عبر وزير الأمن الداخلى فى إسرائيل أفى ديختر عن قلقه اليوم الاثنين، من أن تؤدى زيادة فى الاحتجاجات الفلسطينية العنيفة بالضفة الغربيةالمحتلة إلى اندلاع انتفاضة جديدة إذا أسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى. وكانت وفاة فلسطينى فى سجن إسرائيلى السبت الماضى وإضراب أربعة سجناء فلسطينيين آخرين عن الطعام زادا التوتر فى الضفة الغربية حيث اشتبك فلسطينيون بالحجارة مرارا مع جنود إسرائيليين فى الأيام القليلة الماضية. وقال ديختر، للإذاعة الإسرائيلية، "وقعت الانتفاضتان السابقتان نتيجة لسقوط عدد كير من القتلى (خلال احتجاجات).. يمثل سقوط قتلى وصفة مؤكدة تقريبا لتصعيد أعنف". وتابع ديختر إنه يجب على إسرائيل أن تتحسس خطاها عند التصدى لأى احتجاجات متهما الفلسطينيين بمحاولة الظهور فى صورة الضحايا قبل زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للمنطقة الشهر المقبل، مضيفا "لا أعتقد أن السلطة الفلسطينية ستكسب من وراء انتفاضة مثلما لم تكسب أى شىء من الانتفاضتين الأولى والثانية.. لكننى سأقول إنه وبعدما اتبعوا تفكيرا ضعيفا ومشوها عبر السنوات فإنهم لا يدركون دائما ما هى مصلحتهم"، لافتا إلى "إنهم (الفلسطينيون) يحاولون جرنا إلى وضع يسفر عن سقوط قتلى من الأطفال". وانتشر الجنود الإسرائيليون بكثافة اليوم فى جنازة عرفات جرادات (30 عاما) الذى اعتقل قبل أسبوع واحد فقط لرشقه سيارات إسرائيلية فى الضفة الغربية بالحجارة. ويقول مسئولون فلسطينيون إن جرادات توفى بعدما تعرض للتعذيب، فيما تقول إسرائيل إن تشريحا للجثة أجراه طبيب شرعى فلسطينى غير مقنع وإن إصابات جردات مثل كسر فى الضلوع ربما نجمت عن الجهود لإنعاشه. وتأجج إحباط الفلسطينيين بسبب التوسع الاستيطانى فى الضفة الغربية وجمود عملية السلام منذ عام 2010 والشقاق القائم منذ وقت طويل بين السلطة الفلسطينية بزعامة الرئيس محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التى تسيطر على قطاع غزة. وقال ياسر عبد ربه وهو من كبار مساعدى عباس إن تعامل إسرائيل مع مسألة السجناء وعنف المستوطنين المناهض للفلسطينيين هما "سبب التدهور". وطالبت إسرائيل أمس الأحد بأن تضع السلطة الفلسطينية حدا للاحتجاجات التى نظم الكثير منها فى مناطق تقع خارج نطاق سيطرة السلطة. وقال عباس إنه لن يسمح باندلاع انتفاضة مسلحة ثالثة لكن مسئولين فلسطينيين حذروا من خروج الأمور عن السيطرة. ويوجد نحو 4700 فلسطينى فى السجون الإسرائيلية. ويرجح أن تؤدى وفاة أى من المضربين عن الطعام والذين يقبل أحدهم الطعام بشكل متقطع منذ أكثر من 200 يوم إلى المزيد من العنف واسع النطاق. واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى فى عام 1987 وانتهت فى عام 1993 بتوقيع اتفاقات السلام المؤقت فى أوسلو، أما الثانية فكانت فى عام 2000. وقتل أكثر من ألف إسرائيلى فى السنوات السبع التالية نصفهم فى هجمات انتحارية استهدفت مدنيين فى الأغلب. وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 4500 فلسطينى.