أولاً أحب أن أشكر "بص وطل" على مجهوداتهم العظيمة لمشاكل الشباب، وأحب أن أقول إن دي مش أول مرة أرسل لكم وأرجوكم تساعدوني بسرعة. أنا عندي 20 سنة، مشكلتي بدأت لما حبيت واحدة أوي أكتر من نفسي، وهي كمان حبتني؛ بس سابتني وساعتها كنت هاموت أوي، ولما أصدقائي خانوني واتضح إنهم مش أصدقاء أنا دلوقتي باعيش حالة نفسية سيئة، وتعبان مع إني غيّرت حياتي والحمد لله، قرّبت من ربنا أوي، وباعمل اللي بيسعد الناس. بس أنا مش مبسوط خالص، الحمد الله إن أنا من عائلة محترمة ووضعها المادي والاجتماعي عالي؛ بس دائماً حاسس إني حزين وما فيش ثقة بنفسي نهائي أبداً، حاسس إني أقل من الناس كلها مع إني وسيم بشهادة الجميع؛ بس تعبان في حياتي أوي. الرجاء الرد السريع وشكراً. zoro
أخي العزيز: يؤسفني كثيراً أن تشعر بهذا الكمّ الكبير من الحزن الشديد، وعدم الثقة بالنفس، وأنت تمتلك ما قد لا يمتلكه كثير من الناس الآخرين؛ فعليك أن تحمد الله على ما أنت فيه، وأن تنظر حولك، لترى أشخاصاً طريحي فراش المرض، ومع ذلك لم تتزعزع ثقتهم في أنفسهم، وأخذوا يتحدّون الألم، ويحاولون الابتسام برغم كل شيء. انظر إلى الأيتام الذين أتوا إلى الحياة، ولم يجدوا حناناً يحتويهم؛ ومع ذلك يحاولون أن يصنعوا من أنفسهم شيئاً ويبنوا لأنفسهم مستقبلاً، كأي إنسان آخر. انظر إلى شخص مسنّ أدارت له الحياة وجهها، ويجلس وحيداً في أحد دور المسنين لا يجد من يسأل عليه من أسرته، بعد أن أفنى حياته في إسعاد من حوله؛ ولكنه مع ذلك مازال يبتسم. تلفت حولك، لتجد أنك أفضل حالاً من الكثير؛ لذا يا أخي أنصحك بالانضمام لإحدى الجمعيات الخيرية مثل جمعية "رسالة" مثلاً، وأنا واثقة أنك عندما تساعد الآخرين، وعندما تساندهم وتقف إلى جوارهم في محنهم؛ سوف يصبح عندك الكثير من الثقة في نفسك، وسوف تشعر بالسعادة تغمرك لمجرد دعاء الآخرين لك، وإحساسك بأنك تدخل السعادة على من هم في أمسّ الحاجة لهذه السعادة. حاول الانضمام لفريق رياضيّ في إحدى الرياضات المحببة لديك، مارس الأنشطة الجماعية، حتى تبتعد عن العزلة الداخلية التي تشعر بها، وتجد أن وضعك تستفيد به فيما ينفع. وكل هذا سيزيد من ثقتك بنفسك، واعلم أن الثقة تأتي من إنجازات المرء ومن الأشياء التي يقدمها للآخرين، وعليك بالمداومة على الصلاة، والاستغفار والتقرب إلى الله، وبالتأكيد ستشعر بحلاوة قربك للمولى عز وجل. كما عليك أن تعرف يا أخي أنك لا تعيش في المدينة الفاضلة، وأن الناس من حولك، ليسوا كلهم ملائكة، وليسوا كلهم شياطين أيضاً؛ فالحياة مزيج من أشخاص إيجابيين وآخرين سلبيين، وكون أن حبيبتك تركتك؛ فهذه ليست نهاية الدنيا؛ فستجد يوماً من تحبك، وتصبح كل شيء في حياتها، وسوف ينبض لها قلبك، وعندها سوف تشعر بالحب الحقيقي، وتعرف أن ما مررت به كان مجرد تجربة عابرة، وأن زوجتك وأبناءك هم الحب الحقيقي، هم الفرحة الحقيقية. ثم إنه لو وُجد صديق خانك؛ فهناك من سيخلص لك، وهكذا هي الحياة، مجموعة من المتناقضات الغريبة، التي تجعلنا نتعلم معنى الأشياء وكيفية التعامل معها.