بعد سقوط عدد كبير من المصابين وقتيل، إثر الغضب المسيحى الذى اجتاح منطقتى الهرم والجيزة؛ احتجاجاً على عدم بناء مجمع للخدمات القبطية بالمنطقة، ومواجهة الأمن له بقوة؛ لقيام مئات الاقباط بمهاجمة ديوان عام محافظة الجيزة وديوان حى العمرانية.. خرج العشرات من أهالى منطقة الهرم فى مسيرة بشارع الإخلاص الموازى للطريق الدائرى، الذى تقع فيه كنيسة العذراء والملاك، مطالبين بتحقيق ما سموه "وحدة الهلال مع الصليب"، ودعا المشاركون فى المسيرة إلى وقف أى اشتباكات بين الأقباط والأمن.. وطالبوا الاقباط المتظاهرين بالانضمام اليهم. وكان المئات من المسيحيين قد تجمهروا فى الساعات الأولى من صباح - اليوم، الأربعاء - في منطقة الطالبية بالهرم احتجاجاً على عدم بناء مجمع للخدمات القبطية بالمنطقة، مما تسبب فى توقف حركة المرور بشارع الهرم والطريق الدائري. وحدثت اشتباكات عنيفة بين المتجمهرين وقوات الشرطة قرب الكنيسة؛ حيث قام المتجمهرون بقذف رجال الأمن المركزي بالحجارة، مما أجبر قوات الأمن علي استخدام القنابل المسيلة للدموع والعصي لفض التجمهر، والحفاظ على سلامة المواطنين بالمنطقة. كما توجهوا إلى شارع الهرم الرئيسي؛ للتجمهر أمام مبنى محافظة الجيزة واقتحم المئات من المتظاهرين الأقباط، مبنى محافظة الجيزة وقاموا بتكسير سور المحافظة، كما تجمع العشرات أمام مبنى حى العمرانية وقاموا بإلقاء الطوب واحتجاز العاملين بداخله. وقاموا بتكسير السيارات السائرة والمتوقفة؛ مما تسبب فى ذعر المواطنين وتوقف حركة المرور تماماً بالشارع والطريق الدائري.. وهدد المسيحيون بقطع شارع الهرم والطريق الدائري إذا لم تسمح الجهات المسئولة بإعادة أعمال البناء فى المجمع. الأمر الذي تطلب تدخل قوات الأمن لفض التظاهر أمام مبنى محافظة الجيزة، مطلقين عددًا كبيرًا من القنابل المسيلة للدموع على المتجمهرين؛ مما تسبب فى تكون سحب من الأدخنة ملأت المكان. واثيرت شائعات أمام مبنى كنيسة العمرانية الذى يشهد زيادة أعداد المسيحيين منذ فجر اليوم حتى الآن، تفيد بأن قوات الشرطة قد احتجزت عددًا من المسيحيين الذين اشتركوا فى الصدامات وإحداث أعمال الشغب، وأن أهالي هؤلاء المحتجزين لن يفضوا التجمهر إلا بعد أن يتم إطلاق سراحهم. وأسفرت المظاهرات وأعمال العنف التي قام بها المسيحيون عن إصابة عدد من رجال الشرطة وقوات الأمن، وعلى رأسهم مساعد مدير الأمن ماهر محمود كامل (58 سنة) مدير إدارة الأمن المركزى بالجيزة مصابا بطلق نارى خرطوش فى اليد اليمنى وشظايا فى اليد اليسرى، إضافة إلى كدمات متفرقة بالجسم وكدمات بالفخذ الأيسر واشتباه بكسر فى ثلاثة ضلوع. واللواء محمد مصطفى عبد العال نائب مدير أمن الجيزة، واللواء شعيب صيام بالأمن المركزى، واللواء هشام يوسف بالدفاع المدنى، واللواء محمد الطوخى بمرور الجيزة، والرائد علاء عبد الوهاب (34 سنة) بكدمة بالساق اليمنى، بالإضافة إلى 5 جنود هم، نبيل حسن حمدى (21 سنة) مصابا بكدمة فى الركبة اليسرى وأحمد ثابت محمد (22 سنة) مصابا بكدمة فى الفخذ الأيمن، وكرم مسلم حلمى (22 سنة) كدمة بساق واليد اليسرى، وناجى شعبان ناجى (21 سنة) مصابا بكسر بعظام القدم اليمنى.. وأصيب أيضا 5 من الأمن المركزى حالتهم مستقرة وتتراوح بين الكدمات والإصابات البسيطة، ولا يزال المستشفى يرفع درجة الطوارئ القصوى فى استقبال المصابين. وقد القت قوات الأمن القبض على 93 من مثيرى الشغب، فى الوقت الذى وصل فيه عدد من وكلاء النيابة إلى مستشفى "أم المصريين" لسماع أقوال المصابين البالغ عددهم 23 قبطياً، إضافة إلي رجال الشرطة. وتعليقا على الوضع الراهن، قال المهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة: