدين أثناء عودتهم للقاهرة. وأكد العائدون أن المتعصّبين طاردوهم حتى المطار وقاموا بتكسير الواجهات الزجاجية لصالة السفر الدولية في محاولة منهم لاقتحامها والاعتداء عليهم، إلا أن سلطات المطار قامت بنقلهم إلى صالة الخطوط الداخلية حتى سفرهم على رحلة مصر للطيران. وقال المهندس هشام منصور أحد العائدين: "أنا صاحب شركة في الجزائر تعرض مقرها للتدمير، لذلك قررت الهرب من الأحداث، أنا وعدد من العاملين معي.. لم أنجح في التوجه إلى المطار إلا بعد أن قمت بلفّ العلم الجزائري حول جسدي"، مضيفا أن هناك عددا كبيرا من المصريين يريدون العودة إلى مصر قبل المباراة الفاصلة بين منتخبي البلدين بالعاصمة السودانية الخرطوم مساء غد الأربعاء خوفا من تداعيات نتيجة المباراة. وقال محمد عطا، وهو مشرف معماري في شركة أوراسكوم للإنشاءات أنه "رغم زيادة قوات الأمن حول تجمعات المصريين، إلا أن الموقف لا يزال مشتعلا وسط استمرار تجمعات المتعصبين حولهم وقيامهم بقذفهم بالطوب والزجاجات المشتعلة"، وأضاف أن هناك توقعات بموجة عنف أشد في أعقاب مباراة الخرطوم "لذلك نناشد المسئولين في مصر بالسعي من أجل إعادة المصريين من هناك". وكشف مسئول حكومي سوداني ل"الحياة اللندنية" أن السلطات رصدت شراء مشجعين لمطاوي وسكاكين من السوقين المركزي في جنوبالخرطوم والإفرنجي في وسطه، مما رفع أسعارها بنسبة تتجاوز 100%، معربا عن قلقه من أن يتحول استاد المريخ إلى أرض للثأر بين مشجعي الطرفين. وإزاء الأوضاع المتوترة بين مشجعي الفريقين قال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر: "وضعنا قواتنا الأمنية في أعلى درجات الاستعداد، و15 ألف شرطي سيكونون على أهبة الاستعداد للتدخل في حال وقوع أي أحداث قبل المباراة أو أثناءها أو بعدها". واتخذت الفنادق السودانية إجراءات احترازية للفصل بين جمهوري الفريقين؛ إذ تم تخصيص بعضها بالكامل لجنسية محددة.. وقد أهاب مجلس الشعب المصري بوسائل الإعلام بكل توجهاتها في مصر والجزائر بأن تسعى جاهدة لوأد الفتنة التي يحاول البعض إضرامها، وتكذيب الشائعات التي يحاول المغرضون بثها، كما يهيب بالجماهير العربية في البلدين أن يكونوا على قلب رجل واحد، ويتمسكوا بروابطهم المقدسة، ويعرضوا عن كل محاولات الفتنة والفرقة بينهم. جاء ذلك في بيان للجنة الشئون العربية التي تابعت على مدار الأيام الماضية حالة الاحتقان بين جماهير كرة القدم في مصر والجزائر التي جاءت على خلفية إقامة مباراة رياضية في كرة القدم، بين منتخبي الدولتين في تصفيات إفريقيا. من جهة أخرى تكفل الجيش الجزائري بنقل 1000 مشجع إلى الخرطوم في خمس رحلات بأمر من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لمؤازرة المنتخب الجزائري في مباراته أمام نظيره المصري غدا الأربعاء والتي يتحدد من خلالها الفريق المتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. كانت الحكومة الجزائرية أكدت في بيان لها الاثنين عزمها تخصيص طائرات عسكرية لنقل المشجعين في حال عجز شركة الخطوط الجوية الجزائرية عن "تنفيذ" المهمة كاملة. وأعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية الثلاثاء وقف قبول مساهمة رجال الأعمال في تسيير رحلات باتجاه الخرطوم بعد حصولها على مساعدة مادية مباشرة من قِبل الحكومة. عن مصادر متعددة