سعر الذهب اليوم الثلاثاء 17-9-2024 في مصر.. «تحديث لعيار 21»    وزير المالية: صرف 67 مليار جنيه لدعم 3 آلاف شركة مصدرة    وزير خارجية المجر: لايمكننا مواجهة الهجرة غير الشرعية دون مشاركة مصر    الرئيس السيسي وملك الأردن يشددان على ضرورة وقف الحرب في غزة فورا    كشف غموض العثور على جثة موظف بالمعاش مقيد داخل مسكنه في الجيزة    «الأرصاد»: ارتفاع الحرارة خلال الأيام المقبلة 5 درجات مئوية    إنقاذ فتاة حولت الانتحار من أعلى كوبري بالفيوم    "المصرية للكاريكاتير" تنعى الفنان أحمد قاعود    أهل مصر.. قصور الثقافة تواصل الأسبوع الثقافي لأطفال المحافظات الحدودية بمطروح    وزير الأوقاف ينعى الإذاعية القديرة سميَّة إبراهيم    دعاء خسوف القمر.. ردد أفضل الأدعية تفتح الأبواب المغلقة    «حياة كريمة» تطلق قوافل طبية مجانية في سوهاج    رئيس جامعة بنها: الانتهاء من كافة أعمال الصيانة بالمدن الجامعية قبل بدء الدراسة    «القومي للإعاقة» يفتتح ورشة عمل لتدريب أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية على آليات التعامل مع ذوي الهمم    «تنمية المشروعات»: تنفيذ خطة تدريبية متكاملة لكل العاملين بالجهاز    وكيل تعليم مطروح يطمئن على توفير معايير الأمن والسلامة بالمدارس وصرف الكتب الدراسية (صور)    قيادات جامعة القاهرة تتفقد اليوم الأول للكشف الطبي على الطلاب الجدد    زلزال بقوة 5.1 درجة يضرب ولاية تكساس الأمريكية    وزيرة الصحة الفلسطينية السابقة: مصر حريصة على إدخال المساعدات لغزة    ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات أوروبا الوسطى إلى 16 قتيلا وعشرات الجرحى    مالي.. انفجارات وإطلاق نار في العاصمة باماكو    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء والقنوات الناقلة.. أبرزها مواجهات دوري أبطال أوروبا    صباح الكورة.. لاعب الأهلي يتمسك بالرحيل وأزمة طاحنة في الزمالك قبل السوبر الافريقي    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 والقنوات الناقلة    محسن هنداوي: تركت كرة القدم بسبب الظلم وأعمل في تجارة الحديد    محسن صالح: انتقال محمد علي بن رمضان للأهلي لن يتم في الوقت الحالي    اتحاد الكرة يجتمع الخميس لتحديد موعد انتخابات رابطة الأندية وخليفة بيريرا    إنترناسيونال يهزم كويابا في الدوري البرازيلي    محافظ أسوان يتفقد عددا من المدارس للاطمئنان على جاهزيتها لاستقبال العام الدراسى الجديد    تعليم القاهرة تعلن مواعيد دخول الطلبة للمدارس في جميع المراحل.. التفاصيل    التعليم العالي: غلق كيان وهمي جديد بالشرقية    بعد شكاوى «الخط الساخن».. «مياه قنا» توضح حقيقة «التلوث»    بمختلف المحافظات..رفع 47 سيارة ودراجة نارية متهالكة    إصابة 21 عاملا زراعيا في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالبحيرة (أسماء)    تفاصيل التحقيق مع المتهمين بالاستيلاء على مبلغ مالي من تاجر في الهرم    عامل يحرق مصنعا فى أكتوبر بالمولوتوف بسبب طرده من العمل    وصف تصرفات إثيوبيا ب«العبث».. ماذا قال وزير الري عن الملء الأحادي ل«سد النهضة»؟    العليا للحج تكشف عن الضوابط الجديدة لموسم العمرة الجديد.. فيديو    قبل ساعات من إطلاقها.. تعرف على أهداف مبادرة "بداية جديدة"    وزير الإسكان ومحافظ الجيزة يستعرضان مخطط تطوير المنطقة المحيطة بالأهرامات    ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة ل41 ألفا و252 شهيدا    مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح يكرم الفنان الرومانى قسطنطين كرياك    وصول 63 ألف طن قمح روماني و2100 رأس عجول حية لميناء سفاجا البحري    وزير الأوقاف السابق: من يسرق الكهرباء فهو يسرق الشعب والدولة    محافظ الجيزة يفتتح اليوم معرض أهلا مدارس بشارع فيصل    أستاذ صحة عامة: مبادرة «100 يوم صحة» قدمت ملايين الخدمات للمواطنين مجانا    خالد عبد الغفار يبحث تعزيز استخدام التكنولوجيا بالقطاع الصحي    فيلم رحلة 404 ليس الأول.. تاريخ ترشيحات مصر لجائزة أوسكار    أسعار المكرونة اليوم الثلاثاء 17-9-2024 في أسواق ومحال المنيا    موعد عرض الحلقة 4 من مسلسل برغم القانون بطولة إيمان العاصي.. هل تفقد طفلها؟    إعلام إسرائيلي: نتنياهو يحصل على ضوء أخضر لضم جدعون ساعر    السودان يعلن عن بشرى سارة لمواطنيه المقيمين في سلطنة عمان    "جولة منتصف الليل".. إحالة 4 أطباء في مستشفى بأسيوط للتحقيق    تفاصيل انطلاق اختبارات «كابيتانو مصر» لاكتشاف المواهب الشابة بمحافظة قنا    تكريم 100 طالب والرواد الراحلين في حفظ القرآن الكريم بالأقصر    دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعًا    د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله    وكيل صحة الإسماعيلية تبحث استعدادات مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كاتبة وكاتب.. وثالثهما الحب
نشر في صوت البلد يوم 19 - 10 - 2015

يحفل الوسط الأدبي بثنائيات أدبية عديدة وعلاقات عاطفية دامت سنوات طويلة، بعضها استمر مراسلات أدبية ووجدانية ولم تتوج بلقاء أبدا، وبعضها انتهى نهاية مأساوية بالانتحار، وكثير من القصص انتهت بالانفصال والغياب والفشل، ولم يكتب النجاح لغالبية هذه العلاقات.
