ومما زاد من سوء الطريق تشغيل ميناء دمياط، حيث زادت الحركة التجارية وانتشرت عليه سيارات النقل الثقيل، والطريق لا يتحمل هذه الأعداد مما نتج عنه وقوع حوادث شبه يومية يروح ضحيتها الأبرياء، ورغم طلبات الإحاطة والاستجوابات المقدمة لمجلس الشعب فإن الطريق مازال كابوساً يهدد الجميع. يقول جمال الزاني عضو مجلس الشعب عن دائرة الزرقا أنه تقدم بعدة طلبات إحاطة وبيان عاجل بمجلس الشعب، كما تقدم لرئيس الوزراء ووزير النقل لحل مشكلة هذا الطريق منذ عام 2006 ولم يتم حتي الآن الرد .. مشيراً إلي أن الطريق غير موجود علي الخريطة.. مؤكدا أن الطريق يعد مهزلة بكل المقاييس وأن عدم ازدواجه معناه مزيد من حصد أرواح الأبرياء. ويضيف محمد كسبة، عضو مجلس الشعب عن دائرة فارسكور: إن هذا الطريق صداع أزلي في رأس الجميع، وقد تقدمت إلي لجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس الشعب لسرعة ازدواجه حفاظا علي أرواح المواطنين وحقنا للدماء التي نراها يوميا، وقد أعلن وزير النقل والمواصلات أنه سيتم إدراج هذا الطريق في الخطة ضمن مشروعات ازدواج الطرق علي مستوي الجمهورية سواء الصعيد أو وسط الدلتا. ويؤكد المهندس فؤاد حسن أنه بعد إنشاء ميناء دمياط ونمو الحركة الاقتصادية ازداد عدد المركبات التي تمر علي الطريق، وفي ظل عدم احترام قواعد وقوانين المرور وغياب ثقافة القيادة الواعية علي الطريق تحول الطريق إلي مصيدة للأبرياء، ناهيك عن تصرفات المواطنين بصورة غير حضارية وانفعالية عند وقوع الحوادث وقيامهم بعمل مطبات عشوائية نتيجة انفعالهم مع الحادث فازدادات الأمور سوءاً. ويضيف حسن أن قوة عربات النقل الثقيل المتجهة إلي ميناء دمياط أدت إلي تدمير هذا الطريق، بالإضافة إلي السائقين الذين يقفون بسياراتهم علي جانبي الطريق، الأمر الذي يؤدي إلي اختناق مروري مع أن الطريق لا يحتمل مرور سيارتين في وقت واحد. ولم يقتصر الأمر علي هذا فقط، فإن ما يشهده هذا الطريق يومياً من حوادث يكفي، فمتوسط ضحاياه في الأسبوع يصل إلي عشرة أفراد. يقول محمد أبو النجا من الأهالي: إنه منذ أيام بالقرب من مدينة فارسكور انتهت عربة ميكروباص بكل ركابها، وفي أبريل الماضي فقدت مدينة السرو ثلاثة من أبنائها في الوصلة بين مدينتي السرو والزرقا وهم ذاهبون إلي عملهم في الصباح الباكر، وفقد اثنين من العزب المجاورة وجرح أكثر من عشرة أفراد ومازال بعضهم يتوكأ علي عصاه حتي الآن، وقد حرمت الأسر من عوائلها أسر المصابين من مصادر دخل يعيشون منها لتعطلهم عن العمل بسبب الإصابة حتي الآن، وتتكرر الحوادث في كل منحني ومنذ سنوات والضحايا في ازدياد فالطريق علي حاله منذ إنشائه في عهود ما قبل الثورة ما عدا تدبيش بعض المناطق بين حين وآخر ولكنها لم تمنع الحوادث، وقد كلمنا المسئولين دون فائدة. ويري أحمد بهجت من الأهالي أنه رغم حجم الضغوط وحجم الكثافة المرورية بالمقارنة مع عرضه الذي لم يتغير منذ إنشائه فهناك بدائل مثل تغطية الترعة الفرعونية أو نقلها إلي المزارع الخلفية أو تشغيل طريق سكك حديد الدلتا - الفرنساوي - التي تم إلغاؤها واستولي الفلاحون علي بعض قطع منها، ويمكن أن يكون طريقا للذهاب إلي أن يظل الطريق الأساسي.. الحلول كثيرة ولكن الأهم هو إنقاذ الأرواح.