وزير التعليم العالي وسفير الأردن يبحثان دعم التعاون الأكاديمي والبحثي -تفاصيل    صعود شبه جماعي لمؤشرات البورصة في منتصف تعاملات الثلاثاء    وزير الإنتاج الحربى يفتتح مصنع الرزينة بشركة "هليوبوليس للصناعات الكيماوية"    رئيس "نقل النواب" يستعرض مشروع قانون إنشاء ميناء جاف جديد بالعاشر من رمضان    صحة غزة: ارتفاع إجمالي الشهداء إلى 42 ألفًا و718 فلسطينيًا    إيران: جيراننا أكدوا عدم سماحهم استخدام أراضيهم وأجوائهم ضدنا    كوريا الشمالية تنفى إرسال قوات لروسيا لمساعدتها فى حربها ضد أوكرانيا    قبيل الانتخابات الأمريكية.. تحول تاريخى فى مراكز الدولار وتقلص الرهانات السلبية    واشنطن بوست: هاريس وترامب متعادلان في استطلاع للرأي في سبع ولايات    رئيس لجنة الحكام يحسم الجدل.. هل هدف أوباما بمرمى الزمالك في السوبر كان صحيحيًا؟    «الاحترام أهم من البطولات».. كواليس جلسة محمد رمضان مع الخطيب بعد أزمة كهربا    أيمن الشريعي: الأهلي المنظومة الأنجح ولكن لا يوجد أنجح مني    رجلان وسيدة يستدرجون شابًا لابتزازه في الشرقية    7 مصابين في انقلاب سيارة ربع نقل بالشرقية    تواصل عمليات انتشال الشهداء والمصابين من تحت الأنقاض أمام مستشفى رفيق الحريري    داعية إسلامي: هناك جانبًا مظلمًا في فهم القضاء والقدر    رئيس هيئة الاعتماد: الأخطاء الطبية ثالث سبب للوفاة فى العالم    السبت.. جامعة طنطا تنظم قافلة طبية وبيطرية مجانية بقرية شبرا النملة    الموافقة على بدء إجراءات إنشاء جامعة الوادي الجديد الأهلية -تفاصيل    بيروح وراهم الحمام.. تفاصيل صادمة في تح.رش موظف في مدرسة بطالبات الإعدادي    مشيرة خطاب: خطة عمل متكاملة عن الصحة الإنجابية بالتعاون مع منظمات دولية    احتفالات أبوسمبل.. رقص السائحات خلال تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني| صور    حفل هاني شاكر في مهرجان الموسيقى العربية الليلة «كامل العدد»    برغم القانون الحلقة 28.. فشل مخطط ابنة أكرم لتسليم والدها إلى وليد    وزيرا الشباب والرياضة والتعليم يبحثان التعاون في إطار مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان    الأعلى للطاقة بدبى: نتعاون مع جهاز الكهرباء بمصر لتشجيع الدول لإنشاء أجهزة مماثلة    رومانو يكشف عرض نابولي لتجديد عقد كفاراتسخيليا    وزير الأوقاف يلتقي رئيس إندونيسيا بقصر الرئاسة بجاكرتا - صور    «الصحة»: إضافة الأمراض النادرة لقانون صندوق الطوارىء الطبية أداة فعّالة لعلاجها    فى اليوم العالمى له، اعرف ماهو التلعثم والتأتأة وأسباب إصابة الأطفال بهما    مجلس النواب يوافق على تشكيل لجنة القيم بدور الانعقاد الخامس    أمين الفتوى: احذروا التدين الكمي أحد أسباب الإلحاد    عشرات النواب الأمريكيين يدعون بايدن للسماح بدخول الصحفيين إلى غزة    واقعة فبركة السحر.. محامي مؤمن زكريا: اللاعب رفض التصالح وحالته النفسيه سيئة    وزير الزراعة يطلق مشروع إطار الإدارة المستدامة للمبيدات في مصر    وزير التعليم للنواب: لا يوجد فصل الآن به أكثر من 50 طالبا على مستوى الجمهورية    إصابة 8 أشخاص إثر انقلاب سيارة ربع نقل في الشرقية    نائب وزير المالية: «الإطار الموازني متوسط المدى» أحد الإصلاحات الجادة فى إدارة المالية العامة    «الأزهر»: دورة مجانية لتعليم البرمجة وعلوم الروبوت للأطفال والشباب    رئيس الأركان يشهد تنفيذ التدريب المشترك «ميدوزا -13» | صور وفيديو    سعر أسطوانة الغاز 380 جنيه وتباع ب150| وزير سابق يعلن مفاجأة للمواطنين (فيديو)    بعد إعلان التصالح .. ماذا ينتظر أحمد فتوح مع الزمالك؟    