وأوضح القائمون على الموقع ان الشريط صور بواسطة كاميرات كانت موضوعة على مروحة "اباتشى" الامريكية، والتى كانت تستخدم فى العاصمة العراقية، وأكد الموقع انه لن يكشف ابدا عن هوية من سرب الشريط. جدير بالذكر، ان موقع "ويكيليكس" والذى دائما ما يقول انه ينشط من اجل حرية الاعلام، غالبا ما ينشر وثائق وشرائط مصورة تسرب اليه سرا. ويقول آدام بروكس، مراسل "بى بى سى" فى واشنطن، ان الشريط مصور بتقنية عالية وواضح جدا ويبدو حقيقى، والصوت الذى يرافق الشريط المصور، فهو ينقل الحديث الذى كان جاريا بين طاقم المروحية الامريكية والجيش الامريكى على الارض، فيما لم ترد أى ردة فعل من وزارة الدفاع الامريكية حتى الآن. ويظهر الشريط المصور ثمانية الاشخاص يسيرون فى شارع، فيما يظن طاقم المروحية انهم مسلحين فيفتح عليهم النار من المروحية ويقتلهم، ثم يظهر بعد ذلك سيارة تأتى الى المكان لنقل المصابين، إلا أن المروحية تفتح النار عليهم أيضا ليصل عدد القتلى الى 12 شخصا بينهم طفلين، وتم كشف بعد ذلك ان صحفيين كانا يعملان لصالح وكالة رويترز للانباء قتلا فى هذا الحادث. من جهته، قال ديفيد شليزنجر، رئيس تحرير الاخبار فى رويترز، فى بيان نشره الموقع: "هذا الشريط هو دليل مصور على الاخطار التى تواجها مهنة الصحافة والمآسى التى يمكن ان تنتج عنها". جدير بالذكر، ان ادارة موقع "ويكيليكس" كانت تشتكى مؤخرا من فرض المراقبة عليها من قبل الادارة الامريكية، وكذلك تدخل عدد من الحكومات الاخرى، والتى تظهر وثائق مسربة الى الموقع ضلوعها فى بعض القضايا. وأكد جوليان أوجونز، رئيس تحرير الموقع، فى مقابلة صحفية، انه واثق من صدقية الشريط، كما ان الصحفيين اللذين قتلا هما نمير نور الدين، وسعيد شماغ، والتسعة الآخرين كلهم عراقيين. وأضاف: "المروحية كانت توفر الدعم الجوى لقوات أمريكية أثناء قيامها بعملية عسكرية فى حى بغداد الجديدة، ومصداقية الشريط أكدتها التحقيقات التى قام بها مكتب وكالة رويترز للانباء، بالإضافة إلى تقارير الشرطة العراقية وتقرير ديفيد سيكل، مراسل صحيفة الواشنطن بوست الامريكية فى العراق، الذى كان يرافق الجيش الأمريكى"، وتابع قائلاً: " الأطفال العراقيين الذين أصابتهم المروحية الأمريكية، لم يتم تعويضهم حتى الآن،بالإضافة إلى عدم تعويض أهالى القتلى المدنيين العراقيين الذين حاولوا إسعاف الصحفيين، وأشار إلى أنه يمكن لأى جهة قانونية أو حقوقية، رفع دعاوى تعويض ضد القوات الأمريكية استناداً إلى الشريط. وكشف رئيس التحرير، قائلاً: "لدى الموقع مصادر داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية وجهات حكومية أخرى، تبدى استياءها الدائم من سير العمليات فى العراق وأفغانستان، وهى التى زودت الموقع بالشريط، وبعض المواد الأخرى كانت مشفرة من قبل القوات الأمريكية، وذلك بهدف منع الآخرين من الاطلاع على مضمونها، إلا ان الخبراء تمكنوا من فك الشيفرة وبثها". فيما نقل عن متحدث عسكرى امريكى قوله ان القيادة العسكرية تنظر فى محتوى الشريط للحصول على معلومات إضافية، رغم عدم صدور أى تعليق رسمى امريكى حيال هذا الموضوع.