احتفالا بالمرأة وحقوقها وددت لو شاركتكم واحدة من تلك الحقوق التي ننعم بها كل يوم..والتي تعكس حرية تامة في شوارعنا واليكم الدليل: كم مرة تعرضتِ للتحرش ووقفتي صامتة بعد أن كهربكِ «متحرش أحمق» بلمسته أو نظرته؟ كم مرة حاولتِ بعيونك الخائفة البحث عن الشهامة فى زيّ رجل عابر؟ أشعر بكِ ربما فكرت في لحظة جنون مرة أن تردى ما فعله «بكف إيدك على وشه تعلمى كف مريم».. ثم تكتشفين ودموعك على خدك والصرخة يكتمها خوفك، أنك فقط كنتِ تتمنين لو فعلتِ.. وحينما تمتلكين الشجاعة لأن تستعيني بآخرين شاهدوا الموقف، يسارعون بجملة «عيب يابنتي، روحي انتي بنت وماينفعش الفضايح اللي عملاها دي».. وينكرون عليكي الفضيحة التي فعلها هو من دقائق.. ويصيبك غباؤهم وردودهم بألم داخلك يتجدد بفعلة متحرش جديد يقابلك يوميا.. أيها الرجل العابر إلى جواري لكي تشعرني بأدميتي من فضلك إن لجأت إليك تحميني أو تنجدني أو حتى أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي، لا تقل لي «معلش وروحي احسن عشان انتي بنت ».. عذرا تعاطفك معي على صفحات الفيس بوك التي تشتم عليها المتحرشين وتشجب وتدين من مكانك و«انت ياحرام قرفان منهم» لن تكفيني، لأني حينها سأعتبرك شريكا معه، وسأنظر إليك نظرة «القرف» نفسها». وحين تقرأ كلماتي هذه ، «ماتقولش مابقاش في تحرش، عشان هو لسة وبيزيد من كتر استهزاء حضرتك، وأطمن أنا عارفة اني بلبس كويس جدا فمتقلقش على مظهري، أرجوك إنت بتزود أمثالهم لما بتمشي تبص عليه وعليا وتمصمص شفايفك وتمشي! ياتحميني منهم ياهاعتبرك منهم» أما انتِ دعيني أخبركِ أنه لن ينفعنا في هذه المواقف إلا «القلب الميت»، لم يعد يصلح معهم السباب - لأنه أمر مفروغ منه- ، ولا «تبصيله بصة صعبنيات وعنيكي بتعيط وتقوليله ليه عملت كده ماعندكش اخوات؟، لأن اكيد عنده وبيتعمل فيها زينا بالظبط».. بات الحل عزيزتي وبكل صرامة وبلا خوف أن « ترقعي بالصوت الحياني في المكان اللي انتي فيه، تلمي أكبر قدر ممكن، شافوا اللي حصل أو ماشافوش، عند أقرب قسم وتحلفي تاخديه يتعمله محضر تحرش مش تعدي».. وحينها تأكدي أنكِ انتصرتي على «صعبنيات» مجتمعك الذي خنق عليكِ بكلمة «امشي وعيب».. إما سيتحول الأمر إلى فيلم 678. وقد اعذر من شاهد الفيلم.