أول رد من «الصحة» على فيديو متداول بشأن فساد تطعيمات طلاب المدارس    تصالح أحمد فتوح مع أسرة ضحية الدهس رسميًا قبل دقائق من المحاكمة    خطوات تحميل التقييمات والأداءات الصفية والواجبات المنزلية من موقع وزارة التربية والتعليم    رئيس «التنسيق الحضاري» عن فوزه بجائزة «الآثاريين العرب»: تتويج لرحلة 30 سنة ثقافة    في خدمتك| العمل تحدد شروط شغل 950 وظيفة بالقاهرة    حريق هائل بمخزن شركة مشروبات شهيرة يلتهم منزلين فى الشرقية    دعاء جبريل للنبي عندما كان مريضا.. حماية ربانية وشفاء من كل داء    الجارديان تلقي الضوء على مساعي بريطانيا لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة روسيا    هبوط مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    صناع عمل "مش روميو وجولييت" يعلنون تأسيس نادي أصدقاء للجمهور    رواية الشوك والقَرنفل.. السنوار الروائي رسم المشهد الأخير من حياته قبل 20 عاما    اللهم آمين| أفضل دعاء لحفظ الأبناء من كل مكروه وسوء    دعاء عند نزول المطر.. فرصة لتوسيع الأرزاق    ثروت سويلم: قرعة الدوري ليست موجهة.. وعامر حسين لا يُقارن    الحلفاوي: "الفرق بين الأهلي وغيره من الأندية مش بالكلام واليفط"    حدث بالفن| طلاق فنانة للمرة الثانية وخطوبة فنان وظهور دنيا سمير غانم مع ابنتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بيروسترويكا عربية
نشر في صوت البلد يوم 28 - 02 - 2011

في عيد الحب "فالنتين" كانت قد نشرت "التايمز" البريطانية رسما كاريكاتيريا يظهر فيه قائد عربي ولي هاربا، وآخر أزيح عن كرسيه فطار في الجو، وأربعة آخرون لا يزالون يجلسون علي كراسيهم، وإن تفاوتت درجات القلق والخوف علي وجوههم وفي عيونهم. وفي الوسط رسم لقلب كتب بداخله كلمات قصيدة قصيرة تقول كلماتها:
"ذبلت الزهور سحق الحضوم
ولم يعد هنالك طاغ مستبد
إن الشعب إليكم آت...."
فكلمة "التغيير" أصبحت تخيف زعماء ورؤساء وملوك العالم العربي الآن(!) فتلك الجمرات التي تضطرم تحت جلودهم السميكة، جعلت استنساخ الديكتاتوريين في العالم العربي يلوذون باستخدام القوة القصوي بالسرعة الممكنة كي لا ينتهوا كما انتهي مبارك ومن قبله بن علي الذي يقال إنه يصارع الموت الآن!
" ويبدو أن فيروس "البيروسترويكا" وهي السياسة التي انتهجها الرئيس الروسي الأسبق جورباتشوف مع الاتحاد السوفييتي وأسقط بها الأنظمة الشيوعية والقمعية.. وهي تعني بالروسية "التغيير" أو "إعادة البناء".
أصبحت الآن "بيروسترويكا" التي قامت بها الشعوب لا الحكام بعد أن اعترف الحكام العرب بالانتفاضة "التغييرية" في تركيبة الإنسان العربي المقهور، وفي البيولوجيا السياسية للشعوب العربية التي تغيرت، لذا سارع بشار الأسد -مثلا- في سوريا علي نحو تظاهري لمصافحة المواطنين خارج المسجد الأموي في دمشق، وإن كان يمكن القول إن معظم المارة الأبرياء كانوا في واقع الأمر عملاء للمخابرات السورية، بينما حلت الأردن حكومتها، وتستعد لجولات من المصادمات الأخري، وفي الضفة الغربية أعلنت السلطة الفلسطينية عن قرارها اجراء انتخابات للمدن علي نحو متأخر. في حين أعلن عمر البشير أنه لن يترشح لانتخابات رئاسية جديدة (2015)!
