تطلع الفلكيون المحترفون وهواة الفلك في أوروبا والشرق الأوسط إلى السماء أمس (الثلاثاء)؛ حيث أمكن مشاهدة أول كسوف جزئي للشمس في عام 2011 بمناطق كثيرة في أوروبا والشرق الأوسط. ويحدث كسوف الشمس عندما يكون القمر بين الشمس والأرض على خط واحد، وهذا الكسوف الجزئي للشمس شوهد في الأردن ومناطق كثيرة من أوروبا وشمال إفريقيا ووسط آسيا. وأتيحت الفرصة لسكان العاصمة العراقية (بغداد) لمشاهدة كسوف الشمس رغم السحب الكثيفة التي غطّت مناطق من المدينة. وبدأ الكسوف في الساعة 32 : 10 صباحا بتوقيت بغداد (32 : 7 بتوقيت جرينتش) واستمر لنحو ثلاث ساعات. وفي مدينة ميونيخبجنوبألمانيا تجمّع هواة مشاهدة كسوف الشمس في المرصد المحلي، قبل الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، حيث تأثرت الرؤية بالسحب. وبينما كان الأطفال منهمكين في ارتداء النظارات الشمسية الخاصة التي يقول خبراء إنها ضرورية لمشاهدة كسوف الشمس دون أن تصاب العين بضرر، قال أحد زوار مرصد ميونيخ إنه كانت هناك ميزة للاستيقاظ مبكرا يوم الثلاثاء. وقال مايكل موكل، الذي كان يشاهد كسوف الشمس: "منذ أن استيقظت في الصباح انتهزت الفرصة لمشاهدة كسوف الشمس حتى لو كان كسوفا جزئيا.. لم لا؟!". وفي روسيا خيّم الظلام على العاصمة موسكو لمدة ساعة تقريبا؛ حيث حجب الكسوف الجزئي الشمس، وخيم الظلام على الشوارع في وسط المدينة في وقت الظهر تقريبا بالتوقيت المحلي. وفي لندن خاب أمل كثير من هواة الفلك؛ لأن السماء الملبّدة بالغيوم حرمت الكثيرين مشاهدة الحدث، وتجمّع فلكيون من الجمعية الفلكية الملكية بجرينتش جنوبلندن في محاولة لمشاهدة الكسوف. وشرح روبرت ماسي -نائب السكرتير التنفيذي للجمعية الفلكية الملكية- ظاهرة الكسوف قائلاً: "نحن في منتصف الكسوف الجزئي للشمس، وهذا يحدث عندما يكون القمر بين الشمس والأرض على خط واحد تقريبا، ومن ثم يحجب ضوء الشمس لساعتين تقريبا". وأضاف: "نحن هنا في لندن لم تُتح لنا فرصة مشاهدة منظر عظيم كهذا؛ لأن السحب حجبته، لكن أعتقد أن ما يمكن ملاحظته تماما هو شيء كأثر شروق مزدوج للشمس؛ لأن الشمس تُشرق بعد الكسوف عندما ينزاح القمر بسرعة عن الشمس لتصبح فجأة أكثر إشراقا من جديد". ولم تكن هناك غيوم تجحب الرؤية في الأردن عند حدوث الكسوف الجزئي للشمس، مما أتاح لسكان عمّان والمدن القريبة رؤية واضحة تماما للحدث. ووضعت السلطات الأردنية مرصدا لمشاهدة الكسوف في المسرح الروماني في وسط عمان؛ للسماح للهواة والعلماء بمشاهدة أول كسوف جزئي في عام 2011. وقال خالد التلّ -نائب مدير الجمعية الفلكية الأردنية- إن الظاهرة مثيرة للهواة والعلماء، مضيفا أن العلماء استخدموا الظاهرة للتحقّق من صحة حسابات مدار القمر حول الأرض ومدار الأرض حول الشمس. وكان من المتوقّع مشاهدة الكسوف الجزئي للشمس في أوروبا وإفريقيا ووسط آسيا. واختلفت مساحة الشمس التي يحجبها القمر من منطقة لأخرى. وتوقّع علماء أن تشهد السويد كسوفا كاملا للشمس. وقالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إن كسوف الشمس سيحدث أربع مرات في عام 2011 كما سيشهد العام خسوفين للقمر. عن رويترز إضغط لمشاهدة الفيديو: