أكد د. علي جمعة مفتي الديار المصرية المسلمين أن للاقباط في الدولة الاسلامية الحماية ولهم مالنا وعليهم ماعلينا، مستشهدً بموقف الشيخ ابراهيم الباجوري في عهد الخديوي الاول عندما رفض ان يفتي بطرد النصاري من مصر وقال: "لن نطردهم لانهم اهل عهد"، مؤكدا ان للاقليات غير المسلمة في الدولة الاسلامية الحماية ولهم مالنا وعليهم ماعلينا. جاء ذلك خلال ندوة "فقه الدولة المعاصرة في قضيتي الاقليات والغلو والتطرف" التي اقامها مجلس الدعوة التابع لوزارة التوجية والاوقاف بولاية الخرطوم بقاعة الشهيد الزبير بحضور وزير الاوقاف بالولاية الامين العام لمجلس الدعوة د. صلاح عوض. ودعا جمعة خلال الندوة المسلمين للتكاتف ضد الجهل والتطرف والغلو وتجنب البعد عن السنة، مشيرا الي ان الرسول الله صلي الله عليه وسلم نهي عن الغلو والتطرف وعد صاحبه متنطعا وكان عليه الصلاة والسلام ماخيّر بين امرين الا واختار ايسرهما مالم يكن اثماً. وأكد جمعة ان الاسلام لم ينتشر بالسيف كما اشاع بعض اعداء الاسلام، وقال: انهم اطلقوا هذه الاكذوبة وصدقوها ليصدوا عن سبيل الله بغير علم. واستعرض جمعة نموذج الحبشة الذي اعتبره مجتمعا احتضن المسلمين واصحاب الديانات الاخري في توادد مشهود، مشيرا الي ان المسلمين الذين هاجروا للحبشة كانوا هم النواة الاولي لانتشار الاسلام في شرق افريقيا. ودعا المفتى الي احترام علماء المسلمين جميعا، مشيرا الي ان العصمة في الرجوع الي الدين الحنيف، وقال" النظام الاسلامي جاء بنظام مفتوح يخاطب كل العالم، ومن تفكر في رسائل الرسول الكريم للفرس والروم والنجاشي وغيرهم يجد أن الرسائل تتحدث بقوة وحزم وبدون خيارات للملوك، الا ان يدخلوا في دين الاسلام وينفذوا النظام الاسلامي مقابل سلطتهم وملكهم".