أنا عندي مشكلة أو يمكن هي مش مشكلة؛ بس هي حاجة محيّراني أوي.. أنا كنت مخطوبة لواحد من سنتين، وحصلت بينا مشاكل كتيرة أوي.. وأنا عملت غلطة بس من غير قصد، ووصلت له غلط، وفهمها غلط.. والموضوع كبر وما كانش حتى فيه أي مجال إني أبرر اللي عملته أو نتناقش فيه. هو أهانني بالكلام جامد أوي، وأنا ما كنتش باردّ، مجرد خليته يخلّص كلامه، وقلت له كفاية أوي لحد كده ولا كأننا اتقابلنا. بس المشكلة إنه رجع بعديها بكام شهر يكلمني على النت صدفة، وقال لي إنه تعبان ومحتاج أدعي له لأن ظروفه ملخبطة، وأنا لقيتها حجة إني أكلمه؛ بس لقيته ما بيردّش على تليفوناتي ولا ماسدجاتي، وفي نفس الوقت يبعت لي ماسدج في كل مناسبة سواء عيد ميلاد أو أي حاجة.. آجي أكلمه عشان أشكره ما يردّش عليّ؛ فقلت خلاص مش هاكلّمه تاني مهما حصل. بس الأيام دي بافكّر أبعت له ماسدج أعتذر له عن اللي عملته؛ مش عشان حاجة؛ مجرد إني عايزة أعتذر لحد ممكن أكون ظلمته في يوم من الأيام.. واللي خلاني أفكّر في كده إني اتعرضت لحادثة جامدة، وده خلاني أعيد حساباتي وأعتذر لأي حد أنا عملت فيه أي موقف وحش. عايزه بجد أعرف: اللي هاعمله ده صح ولا لا؟ ولا إهانة ليّ وتقليل مني إني أعتذر له؟ Great. lover عزيزتي.. في البداية أنتِ لم تذكري في رسالتك مدى الخطأ الذي أخطأتِه في حق خطيبك؛ فشدة الخطأ من عدمها يترتب عليها الكثير من ردود الفعل؛ ولكنك على الأقل اعترفت بأنه كان لديه الحق في الغضب. كذلك لا يمكنني ألا أعبر عن إعجابي بردّ فعلك على تصرفه، عندما اتصل بك ليُهينك، والذي لا أجد له وصفاً سوى "المتهور"؛ فقد صمتِّ ولم تردي أو تغضبي أو تزيدي في الخطأ والإهانة، تحمّلتِ نتيجة خطئك السابق بشجاعة، وتصرفتِ أيضاً تصرّفاً حكيماً في فسخ الخطبة بعد سيل الإهانات هذا. فليس معنى أن أحد الأطراف قد أخطأ أن ينساق الآخر؛ بل يبالغ حتى يتحول ردّ فعله من مجرد ردّ فعل إلى خطأ ربما أكثر فداحة مما فعل الآخر.. لذا كان على خطيبك أن يتحلى بالعقل وحسن التصرف، وألا يتسم بهذه النارية في ردود الفعل. المشكلة الآن يا عزيزتي، أن عقلك أنتِ من بدأ يميل، وبدأتِ تفكرين في هذا الخطيب، وهذه طبيعة الإنسان، أنه ينسى مع مرور الوقت، وربما كنت سأشجعك على العودة ومحاولة رأب الصدع السابق لو وجدتِ جدّية من خطيبك السابق.. ولكن اعذريني؛ فإن ما يفعله هو نوع من العبث الذي لا يجوز، ولا يجب أن تخدعي ذاتك به؛ فمجرد مقابلته لك على النت مصادفة ليس مبرراً بأنه يريد إرجاع الأمور لما كانت عليه.. ضعي عشرات الاحتمالات إلى جانب احتمال العبث؛ فربما كان من الصنف الذي لا يريد أن يكون بينه وبين أحد عداء؛ ففضّل أن يتكلم بأسلوب لائق عندما تقابلتما، ورغم هذا الفرض الحسن؛ إلا أن فرضية العبث تعود لتظهر ثانية؛ فهو يُرسل الرسائل لك في أعياد الميلاد والمناسبات؛ فيعطيكِ الأمل ثم لا يردّ على رسائلك وكأنك تتطفلين عليه. وهذه التصرفات المتناقضة، لا ترجح إلا احتمال العبث أو أنه -في أفضل الظروف- شخصية مترددة لا يعرف كيف يحسم قراره، وفي كلا الحالتين يجب أن تبتعدي عنه. والحقيقة أنك أخطأت عندما انسقت معه في الردّ على رسائله والاتصال به في كل مرة يفعل بها ذلك، كان عليكِ بمجرد ملاحظة أنه يتجاهل الردّ عليكِ أن تتجاهليه تماماً؛ فلا تكرري هذا ثانية يا عزيزتي؛ لأنه سيفسَّر كنوع من أنواع الإلحاح الذي يضعك في موقف يتنافى مع كرامتك، وكأنك أنتِ من يفرض ذاته عليه. أما فكرة الاعتذار لكل من فعلت به شيئاً أو أسأتِ إليه، وبرغم أنني أظن أن يكون هذا مجرد حُجة من جانبك لمزيد من التواصل معه؛ إلا أنه من الممكن دائماً أن تفعلي ذلك في إطار جماعي؛ فترسلي رسالة للجميع تطلبين فيها أن يسامحك كل من أسأتِ في حقه، وأنك تسامحين كل من أساء في حقك. وهكذا تريحين ضميرك بعد تلك الحادثة، لو كان الأمر يؤرقك إلى هذه الدرجة.. أما أن تخصّيه برسالة؛ فهذا مزيد من إهدار كرامتك على إنسان لا يُعيرك أية أهمية؛ فلا تتصلي به ثانية يا عزيزتي لأي سبب، وأطوي هذه الصفحة من حياتك وابدئي بداية جديدة.