احتشدت مساجد مصر بعشرات الآلاف من المتظاهرين عقب صلاة الجمعة (أمس)، احتجاجاً على "المجزرة" التي ارتكبتها إسرائيل بحق أسطول الحرية، كان أبرزها في مدينة الإسكندرية؛ حيث تجمّع ما يزيد على 20 ألفاً من أعضاء النقابات المهنية و"الإخوان" وممثلي القوى السياسية أمام مسجد "القائد" وهتفوا لفلسطين. وفي القاهرة ندد المئات من المصلّين في الجامع الأزهر أمس (الجمعة)، باستمرار الحصار المفروض على سكان قطاع غزة، وأعلنوا تضامنهم مع قافلة "أسطول الحرية"، التي اعتدت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلية، مطالبين بضرورة الفتح الكامل لمعبر رفح البري.
ورفع المحتجّون، في مسيرات انطلقت داخل صحن الجامع عقب صلاة الجمعة، الأعلام التركية والفلسطينية؛ مرددين هتافات تُحيِي موقف تركيا ورئيس وزرائها "رجب طيب أردوجان"، من بينها "بنحييك يا تركيا"، "أردوجان أردوجان"، مطالبين في شعاراتهم بفتح باب الجهاد ووقف التطبيع مع إسرائيل وطرد سفيرها من القاهرة، وتنظيم قوافل مصرية لإغاثة أهالي قطاع غزة.
وفي الإسكندرية تظاهر أكثر من 20 ألفاً من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وممثلين من القوى السياسية والنقابات المهنية، أمام مسجد "القائد إبراهيم" بميدان "محطة الرمل"، وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، ووقف تصدير الغاز إلى إسرائيل، ورفعوا لافتات "على القدس شهداء بالملايين" و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" و"لن ننساك يا فلسطين".
شارك في المظاهرة الداعية الإسلامي أحمد المحلاوي وقيادات ونواب الكتلة البرلمانية ل"الإخوان" في مجلس الشعب.
وفي "الغربية" تظاهر أكثر من 15 ألفاً من أعضاء الجماعة في مراكز: (كفر الزيات، بسيون، قطور، سمنّود، المحلة، طنطا، وزفتى)، وشارك في المظاهرة أعضاء مجلس الشعب عن الجماعة بالمحافظة ومنهم: (علي لبن، علم الدين السخاوي، حسنين الشورة، سيد عسكر، وإبراهيم زكريا).
وردد المتظاهرون هتافات "إسرائيل الإراهبية ضربت أسطول الحرية"، و"تسقط تسقط إسرائيل"، و"يا حكامنا إنتم فين.. دبحوا هناك المدنيين"، و"أردوجان يا أردوجان.. رجّع لنا عزّ زمان"، و"هنرددها جيل ورا جيل.. إحنا بنكره إسرائيل".
وأحرقوا العلم الإسرائيلي وسط هتاف الآلاف، وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وسحب السفير المصري من إسرائيل وفتح باب الجهاد، وسط مشاركة أعداد كبيرة من النساء والأطفال والشيوخ.
وفي الدقهلية تظاهر نحو 5 آلاف، أمام مسجد "الجمعية الشرعية" بالمنصورة، ورفعوا لافتات "بعد قتل الأحرار.. افتح معبر وفك حصار" و"كلنا فداك يا أقصى" و"خيبر خيبر يا يهود جيش محمد هنا موجود"، ورددوا هتافات "أول مطلب للجماهير قفل سفارة وطرد سفير" و"إسماعيل يا هنية اوعى تنسى البندقية". وطالبوا في بيان لهم بالضغط على المجتمع الدولي لمحاكمة إسرائيل دولياً، وطرد السفير الإسرائيلي من مصر، وقطع جميع العلاقات الدبلوماسية معها، وإلغاء "معاهدة السلام"، وفتح معبر رفح بشكل دائم.
