نفى فيليب كراولى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن تكون تصريحات الوزارة حيال الانتهاكات التى جرت فى الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب المصرية، مسألة تدخل أجنبى فى شؤون مصر، لافتًأ إلى أن الإدارة الأمريكية لم يكن لها أى تدخل فى تخطيط وإجراء هذه الانتخابات، وأضاف خلال مؤتمر الوزارة الصحفى اليومى بواشنطن - أمس، الجمعة - أن الانتخابات البرلمانية المصرية لم تف بالمقاييس الدولية، وأن الانتخابات جاءت دون توقعات المصريين الذين يرغبون فى رؤية عملية سياسية مفتوحة، والحصول على فرصة للعب دور أهم فى مستقبل بلدهم، أو فرصة للمشاركة بشكل أكبر فى العملية السياسية. وأوضح أن الولاياتالمتحدة تأمل أن تحسن مصر من أدائها الانتخابى، حيث أن الفرصة مازالت قائمة ولم تفت بعد لتحقيق ذلك، وأن الولاياتالمتحدة ستستمر فى تشجيع مصر على اتخاذ الخطوات المناسبة للجولة الثانية، وذلك حرصًا من الولاياتالمتحدة على مساعدة الشعب المصرى لتحقيق تطلعاته لعملية سياسية أكثر انفتاحًا. فيما طالبت مذكرة صادرة عن مكتب مبادرة السياسة الخارجية، إدارة الرئيس أوباما والكونجرس، بإجراء مزيد من الضغوط على الحكومة المصرية قبل الانتخابات الرئاسية القادمة؛ لدفعها إلى إجراء بتعديلات دستورية تتيح للانتخابات أن تكون مفتوحة أمام المتنافسين، حيث أوصت المذكرة مجلس الشيوخ الأمريكى بتعيين روس فاينجولد السيناتور السابق، سفيرًا للولايات المتحدة فى القاهرة، بدلاً من السفيرة مارجريت سكوبى، مبررة ذلك بأن روس دائم الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بمصر، وحاول خلال عمله فى الكونجرس تمرير قرار حول وضع الديمقراطية فى مصر. ووصفت المذكرة الانتخابات البرلمانية المصرية بأنها كانت مخيبة لآمال السياسات الأمريكية، بعد أن رفع خطاب الرئيس أوباما فى جامعة القاهرة، فى يونيو 2009 آمال نشطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر والشرق الأوسط، بأنه سيدعم جهود الديمقراطية، إلا أن موقف إدارة الرئيس أوباما وردود الفعل الضعيفة حيال الحكومة المصرية، جاء مخيباً لآمال هؤلاء النشطاء بمصر والمنطقة العربية. وفى هذا الصدد، أكد د.وحيد عبد المجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الإدارة الأمريكية الحالية ليست لديها الرغبة فى اتخاذ أى ضغوط أو إجراءات تجاه مصر، مشيرًا أن إدارة أوباما ليس من أولوياتها تحقيق مبادئ الديمقراطية، وأضاف أن الإدارة الأمريكية دائمًا ما تتعرض لضغوط خارجية من وسائل الإعلام، ومنظمات حقوق الإنسان الأمريكية، والمتنديات الثقافية؛ لاتخاذ خطوات للضغط على مصر لتحقيق مبادئ الديمقراطية، ما جعل الإدارة الأمريكية تعمل على إيجاد توازن بين رغبتها فى عدم الضغط على مصر، والضغوط التى تتعرض لها من الداخل لتحقيق هذه الضغوط.