طالبت حركة طالبان بتعديل الدستور الأفغاني ليتماشى مع الشريعة الإسلامية، فيما أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن جنديا جورجياً فُقد، وقد بدأت عملية بحث عنه سعيا للعثور عليه وإنقاذه. وقالت الحركة في إعلان عقب اجتماع مع الأطراف السياسية الأخرى بأفغانستان في ضاحية بشمال باريس- إن الدستور الأفغاني الحالي لا قيمة له لديها، لأنه صيغ في ظل طائرات بي 52 الحربية ومن وصفتهم بالمحتلين. وأضافت الحركة أن الإمارة الإسلامية -حسبما كانت تسمي أفغانستان في أثناء حكمها (1996-2001)- "تحتاج إلى دستور يستند إلى الأسس المقدسة للإسلام والمصلحة الوطنية والإنجازات التاريخية والعدالة الاجتماعية"، مشددة على ضرورة ألا تكون أي مادة مخالفة للأحكام الإسلامية. وشاركت حركة طالبان للمرة الأولى في اجتماع غير مسبوق لأطراف النزاع الأفغاني انعقد الخميس والجمعة قرب شانتيي شمال باريس، لإجراء محادثات غير رسمية حول مستقبل عملية السلام في أفغانستان. وشارك في اللقاء ممثلون لحكومة الرئيس حامد كرزاي والمعارضة السياسية وطالبان والحزب الإسلامي الذي يعتبر الحركة المسلحة الثانية الأهم بعد طالبان. ويهدف هذا الاجتماع إلى تسريع وتيرة الجهود لإقناع طالبان ومعارضين آخرين للرئيس كرزاي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، لتحديد كيفية حكم أفغانستان بعد انسحاب القوات الغربية مع نهاية 2014. وأعدت حكومة كرزاي خريطة طريق لإعادة إرساء السلام تسعى لإقناع طالبان ومجموعات أخرى من المسلحين بالموافقة على وقف لإطلاق النار بهدف المشاركة في إرساء الديمقراطية الناشئة. وخطت إدارة كرزاي خطوة أولى في هذا السياق تمثلت في ضمان الإفراج عن قادة طالبان المعتقلين في باكستان المجاورة. لكن طالبان أكدت في إعلانها أن "المحتلين وأصدقاءهم لا يملكون خريطة طريق واضحة لإعادة إرساء السلام". وحتى الآن، رفضت طالبان التفاوض مع الحكومة الأفغانية التي يعتبرون أنها "دمية في يد الولاياتالمتحدة"، وتوقفت المفاوضات مع المسئولين الأمريكيين في مارس الماضي.