" الزعماء العرب فقدوا الوسيلة، وعلي حد قول صحيفة إسرائيلية فإنه لم يسبق أن كان قادة الجيش موضع مغازلة من طرحهم بهذا القدر، فعلي عبد الله صالح في اليمن إذا كان سينهي الشهر، وفي الجزائر عبد العزيز بوتفليقة حرص منذ الآن علي إعداد طائرة جاهزة في المطار، وحتي السيارة المحصنة لملك البحرين حمد بن عيسي آل خليفة، معدة الآن وجاهزة لأن تعبر جسر الملك فهد إلي السعودية المجاورة بسرعة فائقة شريطة أن يكون الملك عبد الله هناك دائمًا، لأنه لم يعد شيء مضمونًا الآن.. فديمقراطية الشعوب والأوطان تبدلت، بل إنها سريعة التغيير!
" فمنذ انطلاق شرارة ثورة الياسمين من بلدة سيدي بوزيد الصغيرة، حين احرق بوعزيزي نفسه في 4 يناير لم ينل فرصته رؤية كيف أن فعله هذا تسبب في أحداث "زلزال" بقوة 30 ريختر اجتاح العالم العربي ليعيد "تشكيله" من جديد وصياغة جغرافيته السياسية بعد "خلع" زعيمين عربيين بن علي في تونس (14 يناير) ومبارك في مصر (11 فبراير) والقذافي (في الطريق!)، فأحجار الدومينو تتساقط سريعًا.. سواء في ليبيا أو اليمن أو البحرين أو الجزائر أو المغرب، حيث خرج العاهل المغربي الملك محمد السادس للشعب يرفض بشدة دعوة التخلي عن بعض سلطاته، وقال قولته المتعجرفة: إنه لن يذعن "للديماجوجية"!
" يبدو أن الحكام الديكتاتوريين لا يقرأون ولم يتعلموا في التاريخ، فما زالت "عجرفة السلطة" ونظرة الدونية لهذه الشعوب الذين حولهم هؤلاء إلي قطيع(!)، وهو ما جعل القذافي وهو من فصيلة الزعماء الكاريكاتوريين والهزليين علي المسرح السياسي ينزل وهو يمسك بمظلة بيضاء وسط الأمطار الساخطة التي هطلت بغزارة وهو من داخل "توك توك" ليلقي بيانًا في 22 ثانية، وهو يقول: "لا تصدقوا الكلاب ولا إذاعات الكلاب الضالة"! ونفي قراره بالرحيل إلي فنزويلا، حيث صداقته بالرئيس هوجو تشافيز.. فهو يتحرك داخل "توك توك"! هذه هي "شرعية النظام"!
" فإذا كانت ثورتنا تونس ومصر قد قدمت "قرابين" الحرية من شبابها، لكنها جاءت ثورات بيضاء حتي الآن، فقد التزم الجيش بضبط النفس، بل كان أكثر وطنية، في حين أن الرياح العاتية التي هبت علي المنطقة العربية والبيروسترويكا العربية، حينما اقتربت من ليبيا، فالمشهد كان أشد سوادًا ودراميًا إلي أقصي درجات العنف فقد امر هذا النظام كلابه ليقوموا بمجزرة بشرية يقودها القذافي نفسه وابناؤه للشعب الليبي، بصورة جعلت مجلس الأمن القومي يتدخل لوضع حد لما يفعله هذا الهيستيري!