إن أزمة كنيسة "العذراء والملاك ميخائيل" بدأت 22 نوفمبر الجارى الساعة الثالثة فجرا؛ حيث كانت الكاتدرائية والمطرانية بالجيزة قد حصلتا على تصريح ورخصة بناء مبنى خدمى مكون من أرضى و3 أدوار، إلا أنهم خالفوا الرخصة والقانون بتحويله لكنيسة. وقال عبد العزيز إنه أجرى اتصالاً هاتفياً بقداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لبحث تطورات الأزمة، إلا أن ظروفه الصحية حالت دون اللقاء به.. وأضاف أنه تمت السيطرة على احتجاجات ومظاهرة الأقباط بعد تدخل قوات الأمن بمديرية أمن الجيزة. وأوضح أن التجمهر أسفر عن سقوط عدد من الإصابات من بينهم نائب مدير الأمن والمباحث بالجيزة والجنود.. نافيا علمه بسقوط أى قتلى ضمن صفوف الأقباط المتظاهرين، وأن القضية أحيلت للنيابة مدعمة بصور ومستندات لما وقع من اعتداءات من المتظاهرين للتحقيق فيها بعد القبض على عدد من المتظاهرين. ونفى محافظ الجيزة أن يكون ما حدث اليوم مخططا ومدبرا، واستبعد وجود علاقة بين تلك الأحداث بالانتخابات المقرر إجراؤها الأحد المقبل، وأن كل ما حدث هو ناتج عن مخالفة بسيطة وسهلة يمكن حلها من خلال تحويل المبنى الإدارى إلى كنيسة، وهو ما تم الاتفاق عليه مع القساوسة. وأضاف أن المتظاهرين دفعوا قوات الأمن لاستخدام قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم، وهو ما تم بالفعل، وذلك دون التفرقة بين كونهم أقباطًا أو مسلمين. أما السفير محمد رفاعة الطهطاوى المتحدث الرسمى باسم الأزهر، فقال: إن الأزهر الشريف يأسف أسفا شديدا للأحداث التى شهدتها محافظة الجيزة وإصابة عدد من المواطنين المسيحيين والقيادات الأمنية.. واصفا تلك الأحداث بالمؤلمة، وعلي المصريين بمختلف معتقداتهم أن يلجأوا إلي الاعتصام بالوحدة الوطنية والامتثال لأحكام القانون. وأضاف الطهطاوى: إن د. أحمد الطيب شيخ الأزهر يتابع الأحداث الحالية.. معبرا عن أسف شيخ الأزهر الذى دعا جميع الجهات المسئولة بمعالجة الأمور بحكمة، انطلاقا من روح الوحدة الوطنية والأخوة والحرص على استقرار مصر. اهتمام إسرائيلى وعلي صعيد ذي صلة، فقد أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتمامها بمتابعة تطورات هذه المظاهرة؛ ونشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" تحت عنوان: "مقتل مسيحي في مظاهرة من أجل بناء كنيسة في مصر": إن مصر شهدت وقوع اشتباكات عنيفة بين مئات المسيحيين وقوات الأمن بمحافظة الجيزة بسبب قرار السلطات المصرية وقف بناء كنيسة، الأمر الذي أدى إلى مقتل مسيحي وإصابة 31 من بينهم أفراد تابعة لقوات الأمن التي اعتقلت 100 مسيحي من المشاركين في المظاهرة. وذكرت "يديعوت" - نقلاً عن قناة "الجزيرة" - أن حوالي 200 مسيحي قاموا بإغلاق الطريق المؤدي إلى مكتب محافظة الجيزة الواقع بجنوب غرب القاهرة، وقاموا برشق قوات الأمن بالحجارة ورميهم بقنابل المولوتوف.. مرددين: "بالروح بالدم نفديك يا صليب"! وأضافت أن قوات الأمن المصرية قامت بالرد على المتظاهرين بإطلاق الغاز المسيل للدموع، واندلعت المواجهات التي أسفرت عن مقتل شاب في العشرينات من عمره وإصابة العشرات فضلاً عن اعتقال 100 مسيحي. وقالت "يديعوت" - نقلاً عن شبكة البي بي سي اللندنية - ان سبب المظاهرات التي حدثت صباح اليوم هو منع السلطات المصرية المسيحيين من بناء بعض المنشآت الملحقة بالكنيسة من تبرعاتهم الخاصة التي بلغت حوالي 7.5 مليون جنيه! وأشارت إلى أن عدد المسيحيين في مصر يمثل 10% من السكان البالغ عددهم 79 مليون نسمة. واختتمت الصحيفة الإسرائيلية القول بزعم أن المسيحيين في مصر يعانون الاضطهاد بسبب دينهم وأن الحكومة المصرية تمنعهم من بناء أماكن العبادة.