وفي شمال سيناء تظاهر المئات من ممثلي القوى السياسية، أمام مسجد "الرفاعي" بالعريش، وندّدوا بالموقف العربي، وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، واستمرار فتح معبر رفح، وأشادوا بموقف تركيا من الهجوم الإسرائيلي، وهتفوا: "يا أردوجان اكشف كل جبان"، وأعلنوا عن تنظيم قافلة لكسر الحصار بَراً تنطلق من العريش خلال الأسابيع المقبلة.
وفي "الشرقية" نظّم "الإخوان" عشرات الوقفات الاحتجاجية في مراكز المحافظة، ورددوا هتافات "بالروح بالدم نفديك يا غزة"، وطالب الدكتور فريد إسماعيل -عضو مجلس الشعب عن دائرة فاقوس- باستمرار فتح معبر رفح حتى يُرفع الحصار نهائياً عن غزة.
وفي دمياط نظّمت لجنة التنسيق بين الأحزاب والنقابات المهنية، مظاهرة حاشدة انطلقت من مسجد "البحر"، وأصدرت اللجنة بياناً أكّدت فيه دعمها لشعب غزة المحاصر، وطالبت الحكام العرب باتخاذ موقف موحّد إزاء الانتهاكات الإسرائيلية.
وفي محافظة "6 أكتوبر" دعا الشيخ سالم عبد الجليل -وكيل أول وزارة الأوقاف- خلال خطبة الجمعة، التي ألقاها بمسجد "الحصري"، إلى استخدام القوة ضد إسرائيل ومواجهة القوة بالقوة؛ لأن المواثيق الدولية أصبحت بلا قيمة؛ على حد قوله.
وقال: ما يحدث لأمتنا عارٌ علينا، ولا يجب أن يطغى على ما حلّ بالمسجد الأقصى، وعلينا ألا نبكي كما تفعل النساء، حتى لا ينطبق علينا قول الله تعالى {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}.
وفي "بني سويف" ندّد خطباء المساجد بالعدوان الإسرائيلي، وطالبوا بموقف مصري جادٍّ بعد فتح معبر رفح من خلال قيادة الأمة العربية، إلى ضربة سياسية أخرى تهزّ الكيان الإسرائيلي.
وفي القليوبية أدى المصلّون، صلاة الغائب على أرواح شهداء "أسطول الحرية"، وشارك المئات في وقفة احتجاجية أمام مسجد إبراهيم مرسي ببنها، ورددوا هتافات "يا حكام البلاد افتحوا باب الجهاد" و"خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود".
وفي السويس نظّمت أحزاب المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين والقوى السياسية، مظاهرة حاشدة شارك فيها حوالي 3 آلاف مواطن نددوا بالاعتداء الإسرائيلي، ورددوا هتافات "قالوا سلام وفي النهاية طلع استسلام" و"يا أبو الغيط فينك فينك الأتراك فضحوا سكوتك"، وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير المصري وإلغاء "اتفاقية كامب ديفيد" ووقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل.
وفي أسوان انتقد النائب محمد العمدة -عضو مجلس الشعب عن الحزب الدستوري الحر- ردّ الفعل المصري تجاه "المجزرة"، والاكتفاء بفتح معبر رفح، ووصف الردّ بأنه جاء باهتاً ولم يرتقِ إلى مستوى الجُرم.
وفي أسيوط نظّم حوالي 1000 من الطلاب المنتمين ل"الإخوان" وقفة احتجاجية مساء أمس الأول (الخميس)، أمام مسجد عمر مكرم بجوار المدينة الجامعية، ورددوا هتافات "كلمة حق نقولها بعزة.. مش هنسيب أهالينا في غزة" و"كنتِ فين يا كرامة مصر لما أسروا نواب مصر"، ورفع الطلاب لافتات "اغسلوا العار.. ارفعوا الحصار" و"يا طيب يا أردوجان لك منا ألف سلام".