" أمريكا بجلالة قدرها أعلنت حسب ما نشرته "الواشنطن بوست" أن إدارة أوباما ليس لديها (تقريبًا!) أي نفوذ في ليبيا، ونددت "هيلاري كلينتون" بالعنف في ليبيا، وقالت إن القذافي مستبد ومتقلب، واعتبر طوال عقود لعنة للرؤساء الأمريكيين، هذا رغم أن هناك مساعدات أمريكية لليبيا لا تتعدي المليون دولار لدعم برنامج نزع الأسلحة الليبي، خاصة أن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب اقنعت ليبيا في عام 2003 بالتخلي عن برامج التسلح النووي والكيميائي، وهو ما دفع الحكومة الأمريكية للرضا السامي علي ليبيا، وإسقاطها من "لائحة" الدول الراعية للإرهاب، في حين أن العلاقات الدبلوماسية معها لم تحدث إلا في العام 2008. رغم تصريحات رولان دوسان وزير خارجية فرنسا الأسبق: إن الأمريكيين كانوا يدخلون الأراضي الليبية دون تأشيرة دخول، فما تشهده ليبيا هذه الأيام يندر -علي حد قول دومان- باندلاع نزاعات قبلية لا تلبث أن تتحول إلي حرب أهلية.
أن رياح التغيير العاتية التي هبت علي المنطقة العربية واقتلعت معها نظامين كانوا حتي الأمس القريب يبدوان راسخين، في الوقت الذي يلفظ فيه النظام الليبي أنفاسه الأخيرة، قد أزعج الكثيرين من الدول التي كانت تعيش علي "موائد" هذه الدول وتستنزف أموالها، فهناك من المؤكد تغييرات جوهرية في هيكلة مشتريات دول الشرق الأوسط من الأسلحة والمعدات العسكرية، فقد كانت "سوق مفتوح" لهذه الدول، فخلال الفترة من عام 2007 حتي 2010 بلغ نسبة تزيد علي %20 من إجمالي المشتريات الدفاعية العالمية ودولة مثل أوكرانيا ربع صادراتها من الأسلحة خلال السنوات الأخيرة كانت ترسل إلي دول الشرق الأوسط من بينها مصر وليبيا والإمارات العربية، وكانت شركة "روس اوبورون اكسبورت" أن القيمة الإجمالية لعقودها مع الدول العربية تبلغ 12 مليار دولار أسلحة.
في الوقت الذي قال فيه سيلفان شالوم النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي: إن إيران تحاول لعب دور فعال في الثورات التي تشهدها المنطقة حاليًا، ودعا شالوم إلي منع طهران من السيطرة علي احتياط النفط في الشرق الأوسط الذي بإمكانه توفير احتياجات العالم علي مدي السنوات ال150 المقبلة.
" لم يعد هناك عالم عربي، هذا ما أكده محللون دوليون، فما كان يعتبر كعالم موحد مع أيديولوجية عربية موحدة تحت الزعامة الكاريزمية لعبد الناصر اختفي مع وفاة الزعيم جمال عبد الناصر في 1970 حتي جاءت هذه الثورات لتثبت للجميع أن العالم العربي لم يختف أبدًا!
في حين أن هناك مخاوف من زوال نظام القذافي يدفع به الكثيرون، لأنه يمكن أن يزج بالبلاد إلي حالة من الفوضي، لأن النظام مارس كل أنواع الديكتاتورية الثورية علي شعبه، فليس هناك أي بنية سياسية تحتية في هيكلة النظام الشعبوي الليبي الهش، فلم يسمح بتشكيل أحزاب سياسية أو صحافة مستقلة أو مؤسسات وفعاليات مجتمع مدني قوي.
" كانت ليبيا حتي منتصف القرن الماضي منقسمة إلي ثلاث ولايات متناحرة، وليس من المستبعد نزعات قبلية، وأن تسفر الأحداث الحالية لإعادة تقسيم هذا البلد الذي يقوم علي ثروة نفطية في غياب وجود سيناريوهات وقيادات ثورية أو معارضة منظمة لديها خطط بديلة وجاهزة في حالة سقوط النظام الليبي!، خاصة أن الجيش الليبي استخدمه النظام في قمع وأحداث مجزرة بشرية للشعب الليبي علي عكس ما حدث في مصر، والتي رفض الجيش المصري اطلاق رصاصة واحدة، حتي جاءت رصاصة الرحمة التي أطلقها مبارك بتنحيه وهو "الانقلاب العسكري بالتراضي"، ولأن الأحداث الدراماتيكية في ليبيا تتزايد عنفًا وضراوة وهو ما يجعل البحث عن "بطل تراجيدي" ضرورة، لأن يخرج من عباءة الجيش الليبي، ليقود هذا التغيير ويوقف تلك المجاذر والمذابح التي تحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي.
