حينما يطالب الشعب بتحقيق أهداف ومطالب ثورته؛ فعلى الجميع أن ينصاع ويرضخ له، مهما كانت المبررات، التى أدت إلى خروج الثوار مرة أخرى في جمعة الإصرار على أهداف ثورتهم، فقد مرت خمسه أشهر ولم يرَ الشعب ما تقر به عينه ويرتاح باله؛ فرأس النظام السابق يعيش في مستشفى خمسة نجوم بشرم الشيخ هو وزوجته.. وولديه كائنان في سجن طره في رغد من العيش، وقدر لم يتغير من التقدير والاحترام ومعهما بعض رموز النظام السابق، والمحاكمات بطيئة لدرجة استفزاز مشاعر الناس، بل إن البعض تمت تبرئته مثل الفقي وغالي من تهم إهدار المال العام على انتخابات الحزب الوطني!! ودم شهداء الثوره مازال رخيصا لدى المسئولين الذين لا زالوا يساومون أهلهم على قبول الدية لتمكين قاتليهم من الفرار بجرائمهم، بل إن الضباط الذين اتهموا بقتلهم تم الإفراج عنهم.. والمليارات التى نهبوها من أموال الشعب لم يعد منها مليم واحد، ولا تزال الأسعار تلتهم الأجور التى لا تكفي سد حاجة المواطن العادي.. والأمن لم يعد بالقدر المناسب للشارع المصرى وبلطجيه النظام البائد يرتعون في الشوارع ويهددون أمن الناس ورئيس الحكومة لا يستطيع اتخاذ قرارات حاسمة في وزارته؛ فنراه يقبل استقالة نائبه والمجلس العسكرى يرفضها، ويطالب بإقالة بعض الوزراء والمجلس العسكرى يرفض طلبه.. إلى أن وصلت الحال إلى ما كان عليه يوم الثامن من يوليو في جمعة الإصرار والتى ولأول مرة ينادي فيها الثوار ضد المجلس العسكري للقوات المسلحة في تطور خطير لن يستفيد منه سوى العملاء والمنافقين وأعداء الوطن. إن الشعب هو مصدر جميع السلطات، والجيش والشرطة وكل مؤسسات الدولة يجب ان تكون في خدمة هذا الشعب، وتعمل لتحقيق مطالبه؛ وذلك ليس منّة من هذه المؤسسات بل هو فرض عليها أن تحترم إرادة من ولاها إدارة أموره؛ لذلك كان على المجلس الأعلى للقوات المسلحة سرعة تقدير الموقف وفقا للظروف الراهنة واتخاذ القرار السليم الذي يرضي الشعب مهما كانت عواقبه التى ستحل على رأس النظام السابق وأعوانه لأنهم زائلون والشعب هو الذي سيبقى كريما مع من يحترمه عاصفا بمن لا يعرف قدره. وليعلم الجميع أن إراده الجماهير أقوى مما سواها وصوت الجماهير يعلو فوق أى صوت.. وليعلم القاصي والداني أنه ومنذ اندلاع الثورة وكل اجهزة المخابرات الامريكية والصهيونية والغربية تضع الخطط والمؤامرات لإفشالها سعيا وراء انتخاب حاكم تمهد له جميع السبل كي يطمئن الشعب له ويرضى عنه وينتخبه في الوقت الذي يكون فيه على مستوى مناسب من التنسيق والتعاون المستتر معهم.. وعلى الشعب أن يحذر من مغبة تلك المؤامرات وليتمسك بثورته ولا يخشى في الحق لومة لائم، وعلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن ينصاع وبأسرع ما يكون لتلبية إرادة شعب أراد الحياة فاستجاب له القدر، وإلا فلن يعرف سوى الله ما ستصير إليه الأمور.