غير أنها وإن فشلت اجتماعيا وعاطفيا لكنها أنتجت مادة إبداعية شغلت النقاد والقراء وكانت تتنوع بين أكثر من جنس أدبي كالمراسلات التي دارت بين مي زيادة وجبران خليل جبران، وبين غادة السمان وغسان كنفاني، وكنتاج شعري كالذي كتبته سيلفيا بلاث وزوجها تيد هيوز، والكتابات الفلسفية التي أنتجتها علاقة جان بول سارتر وسيمون دو بوفوار.
علاقات عاطفية كثيرة دخلت مساحة التواصل من باب واسع هو الإبداع واستندت إلى جدار الحب، تكسرت المشاعر على ذلك الجدار وتهاوت مثل نجم يائس لكن الباب ظل مفتوحا، مات الحب وظل الإبداع شاهدا يسجل كل تفاصيل الحالات النفسية التي مر بها الثنائي الأدبي.
الثنائي الأندلسي ولادة بنت المستكفي وابن زيدون العاشق المعذب الذي دفع ثمن حبه لولادة ابنة آخر خلفاء بني أمية في الأندلس التي علمت كل العشاق كيف تنتصر لذاتها عاشا علاقة قاسية وحبا لا يهادن في مرحلة كانت فيها المؤامرات السياسية والصراعات تلعب دورها حتى في العلاقات العاطفية بين العشاق.
التقى ابن زيدون الأندلسي بالأميرة الشاعرة ولادة بنت المستكفي في النصف الأول من القرن الحادي عشر والتي كانت قد أقامت صالونا أدبيا لشعراء وأدباء عصرها، وكتبت قصائد اخترقت فيها القيم الاجتماعية السائدة في مجتمعها، وخرجت عن مألوف عصرها فكتبت الغزل في عشاقها واستخدمت لغة جريئة في العشق ووصف لقاءات الحب الحميمة، وهذا لم يكن شائعا ولا حتى مقبولا في تلك الحقبة خاصة وأنه صادر عن امرأة وأميرة.
أعجب ابن زيدون بولادة وبادلته الإعجاب وسرعان ما نشأت بينهما علاقة قوية تفجرت على شكل قصائد خالدة، تبادلا الحب والأشعار وأنتجا رسائل شعرية خاصة أثرت المكتبة العربية، فقد كتب ابن زيدون الكثير من القصائد في حب ولادة على الرغم من مشاعر الأسى والحزن التي تعتريه بسبب صدها له في معظم الأوقات وبعدها عنه، ومن هذا الشعر القصيدة المشهورة التي يقول في مطلعها:
الغيرة جعلت التداني تنائيا
أضحى التنائي بديلا عن تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا وما ابتلت جوانحنا
شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
وقد بذل ابن زيدون في قصائدة الموجهة إلى ولادة كل جهده في إظهار حبه الراسخ لها ووفائه واستمرار اعتبارها مصدر إلهامه على الرغم من التهمة التي وجهتها إليه ولادة بخيانته لها مع جاريتها وسوء تعامله معها كما ينبغي لأميرة.
وحين تدخلت مكائد السياسة لم تبق علاقة ابن زيدون بولادة على ما هي عليه من صفاء ومودة، فقد دخل الى حلبة الميدان منافس جديد له هو الوزير ابن عبدوس، الذي راح يكيد لابن زيدون ويختلق له الأخبار الكاذبة يبثها لولادة حتى تبتعد عنه، ولأن ولادة كانت تغار عليه كثيرا فقد دس لها ابن عبدوس خبرا مفاده أن ابن زيدون يعشق جارية لها مما جعلها تبدي له الصدود والفتور ، ومن شعرها ما قالته في عشق ابن زيدون لجاريتها:
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا
لم تهو جاريتي ولم تتخيّر
وتركت غصناً مثمراً بجماله
وصخت للغصن الذي لم يثمر
ولقد علمت بأني بدر السما
لكن ولعت لشقوتي بالمشتري
وأثرت الاضطرابات السياسية على ابن زيدون وتعاونت الأحوال التي كانت سائدة في ذلك العصر، وما نتج عنها من مؤامرات ووسائل لم ينج منها أي شيء حتى الحب الصادق في الزج بابن زيدون في السجن ونجح ابن عبدوس وأعوانه في تدبير مؤامرة ضده لإبعاده عن طريق ولادة ومن سجنه راح ابن زيدون يئن ويتعذب، ويكتب الكثير من القصائد الخالدة عن حبه .
هرب ابن زيدون من سجنه في قرطبة إلى اشبيلية، وقد استطاع أن يصل إلى مكانة مرموقة لدى أميرها، لكن حبه بقي يعاوده وحنينه إلى ولادة بقي يعذبه من حين لآخر واستمر يستعطف رضاها وحبها.
وقيل إنها انصرفت إلى غريمه الوزير ابن عبدوس وأقامت علاقة معه انتصارا لغيرتها وانتقاما من ابن زيدون الذي فضل جاريتها عليها واعتبرت علاقتها بابن عبدوس علاقة ترويح عن النفس أما قلبها فظل محبا لابن زيدون حتى وفاته، وقد عاشت بعده عقدين ولم تتزوج وقيل إنها عمرت فوق المئة سنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.