أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن الأحداث المؤلمة التي شهدتها الإسكندرية مؤخرا ليست طائفية بين مسلم ومسيحي لكنها بين إنسان مجرم ومصر كلها.. مشيرا إلي أنه إذا كانت هذه الجرائم ارتكبها بعض المسلمين فليبحثوا عن دين آخر غير الإسلام لأن الإسلام حرم تحريما قاطعا الاعتداء علي الابرياء بوجه عام بغض النظر عن ديانتهم واعرافهم وجنسياتهم داخل وخارج دور العبادة. قال المفتي خلال لقائه بالصحفيين أمس إن الدين الحنيف حرم ايضا الاعتداء علي معصومي الدماء من الآدميين ممن ليسوا في حرب مع المسلمين فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من أمن رجلا علي دمه فقتله فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة". أضاف د. جمعة أن الإسلام ذهب لما هو أبعد من ذلك حيث أمر القرآن بإظهار المودة والرحمة والقسط في التعامل مع المخالفين في العقيدة فقال تعالي: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". قال المفتي إن الرسول صلي الله عليه وسلم أوصي بأقباط مصر وصية خاصة فقد روت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ان رسول الله أوصي عند وفاته فقال: "الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله".. وفي حديث آخر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "استوصوا بهم خيراً فإنهم قوة لكم وبلاغ إلي عدوكم بإذن الله" يعني قبط مصر.. لذلك فإن الناظر للتاريخ يري ان اقباط مصر قد رحبوا بالمسلمين الفاتحين وفتحوا لهم صدورهم. أكد أن الإسلام أولي عناية خاصة بدور العبادة الخاصة بغير المسلمين فحرم الاعتداء بكافة أشكاله علي دورهم. ففي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلي أهل إيلياء "القدس" نص علي حريتهم الدينية وحرمة معابدهم وشعائرهم بقوله: "هذا ما أعطي عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان. أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسائر ملتها. لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من خيرها ولا من صليبها ولا من شيء من أموالهم ولا يكرهون علي دينهم ولا يضار أحد منهم". طالب د. جمعة من يقدمون علي هذه الأفعال الاجرامية الإقلاع عنها لما تنطوي عليه من آثام عظيمة وكبائر الإثم المستحق لأقسي العقوبات القرآنية التي صرح القرآن بذكرها حيث قال تعالي "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خذي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم". أكد المفتي أنه سوف يتم عقد مؤتمر إسلامي مسيحي للرد علي تصريحات البابا بينديكت السادس عشر بابا الفاتيكان التي طالب فيها بحماية مسيحيي مصر لأنهم أقلية. طالب د. جمعة بأن تكون هناك مشروعات مشتركة بين المسلم والمسيحي مع الحفاظ علي ثقافة وعادات الدولة. من جهة ثانية يتوجه المفتي بعد غد إلي الهند في زيارة تعد الأولي من نوعها في تاريخ العلاقات المصرية الهندية وتستمر 6 أيام يلتقي خلالها المفتي مع راجيار حمن خان نائب رئيس مجلس الشيوخ الهندي.. كما يزور المفتي أكبر تجمع إسلامي يمثل أكثر من مليون مسلم سوف يكونون في استقباله.