الرجل ذلك الكائن الخرافي… سمعنا هذه الجملة من قبل ولكن مع نون النسوة…أراهن أن أي حد سمعها كإشارة لأحد أبناء آدم ولم لا… ليس لأنه قوي بالقوامة, والقوام نلقي عليه كل سلبياتنا..لم لا نقترب منه قليلاً لنعرفه عن كثب..لنعرف سر من أسراره الدفينة التي يأبى البوح بها فهي أحد أسراره الثمينة ربما..أقول ربما تتغير فكرتنا عنه..وربما يغير هو فكرته عن نفسه… هو كائن بشري من لحم ودم..مثلنا تمامًا..يتحمل مثل أعبائنا…أكثر أو أقل..مسائل نسبية فكلِ يُسر لما خلق له.. المرأة يُسرت للحمل والولاد,ة وهموم تئن من حملها الجبال..والرجل يُسر لتحمل أعباء الحياة, وتوفير المعيشة لأسرته..أين المشكلة إذا تبادلنا وجهات النظر؟… ربما المشكلة في مجتمعنا الشرقي والنظرة الشاملة لكلا من الرجل والمرأة..والنظرة التي يخص كل منهما للآخر.. هو يراها دئماً ناقصة…وهي تراه لا مبالي بمعاناتها..هو لا يفهمها..ربما يحاول ولكنه لا يستطيع…لأنها اعتادت الإنغلاق على نفسها داخل قوقعتها بعد أن يئست من أن يفهمها..وكان الطريق من هنا براح له.. ليفرغ عنه همومه وأعبائه خارج البيت…فالابتسامة لا تفارقه, والضحكة التي تصل الأذنين ببعضهما..روح مرحة وصاحب نكتة..تتمصمص خلفه الشفاه والعيون الحاسدة "يا بخت مراته بيه" وربما تحاول إحداهن اصطياده من باب.."ضل راجل ولو مع ضرة…أحسن من عانس مرة" ..ومع دخوله البيت..فجأة تنضم الشفاة المشقوقة لتمتد للأمام أمتار حتى السلام..مش إلزام …تكون مهيأة لحضوره ولا الست أمينة في زمانها..فجأة يجي لها إحباط من بوزه..والآهة التي تخرج من معاميقه تهز جدران البيت… بعد يوم طويل… لو موظفة..بين التنطيط في المواصلات ذهاب وإياب..وإلى تحضير الغدا قبل رجوع البيه والأولاد..حتى كلمة حلوة ممنوع …طبطبة مع ابتسامة وايدك بإيدها..غير مسموح برستيج الرجولة يتهد. ولو ست بيت…نظرته ليها أسوأ..وكأن شغل البيت من تنفيض وطبخ وترتيب والمذاكرة مع الولاد..كل دا يخلص بدون مجهود.. بصوباع رجلها الصغيور..وايه يعني هي بتعمل إيه..بتفتح عكا؟؟؟ أنتَ رَجُل..كائن خرافي بالقوامة والقوام….يرى في نفسه دائمًا السيد عبد الجواد.. وليه لأ…مش حرام …ومن ناحية تانية..ولو في مرة حاولت تقول كلمة..مجرد كلمة حلوة بدون ما تمد إيدك تساعد..بدون ما تتعب نفسك…ستجد أن كل أقفالها وطلاسمها ملك يديك…ستجدها تاج على رأس مملكتك…قلب نابض في كيانك..ابتسامة لا تنضب ينابيع عطائها في حياتك.. أيها الرجل…أيها الكائن الخرافي..لو أدركت سر قوتك الحقيقية, لو بحت بأحد أسرارك, لأصبحت كل ما سبق في حياة نصفك الحلو..