في كل مرة سنقرأ قصيدة أو جزءا من قصيدة أو حتى بيتا واحدا فقط لأحد الشعراء المعروفين أو غير المعروفين اسما، وإن بقيت أشعارهم هذه أبدا، نفعل ذلك بحثا عن "شوية هوا" نتنفسهم عبر كلمات معطرة يبقى رحيقها طويلا طويلا.. التحق نزار قباني بعد تخرّجه في كلية الحقوق بالعمل الدبلوماسي، وتنقّل خلاله بين القاهرة، وأنقرة، ولندن، ومدريد، وبكين. وفي ربيع 1966 ترك "نزار" العمل الدبلوماسي، وأسس في بيروت داراً للنشر تحمل اسمه، وتفرّغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية. تميّز نزار قباني بنقده السياسي القوي؛ ومن بين أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" عام 1967، التي تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة يونيو، بينما واكبت "أريد بندقية" أهمّ انطلاقة للثورة الفلسطينية المعاصرة فكانت مرآة للعصر الفدائي بأكمله؛ فمع أبيات القصيدة... أُريد بندقية.. خاتم أُمي بعْتُهُ من أجل بندقيّة محفظتي رهنتُها دفاتري رهنتُها من أجل بندقيّة اللغة التي بها درسنا الكُتُبُ التي بها درسنا الكتُبُ التي بها قرأنا قصائد الشعر التي حفظنا ليست تساوي درهما أمام بندقيّة أصبح عندي الآن بندقيّة إلى فلسطين خذوني معكم إلى رُبىً حزينةٍ كوجه المجدلية إلى القِبَاب الخضْر.. والحجارة النَّبِيَّة عشرون عاماً وأنا أبحث عن أرض وعن هوية أبحث عن بيتي الذي هناك عن وطني المحاط بالأسلاك أبحث عن طفولتي وعن رفاق حارتي عن كُتُبي.. عن صُوَري عن كل ركن دافئ.. وكل مِزْهَرِيّة أصبح عندي الآن بندقية إلى فلسطين خُذُوني معكم يا أيها الرجال أريد أن أعيش أو أموت كالرجال أريد.. أن أنبت في ترابها زيتونة، أو حقل برتقال أو زهرة شَذِيّة قولوا لمن يسأل عن قضيّتي بارُودَتِي صارت هي القضيّة أصبح عندي الآن بندقية أصبحْتُ في قائمة الثوّار أفترش الأشواك والغبار وألبسُ المنِيّة مشيئة الأقدار لا تردّني أنا الذي يغيّر الأقدار يا أيها الثوّار في القدس.. في الخليل في بيسان.. في الأغوار في بيت لحم.. حيث كنتم أيها الأحرار تقدّموا تقدّموا فقِصّة السلام مسرحية والعدل مسرحية إلى فلسطين طريق واحد يمرّ من فوهة بندقيّة استمع لكلمات القصيدة بصوت موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب استمع للملف الصوتي: You may need: Adobe Flash Player.