وصلتني رسائل كثيرة جدا من عدد كبير من القرّاء الأعزاء بيسألوا عن النحافة.. البعض جرب حاجات كتير، وكل محاولاتهم كان مصيرها الفشل؛ وده لأن النحافة بتحتاج وقت وصبر من المريض؛ لأن بناء الجسم عادة أصعب من هدمه؛ يعني خسارة الوزن أسهل وأسرع من بناء جسم صحي ينقصه حتى يصل إلى وزنه الطبيعي عدد من الكيلو جرامات.. وعلشان نتكلّم عن النحافة بمزيد من التفصيل هيكون ضيفنا د. عمرو مطر الأستاذ بكلية طب جامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للتغذية الطبية.. * يعني إيه نحافة؟ لازم نفرّق بين النحافة والهزال.. النحافة هي: انخفاض وزن الشخص عن وزنه الطبيعي.. ونقدر نعرف الوزن الطبيعي بحساب معامل كتلة الجسم، وعلى حسب الرقم الناتج فيه درجات للنحافة زي ما فيه درجات للسمنة. تبدأ النحافة لو الرقم أقل من 18.50 ولو الرقم وصل إلى 16.50؛ فهي نحافة من الدرجة الأولى، ولو أقل من 14.50، فهي نحافة من الدرجة التانية، ولو أقل من كده يعتبر نحافة شديدة جدا. أما الهزال فهو: نزول الوزن بطريقة غير مبررة وسريعة جدا ومرضية.. وممكن سببها يكون ضوء أحمر إن فيه مرض خطير، وهذا أحد أعراضه، ومن الأمراض التي تُسبّب الهزال: السكّر، واضطراب الغدد الدرقية، والأورام السرطانية لا قدّر الله، لكن عامة النحافة مش معناها إن الشخص مريض؛ لأن الشخص ممكن يكون رفيع بس صحته كويسة وسليم وخالي من الأمراض. * إزاي الشخص يفرّق بين النحافة العادية بدرجاتها والهزال اللي هو مؤشّر لوجود مرض ما بالجسم؟ لو الشخص وجد نفسه بينزل 5% من وزنه خلال شهر أو 10% خلال 3 شهور من غير ريجيم وكان بياكل كويس جدا ورغم كده وزنه بينزل؛ فالمعدّل ده معناه إنه لازم يتوجّه فورا لطبيب متخصص لعمل التحاليل والفحوصات الشاملة لمعرفة أسباب نزول وزنه بهذه الطريقة. * ما هي أسباب النحافة؟ النحافة قد يكون سببها عضويا أو نفسيا، ومن الأسباب العضوية التي تُؤدّي للنحافة: 1- الأنيميا وسوء التغذية. 2- العامل الوراثي من الأب أو الأم. 3- الإصابة بديدان طفيلية تعيش على ما تأكله من غذاء الشخص النحيف. 4- اضطراب الغدة الدرقية، التي تعمل على رفع معدل الحرق، وزيادة معدل ضربات القلب، مما يُؤدّي إلى نحافة شديدة. 5- ارتفاع معدّل حرق السعرات الحرارية، وهذا ممكن أن يُؤدّي إلى نحافة من الدرجة الأولى، وهي لا تشكّل خطورة من الناحية الصحية. وكل هذه الأسباب يكشفها الفحص الطبي والتحاليل التي يرى البعض أنها غير مهمة، أما بالنسبة للعوامل النفسية المسببة للنحافة؛ فهي مثل: القلق، والعصبية، والضغوط النفسية من كثرة المشكلات، وهي الأكثر شيوعا بين الشباب. والعامل النفسي يجعل الشخص يفقد الشعور بحلاوة الأكل، ويُصاب بفقدان الشهية، مما يُؤدّي إلى نزول وزنه بصورة كبيرة، ولكن بمجرد ما ينتهي السبب، ممكن الإنسان يرجع لشهيته ووزنه الطبيعي. * هل النحافة تشكّل خطورة على صحة الإنسان مثل السمنة؟ طبعا النحافة الشديدة والتي يكون فيها معامل كتلة الجسم أقل من 14.50، تُشكّل خطورة على صحة الإنسان؛ فالسمنة والنحافة من أمراض سوء التغذية، ولهما نفس مقدار الخطورة.
