السلام عليكم.. أنا غيور جداً؛ لدرجة إني أشك في أي كلمة وأي حركة؛ لأني شفت حاجات كتير من الحريم؛ لدرجة إني ما عدتش أثق في زوجتي، ولو عَمَلت أي حاجة أضربها على الرغم من إنها بتحلف لي إن ما كانش قصدها كده إلا إني ما باصدقهاش. وهي بتضايقني لأني باحس إن تصرفاتها مش عقلانية وبتحب تحطّ نفسها في دور مش دورها؛ لدرجة إني باحس إنها بتقلّد أمها، وعشان كده دايماً أشتمها وأضربها، وساعات أحسّ إني كرهتها وأتمنى إنها تموت لأني ما ينفعش أطلّقها عشان يُعتبر ما فيش سبب. وأنا متضايق من كده وباحاول أقعد مع نفسي وأبسط الأمور لنفسي وأقنع نفسي؛ ولكن مع أول تصرّف مش عاجبني أرجع لغيرتي تاني.. وما عدتش عارف أعمل إيه، لا الضرب نافع ولا الشتيمة، وزهقت. a الصديق العزيز ما أتعسك بنفسك وبطريقة تفكيرك التي إن دلت على شيء؛ فإنما تدلّ على ضعف إيمانك بنفسك وإيمانك بالله. إن الشك يا عزيزي بهذه الصورة التي تحكي عنها ليس له مصدر سوى عدم ثقتك بنفسك أولاً، وبأن الشيطان استحوذ على قلبك في المقام الثاني. وإن الغيرة بهذه الصورة قاتلة وتهدم كل شيء؛ فعليك ببحث أسبابها في أعماق نفسك لتستطيع علاجها قبل أن تهدم بيتك وتخرج من هذه التجربة ظالماً لزوجتك وظالماً لنفسك. أنت تقول بأنك تضربها رغم أنها تؤكد أنها لا تقصد الإساءة، وهو تصرف أهوج ومتدنٍ من رجل مسئول عن بيت وعن زوجة، وحرام عليك ما تفعل يا أخي الحبيب.. لماذا تُصرّ على قتل نفسك وقتل الحب والعشرة في قلب زوجتك؟ استعذ بالله يا عزيزي، واستعِن به على شرّ نفسك ووساوس شيطانك؛ إنما يريد الشيطان ليهدم بيتك بعد أن خرب قلبك. وحتى لو كانت تريد تقليد أمها أو كانت تخطئ أحياناً.. ألسنا بشراً خطائين؟ فكيف وأنت الرجل لا تقوّمها بالحكمة والموعظة الحسنة؟ أفق يا أخي والجأ لله ليحميك من كل هذه الوساوس، وكفّ عن ضربها حتى لا يعاقبك الله بمثل ما تفعل، وتجد نفسك مهاناً من أقل الناس وأنت لا تملك أن تفعل شيئاً. أنت تشعر بالزهق ليس منها؛ بل من نفسك التي تملكك ولا تملكها، وتسيطر عليك ولا تسيطر عليها، ودواؤك الشافي أن تعرف أولاً أن من يخون؛ فإنما يخون نفسه ويخون الله ورسوله وليس أحداً آخر؛ فلا تشغل نفسك بأي نوع من أنواع الخيانة في زوجتك. إن مثل ما تقول لا يكون إلا في إنسان لا يصلي ولا يتّصل بالله ولا يعرف قيمة نفسه.. إنسان ترك نفسه للأهواء والغيرة والكراهية. يا أخي اسأل نفسك.. ما تفعله مع هذه الزوجة المكسورة، أترضاه لنفسك؟ أترضاه لأمك؟ أترضاه لعماتك أو خالاتك؟ فلا ترضَه عليها فهي زوجتك وغداً بإذن الله تكون أُماً لأولادك. فاستغفر الله وتب إليه وعُد إلى رحابه واطمئن به.. ألا بذكر الله تطمئن القلوب. وإياك أن تمدّ يديك عليها بعد ذلك أبداً؛ فهو سلوك لا يليق بك.. وتذكّر أن هذه المرأة لم يخلقها الله لتتحكم فيها وتؤذيها.. أعطاها لك لتكون سكناً وعوناً على الحياة؛ فلا تدمّر نفسك وتدمر كرامتها؛ فتحمِل وزراً وأنت تظنّ أنك على صواب. والله أسأل لك هدوء نفسك وأمان روحك وطيب عشرتك لها.