" في ظل عمليات تصعيد يقوم بها النظام الليبي الذي أعلن أن مصر وتونس وراء هذه الأحداث لاحتلال ليبيا، وجاءت تهديدات سيف الدين الإسلام الابن الأكبر للقذافي والذي كان يعده للحكم، وكان قد وصف المشاركين بهذه التظاهرات بالسكاري، وكان الرد أن رفع الليبيون المحتشدون في أحد الميادين العامة بمدينة بني غازي أحذيتهم في الهواء في مواجهة شاشة عرض كانت تنقل خطاب القذافي، وهو مادفع الجيش المصري للتحرك لتأمين الحدود مع ليبيا ضد أي تهور ليبي!
" إذا كان المستشرق الروسي الكساندرا ايجناننكو قد أكد أن الثورة شر في كل زمان ومكان، فهي تجرد الأغنياء من ثرواتهم دون أن تقدم للفقراء شيئًا! فإن "الهزة الأرضية" أو "الزلزال" الذي أحدثته ثورتي تونس ومصر، لن يعطي الفرصة مرة أخري لسرقة "مكاسب الثورة" لصالح الأغنياء! فقد فهم الجميع الدرس!
" وإذا كان قد تم العثور علي مخابئ سرية بأحد قصور الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بتونس والعثور علي ملايين الدولارات واليورو والذهب والالماس، وهو ما حدث مع ثروات عائلة مبارك بعد تجريف ثروات مصر، وتهريبها عبر "حاويات" مكتظة بالأموال والغنائم عبر موانئ مصرية أو الصالة رقم "4" بمطار القاهرة.
فلم يعد اليوم في أن تكون استراتيجية الدول الكبري تجاه ما يحدث من "غليان" الشعوب وثوراتها وهم يديرون سياسات متذبذبة بأن تدمج بين شعاري أو سياستين "تحيا الديمقراطية" و"تحيا المصالح" في ظل وجود 100 مليون شاب يعيشون اليوم في العالم العربي أعمارهم ما بين 15 حتي 29 عامًا، فهم يحلمون بمستقبل اقتصادي أفضل، وربما أيضًا بعصر الفيس بوك وهم يسألون أنفسهم: لماذا ليس الديمقراطية؟! فوباء الديمقراطية.. انتشر علي مدي كل الدول العربية.. وتنبه الجميع لحقوقهم في تلك الثروات، التي يبتزها أبناء الرؤساء ورجالهم ويعيثون بها فسادًا في العالم.
" صحيفة "الصنداي تايمز" كشفت مؤامرة القذافي ودمويته، حيث أرسل أبناؤه لقمع الانتفاضة، فالساعدي نجل القذافي الذي يتولي قيادة القوات الحكومية في بنغازي محاصر هناك. بينما يقود الابن الأصغر خميس فرق المرتزقه الأفارقه لقمع الاحتجاجات السلمية، بينما يرأس الابن الآخر معتصم جهاز المخابرات الليبية، وهو يتولي تنسيق العمليات كلها ضد الاحتجاجات. فأبناء القذافي هم أحد المسامير التي دقت في نعش هذا النظام، فصحيفة "معاريف الإسرائيلية" كشفت عن وجود علاقات غرامية تجمع بين ممثلة إسرائيلية تدعي اولي فاينزمان 32 عامًا) وسيف الإسلام ولقاءاتهم بإيطاليا، حيث يتم نقل الممثلة سرًا في سيارات مختلفة إلي أماكن اللقاءات، وفاينزمان صديقة لاعب كرة سلة إسرائيلي يدعي "روني كونيجون".. في حين أن مجلة "فواسي" الفرنسية نشرت صورًا للسعدي القذافي (35 عامًا) برفقة الممثلة وعارضة الأزياء الأمريكية الإيطالية "فانيسا هيلر" (20 سنة) في يخته الكبير قرب الشاطئ الخاص بورتو سيرفو بسردينيا بإيطاليا، وقد تم توقيفه بعد ثبوت تعاطيه لمنشطات، أما الابن الآخر معتصم المعروف بهانيبال فقد خضع مثلما قالت ديلي ميل للتحقيق من قبل الشرطة البريطانية لاتهامه بضرب زوجته ("الين سكاف" (29 عامًا) وهي عارضة أزياء، وذلك في الجناح الفاخر من فندق كلاريدج اللندني، حيث كانا يقيمان برفقة أطفال، وكانت قيمة الإقامة في هذا الجناح 4 آلاف جنيه استرليني كل ليلة. وقد كان هينبال وعيسي نجل الشيخ زايد ضمن اسوأ خمسة أبناء من الحكام في العالم علي حسب ما قالته مجلة "Fareign Poeicy".. فهؤلاء الابناء يتحكمون في ثروة، وهي حجم الثروة النفطية الليبية والتي تقدر بأكثر من 94 مليار دولار بددها "المهووس" علي نزواته وصورته التي اضحكت العالم .. فإذا كان القذافي قد خرج الي الشعب في خطاب وصفوه بالهيستيري انني سأطهر ليبيا شبرا شبرا من الجرذان والمجانين ومتعاطي المخدرات.
