وكانت السلطات العراقية قد قامت نهاية يوليو الماضي بالسيطرة على معسكر "أشرف" بالقوة، الذي يضم عناصر المنظمة، ولقى سبعة أشخاص غير مسلحين من الحركة مقتلهم وأصيب 145 آخرين بإصابات مختلفة. وقال مسئول بوزارة الداخلية العراقية، إن 100 من مقاتلي الجماعة و45 من عناصر الشرطة العراقية أصيبوا بجروح خلال حملة دهم استهدفت المعسكر بناء على أوامر من الحكومة العراقية للسيطرة عليه. وكانت إيران اتهمت القاهرة بأنها تنوي استضافة عناصر المنظمة، وهدد نائب وزير الخارجية الايراني حسين شيخ الإسلام، باستعداد بلاده ل"الرد"، إذا استضافت مصر أعضاء من منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة. وأضاف "إن مصر ارتكبت الكثير من الاخطاء في ما يتعلق بإيران، ولكن من غير المتوقع أن تتحدى طهران بشأن هذه القضية". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن ما وصفته ب"مصدر عراقي مطلع" قوله إن زعيم مجاهدي خلق، مسعود رجوي، كان يحاول لقاء مسؤولين في الحكومة العراقية، وقد توسطت له في سبيل ذلك شخصيات أمنية وسياسية عريبة. وبحسب ما نقلته الوكالة، فإن اللواء محمد الذهبي، مدير المخابرات العامة الأردنية السابق، قام، وقيل إقالته من منصبه نهاية عام 2008، قد طرح طلب رجوي إجراء محادثات مع المسوولين العراقيين حول وضع التنظيم في العراق، وذلك من خلال اتصاله مع مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي. وأشار المصدر إلى رفض الربيعي لهذا الطلب، كما أشار إلى أن اللقاء المطروح كان سيتم في العاصمة الأردنية، عمان، متهما السلطات الأردنية باحتضان معسكر لمجاهدي خلق قرب مطار عمان القديم في منطقة مارکا. وأضافت الوكالة الإيرانية الرسمية أن مدير الاستخبارات السعودية، الأمير مقرن بن عبد العزيز کان قد أجرى بدوره اتصالا هاتفيا الربيعي حول موضوع معسكر التنظيم وإخراج مجاهدي خلق من العراق، ونقلت عن المصدر قوله إن للحكومة السعودية اتصالات مكثفة مع الجماعة الإيرانية المعارضة. كما أوردت أن قيادات من مجاهدي خلق قابلت عددا من مسؤولي الاستخبارات السعودية في مدينة قبرصية. وتابعت الوكالة سيل اتهاماتها، بحسب تعبير موقع "سي.إن.إن"، فقالت إن اللواء عمر سليمان، رئيس الاستخبارات المصري، قام بعد ذلك أيضا باتصال هاتفي مع الربيعي، حيث طالب بعدم اتخاذ أي إجراء ضد "مجاهدي خلق" في العراق، و"أصر على بقائها في الأراضي العراقية". الجدير بالذكر أن الدول التي وجه التقرير الإيراني الوارد تصنف ضمن ما يعرف ب"معسكر الاعتدال" الذي يضم عدة دول عربية سبق لها أن أعربت عن مخاوفها حيال نفوذ إيران المتزايد في المنطقة ودعمها لبعض الحركات المسلحة. يشار إلى أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة مصنفة بوصفها منظمة إرهابية من قبل إيران والعراق والولايات المتحدةالأمريكية وكندا، غير أن الاتحاد الأوروبي لا يعتبرها منظمة إرهابية، بعد أن أسقط هذا الأمر في وقت سابق من العام الحالي. ويقيم نحو 3500 شخص في معسكر أشرف، معظمهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، منذ حوالي 25 عاماً بعد أن فروا من السلطات الإيرانية.