السلام عليكم.. بداية شكرا ليكم على الموقع الجميل ده، وأتمنى إنكم تردوا عليّ في أقرب وقت. أنا عندي مشكلة غريبة شوية، وأول مرة أقول لحد عنها، أنا بنت عندي 19 سنة، والدي ووالدتي ربونا تربية قاسية جدا، وكانوا بيضربونا كتير، وهما كمان كانوا بيتخانقوا مع بعض، ووالدي كان بيضرب والدتي ويهينها قصادنا. كنت طفلة منطوية، وزمايلي كانوا دايما بيتريقوا عليّ، وأنا عندي 12 سنة بدأت أحس بالكسوف من بابا، مافهمتش ليه، بس لما كان بيكلمني وشي بيحمر وماعرفش أبص له، وفضل الإحساس ده معايا لحد ما بقى عندي 15 سنة، وبدأت أؤذي نفسي بطرق مختلفة، إني أعور نفسي بالدبابيس، أو ألسع نفسي، بس ماحدش شك في حاجة، ماكنتش عارفة باعمل كده ليه، بس كنت باحس بالراحة لما أعمل كده، ومابقتش عارفة أبطل، ودعيت ربنا كتير إنه يساعدني. وأنا عندي 17 سنة تقريبا بدأت أحس بميل ناحية البنات بمشاعر غريبة، بس عمري أبدا ما هافكر أعمل حاجة تغضب ربنا، وصليت كتير عشان ربنا يهديني، بجد حاسة بذنب كبير جدا، ومش عارفة أقول لحد عن مشكلتي.. أنا دلوقتي الحمد لله مش منطوية زي ما كنت، وأصحابي يشهدوا لي إني مرحة ومثقفة، بس ماحدش يعرف اللي جوايا.. أنا ماليش علاقات مع شباب خالص، وعايزة أعرف هل أنا شاذة؟ وليه باحس بكده؟ وليه بأذي نفسي؟ وليه وأنا صغيرة كنت باتكسف من بابا؟ وإزاي أقدر أعالج المشكلة دي؟ساعدوني أرجوكم.
dodo
ابنتي الحبيبة، أشكرك على ثقتك بموقعنا، وحبك له ومتابعتك له، وأسأل الله العظيم أن يقيك من كل ما يضرك، والحقيقة أن ما تتحدثين عنه له اسم علمي وهو "التشويه الذاتي للجسد"، وهو ليس شكلا واحدا ولا بقوة واحدة، فنجده يأخذ أشكال التشويه المتكرر، والتشويه السابق للانتحار، وبتر أو اقتلاع عضو كامل من الجسد، فهناك من يقتلع عينه. وكذلك قد يرتبط بالوسواس القهري كمرض نفسي، حين نجد أن الشخص يقوم بالتشويه مقهورا ودون أن يتمكن من مقاومة فكرة التشويه لجسده، وقد يرتبط بمرض الاكتئاب النفسي الجسيم الذي يصل للاكتئاب الذهاني، وغيره من الأمراض عافاك الله تعالى. ورغم أن الدراسات العلمية لم تضع أسبابا وحيدة لظهور هذا التشويه، لكنهم وجدوا أن غالب التشويه الذاتي السطحي كما يحدث معك من تجريح أو لسع، أو حفر للجروح التي تلتئم أو غيره له عدة أسباب مختلفة، منها: النشأة التي تتشبع بالحرمان الشديد من متطلبات الحاجات الأولية للطفل من أبويه، كالحنان، والرعاية النفسية، والحب ،والأمان، والتقبل، وغيره، ويزداد الأمر سوءا حين يكون المناخ التربوي قاسيا وفيه عنف بالألفاظ، أو عنف جسدي، وكذلك حين يفتقر للتعبير عن المشاعر بشكل عام، وكذلك كتم التعبير عن مشاعر الغضب، وأتصور وجود شجار وخلافات وصلت لضرب الأم، والانفصال كان له أثر نفسي سلبي عليك لحساسيتك النفسية. وقد وجدوا أن مشاعر الألم الداخلية النفسية تكون شديدة الوطأة لا تستطيع المراهقة أن تتحملها، فلكي تساعد نفسها على تخفيف حدتها تحاول أن تنقل الألم من الداخل للخارج فتشعر براحة، لذا نجد أن كثيرا ممن يقومون بهذا التشويه الذاتي يقولون إنهم يشعرون براحة شديدة بعد هذا التجريح والألم، وكذلك وجدوا أن التشويه قد يعود لرغبة عميقة في جذب الانتباه والاهتمام، ووجدوا أن الكثير كان يقول إنه لا يشعر أنه موجود إلا حين يجرح نفسه فيطمئن أنه يشعر وموجود. وأعتقد وجود بعض الشيء من الوسوسة، خصوصا فيما يتعلق بشعور الخجل الشديد من والدك في فترة مراهقتك الأولى، إذن القصة قصة نفسية بجدارة. أما موضوع الفتيات فأقول لك: إن الشذوذ الجنسي يبدأ بشذوذ المشاعر حين تنحرف في مسار شاذ عن المسار الطبيعي بين الرجل والمرأة، فتكون بين امرأتين أو رجلين، والشذوذ ليس كالتشويه الذاتي مرضا نفسيا لا يد لنا فيه، ولكنه انحراف يحتاج إلى علاج على المستوى العلمي، لذا من المهم جدا أن تستحضري مدى غضب الله باستمرار ليكون حاجزا منيعا دائما لك من الوقوع فيه. كذلك عليك أن تتعاملي بدرجة من التحفظ مع صديقاتك الفتيات مهما كانت الظروف، وعليك كذلك ألا تتعرضين لأي أمر يثير تلك المشاعر الشاذة، فلا تنامين مع فتاة في سرير واحد، أو تتعرضين فيه لرؤية إحداهن في ملابس داخلية أو شفافة، وأن تحفظي نفسك وبصرك عن كل ما يجعل تلك المشاعر في حالة نشاط، والأمانة تقتضي مني أن أوضح لك أن هناك من الفتيات التي لم ولن تتجاوز شذوذهن مجرد التفكير فقط، ولكن الحذر واجب وضرورة. لذا يا ابنتي أتمنى أن تخوضي مع نفسك تلك المعارك بنجاح كما خضت من قبل معركة ضد انكسارك بسبب ظروف بيتك، وتغلبت على الانطوائية والوحدة والصمت، ولأن هذه المعارك تلك المرة تحتاج إلى يد خبيرة تعينك وتساعدك على رؤية الطريق، فأتمنى أن تتواصلي مع طبيب نفسي ماهر ومحل ثقة ليبدأ معك رحلة الشفاء النفسي من تلك الأمور، ولا تستصعبين تلك الخطوة ولا تهدريها. وحتى تجديه، أرجو أن تعيدي قراءة ما كتبت لك، لتستوعبيه وتتعاملين مع نفسك بنضوج وتتدرجين كما فعلت من قبل وتخلصت من مشكلات سابقة كعلاج ذاتي مبدئي حتى تتواصلين مع طبيب ماهر ومحل ثقة، أتمنى لك كل التوفيق، والقوة والثبات فأنت فتاة مجتهدة ومكافحة مع نفسك منذ سنوات، فلا تجعلي ضعفك يغلبك في إيذاء نفسك بدنيا ولا في تلك المشاعر الشاذة.. دمتِ بخير.