فعلي الجانب الآخر اعلن ثوار 17فبراير تشكيل تنظيم لبلورة مطالبهم وممثلهم فرج الترهوني في الوقت الذي اعلنت فيه كتائب الجيش الليبي في منطقة الجبل الاخضر انضمامها الي ما اسمته ثورة الشعب وقد فرت سفن حربية وبارجات وطائرات الي مالطا بعد رفضهم اوامر القذافي بقصف بنغازي، هذا الهيستيري الذي كانت تحيطه حارسات يشترط ان يكن عذراوات ويقمن علي فدائة بحياتهن ويقرأن له الكتاب الاخضر ثلاث مرات قبل النوم وقد اطلق علي حارساته اسم عائشة تيمنا بابنته عائشة.ومن مهام حارساته ايضا لف ثوبه الذي يتجاوز 30 مترا.
ومثلما حدث في مؤتمر شرم الشيخ عندما حاولن حارساته الدخول الي القاعة مع الزعيم ومنعن فشعرن بالفزع لكن الحرس المصري تصدي لهن فرحن يصرخن في الشوارع "واقذفاه.. واقذفاه" حتي خرج عليهن هاتفا:
(لا تخفن فنحن اذا متنا قديسون.. واذا عشنا مكافحون ثوار) فكفت الحارسات عن العويل والصراخ!
ويحيط بالقذافي 4 ممرضات اوكرانيات يشترط الا يقربهن انس ولا جان (!) واشهرهن هي جالينا كولوتينيتكا التي جاءت سيرتها ضمن وثائق ويكيليكيس بوصفها ممرضة القذافي الشقراء.
وقد اشارت بعض الوثائق الي وجود علاقة بين الاثنين فهي الممرضة الوحيدة التي تلازمه اينما يذهب وعند زيارة القذافي لنيويورك عام 2009 تسببت بعض الاجراءات في تعطيلها مما دفع القذافي لارسال طائرة خاصة نقلتها من طرابلس الي البرتغال لتلحق بالوفد الذي قضي ليلة في البرتغال في طريقه الي نيويورك.
هذا الهيستيري امر قواته الخاصة بالبدء في تخريب الأنابيب التي تنقل النفط من ليبيا الي دول البحر المتوسط مثلما ذكرت هاآرتس الاسرائيلية وقراءة واحدة في كتاب يحمل عنوان "كتاب الكافي الوافي في فك طلاسم القذافي" و"اضحك مع القذافي" تعرف لماذا لا يحتاج الشعب الليبي اختراع النكت عن زعيمهم لان حياته مليئة بالنكت في لباسه وتسريحه وسفره وكلامه!
وآخرها حينما قال في إحدي خطبه ان اوباما عربي واسمه الحقيقي بركة حسين ابو عمامة!
" إن جمرات الشعوب.. لا تزال تضطرم وبسرعة الريح وفي خلف هذا المشهد يجلس رجال الباسيج والبدران (الحرس الثوري الإيراني) ورجال "CIA"، وجنرالات وميجورات (الموساد).. كل يترقب ويلعب في الخفاء.. باحثين عن قضية من كعكعة البروسترويكا العربية!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.