يا جماعة أنا محتاجة ردّ علشان أخلَص من حيرتي.. أنا مش عارفة أعمل إيه، أنا مشكلتي إني كنت مرتبطة بابن خالي حوالي 6 سنين، وكان فيه مشاكل كتير في العيلة، ورجعنا لبعض، وسيبنا بعض كتير. المهم إني آخر مرة قررت إني أسيبه وما أرجعش، وبعدين بعدها بشهرين طلب صديقي بالعمل التقدم لي؛ بس الرفض كان من عندي؛ لأن والدي غير جاهز الان بسبب تزويج 3 بنات من أخواتي السنة دي؛ فقال لي إنه هيستنى لحد ما ينفع يدَخّل بنت تانية. المهم إنه بيحصل مشاكل بينّا كتير، وهو اللي بيتّصل ويحاول يصالحني، وأنا فعلاً باصالحه؛ لدرجة إني مرة قلت له: هاسيبك.. فكان رد فعله -أنا آسفة على التعبير لكن مضطرة أحكي- إنه قَبّل إيدي ورجلي، بالإضافة لإنه مريض بالقلب، وظروفه المحيطة بتخلّيه فعلاً ما يقدرش يستغنى عني. أنا أحياناً بافتكر ابن خالي؛ لأنه كمان عايز يرجع لي، وأنا ما نسيتهوش؛ بس مش باقدر أسيب الشاب اللي معايا؛ لأنه بيعاملني كويس جداً، وبيحاول يرضيني ويرضي إخواتي كتير. مش عارفة أعمل إيه.. أكمّل معاه ولا أرجع لابن خالي، وخايفة أظلم حد فيهم؛ مع العلم إني عقلانية، مش اللي بتتجه نحو مشاعرها.. ومع العلم كمان إني قَبّلت الشاب ده مرة بصراحة، وما انكرش إنه ذنب بادعي ربنا يغفره لي. mona عزيزتي، كثير منا يقع في حيرة ولا يعرف الأسباب الحقيقية لهذه الحيرة، وبمجرد معرفة السبب تتبدل حيرتنا راحة وهدوء نفس.. وأرى أن السبب الرئيسي عندك، هو أنك غير قادرة على تحديد مشاعرك الحقيقية؛ سواء تجاه ابن خالك أو زميلك في العمل. فأنا أعتقد أن مشاعرك تجاه ابن خالك ليست مشاعر حب حقيقية؛ وإنما هي مشاعر تقدير وإعزاز لأحد أقاربك وتعوّد عليه، إنها مشاعر وُصفت بالحب لأنه ابن خالك الذي تقدّم لخطبتك؛ ولكنها ليست مشاعر الحب الحقيقية المبنية على الاقتناع الكامل، أو أنه ليس نصيبك الذي كتبه لك الله؛ بدليل أن ارتباطكما دام ستّ سنوات، وكانت قدرات والدك المادية تسمح بالزواج؛ فكيف تتأخران إلى هذه الدرجة لو أن كليكما مقتنع بالآخر، أو أن الله قسم لكما منزلاً واحداً؛ بل كيف تستطيعين التفكير في شخص آخر كزوج ما دام هذا القريب يودّ الزواج منك.. فلو أنك كنت تحبينه بشدة ومقتنعة به تمام الاقتناع لما انتظرت إجابة. أما زميلك في العمل فربما تكون مشاعرك تجاهه في البداية مشاعر احتياج، بعد أن قررت الابتعاد عن ابن خالك؛ فجاء طلبُه للزواج منك بمثابة ردّ اعتبار لك؛ حتى ولو أمام نفسك، أو شغل حيزاً كبيراً في حياتك بعد انفصالك عن ابن خالك؛ خاصة وأنه متعلّق بك، ويُظهر حبه لهذه الدرجة.. ولكنها ليست مشاعر حب حقيقية؛ وإلا لما التفتّ للماضي؛ حتى وإن جاء ابن خالك لطلب يدك مئات المرات. وبالنسبة لمرضه بالقلب؛ فصدقيني عزيزتي، لن تكوني أشدّ رحمة به من الله عزّ وجل؛ فإذا كان أمره يُهمك كإنسان محترم أراد الارتباط بك؛ فعليك أن تقفي أمام نفسك وقفة صدق وتسأليها: هل بالفعل تحبين هذا الإنسان؟ هل يكفيك عن كل رجال العالم؛ سواء ابن خالك أو أي إنسان آخر، إمكانياته المادية تسمح بالزواج وأراد الارتباط بك وأظهر لك اهتمامه وحبه؟ هل أنت واعية أن في ضعفه قمّة القوة، وأن صدقك معه الآن -حتى ولو برفض الارتباط والإصرار عليه مع إبداء الأسباب المقنعة- فيه احترام له؟ وأنه أفضل من عدم مراعاتك لمشاعره وصدمك له فيما بعد؟ وأفضل من تماديك في علاقة ارتباط قوامها التعوّد، قد تؤدي بكما لفعل أشياء تندمان عليها؛ فتقعان في حيرة أخرى؟ هل المشكلات التي تقابلنا دليل على أنه لا يوجد نصيب بيننا، أم أنها نتيجة لسيئات اقترفناها؟ ورأيي الشخصي هو: أن زميلك في العمل أولى بتفكيرك؛ ولكن بعد الاطمئنان على حالته الصحية؛ حتى لا يشكّل مرضه مشكلة أساسية فيما بعد، وأن تكون الأمور واضحة تماماً قبل الزواج حتى لا يحدث ندم. كما يجب أن يحكم علاقتكما الدين، وألا يحدث شيء يجعلك تندمين أو تتضايقين؛ سواء كنت من نصيبه أو من نصيب شخص آخر؛ صحيح أن الله غفور رحيم؛ ولكن يجب أن لا تقعي في الخطأ مرة أخرى؛ لأن كل شيء ما هو إلا تعوّد؛ فإن اعتدت الخطأ فستقعين في مشكلات أكبر؛ خاصة أنك اعترفت بذنبك وندمت عليه؛ فاستثمري هذه التوبة النصوحة. عزيزتي، أحمدُ الله أنك تفكّرين بعقلك ولا تنساقين وراء مشاعرك، وهذ ما أَمَرَنا به الدين؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يريد لنا إلا الخير والسعادة؛ لكننا نوقع أنفسنا في المشاكل التي لا داعي لها ولا تترك بداخلنا إلا الألم والحيرة.