أنا متجوز بس عايش في دبي من غير مراتي، ومعجب بواحدة هايلة في كل شيء، عايشة بدبي معايا وتكبرني ب15 سنة وأرملة وأنا نفسي أتجوزها في السر بس مش قادر أصارحها قول لي أعمل إيه؟ وفي السر يعني من ورا زوجتي لكن جواز شرعي، بس أنا خايف أصارحها لأنها بتعتبرني دايما زي ابنها لكني متأكد أنها نفسها ترتبط.. أعمل إيه؟؟؟ m صديقنا: الشرع نزل لعامة المسلمين؛ حيث أنزل الله التشريع العام، لكن كل إنسان يختار من مباحات الشرع ما يناسبه، فليس كل المباح مأخوذاً لكل الناس، وليس كل المكروه متروكاً لكل الناس. وأعني بذلك أن التعدد في الزواج هو من مباحات الشرع؛ لكن عقل الإنسان هو الذي يمكن أن يقيس حاجته أو اضطراره أو احتياجه أو سعادته في استخدام هذا المباح. وأنا لا أعارض فكرة التعدد مطلقاً كما أني في المقابل لا أؤيدها مطلقاً. أنت الآن شخص مسافر، تعيش وحدك مغترباً في بلد بعيد عن زوجتك وأولادك، ومن المؤكد أنك تحتاج لزوجة تؤنس وحدتك وتعفّك عن الفتن خاصة إذا كنت ممن يطيلون مدة الاغتراب. وهذا من حقك تماماً أن تعف نفسك عن الفتن وأن تحب وتعشق، وأن تجد الرفيق الذي تأنس إليه؛ لكن دعنا نكون متعقلين وموضوعيين في طرح التساؤلات التالية: - إذا كان الموضوع موضوع زوجة والسلام واستقرار وأنس وعفة وخلافه.. فهل فكرت أو حاولت أن تأتي بزوجتك وأولادك ليعيشوا معك هناك؟ وعلى حد علمي أن مستوى المعيشة والتعليم والتعامل جيد جداً؛ كل ذلك جميل إذا كان بوسعك أن تتكلف إقامتهم معك أو أن يقدم لك مكان العمل هذه الميزة. فإذا كنت قد حاولت وفشلت فهل هدف السفر قائم أمامك وواضح بما فيه الكفاية؟ بمعنى، هل أعددت خطة زمنية لبقائك هناك؟ ووضعت هدفاً أو حداً أقصى تريد الوصول إليه ومن ثم تعود لبلدك؟ أم إنك تريد البقاء ما دام حبل الوصل ممدوداً بينك وبين عملك هناك؟ فإن كنت واضعاً خطة ووقتاً وتحملت أنت وزوجتك في مصر أعباء هذا السفر النفسية والاجتماعية؛ فلماذا تريد أنت الاستئثار بالمتعة على أن تتحمل هي المشقة في المقابل؛ فأعتقد أنها هي كذلك تريد أن تأنس لزوج تشبع به نفسها وتملأ عينيها منه ونفسها من حنانه. وإن كنت تريد البقاء إلى ما شاء الله لك؛ فإليك السؤال التالي: هل علاقتك بالسيدة الأرملة هي علاقة حب أم إنها تمثل زوجة مناسبة في بلد الغربة تلك؟ فإذا كانت علاقة حب واضحة وتريد الارتباط بها دون وجود مبررات لذلك؛ فأعتقد أن طريق الزواج في السر دون علم زوجتك لن يكون في صالحك؛ لأنك في هذه الحالة مقتنع بفكرة وتدافع عن حق؛ فحريّ بك أن تصارح زوجتك في ذلك لتكون متفهمة ومشاركة لك في حياتك أيا كانت بحلوها ومرها. أما إن كنت ترى فيها زوجة مناسبة تشبع رغباتك في وقت الحاجة؛ فأتساءل: ماذا ستفعل إذا جاء الوقت الذي ستعود فيه لبلدك.. هل تأخذها معك وتواجه الجميع بها؟ أم ستتركها وساعتها تكون قد بنيت زواجك على شرط -وهو شرط الوقت في الزواج- الذي ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريمه وإلحاقه بزواج المتعة؛ لأنه ليس مبنياً على نية الدوام؟ صديقي.. أريد منك أن تعاود التفكير فيما أنت مقدم عليه، وعن نفسي لا أشجعك عليه؛ بل أرجو لك حياة سعيدة بطول عمرك مع زوجتك التي اخترت وأولادك الذين تستعد وستسعد بهم دون تشتيت وتورية وتذبذب بين حياتين. أما إن كنت مصراً على ذلك فلا أنصحك إلا بالمواجهة لأنها أقصر الطرق، ولأنها مهما خلّفت من جراح فإنها مليئة بالطمأنينة والاحترام والراحة على قدر ما تتيحه الأحوال ساعتها. وإن كنت مصراً على زواجك بتلك السيدة؛ ففي إقدامك وطلبك الزواج مباشرة من هذه السيدة؛ ستقطع على الشيطان حبائله، ولن يختلف الأمر كثيراً ساعتها؛ فالنفوس تتغير حسب الأجواء المحيطة، وتتحول ساعتها نظرة البنوة لنظرة زوج لو كانت لا تعارض الفكرة، أو سترفضها باحترام لو كانت تعارضها. ولا تقلق فإن نظرتها لن تتغير ولن تكون سيئاً في عينها إطلاقاً؛ لكن في حالة الرفض ستكون هناك بعض التحفظات في التعامل؛ لأنها أصبحت ترى في عينيك إعجاباً لم يكن من قبل. وفقك الله وأصلح لك حالك.