حذرت منظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة، العالم من احتمال أن يواجه موجتين ثالثة ورابعة من جائحة فيروس كورونا في حال عدم اتخاذ إجراءات احترازية ضرورية. وأشارت المنظمة إلى رصدها حكومات تشجعت على تخفيف القيود المفروضة على شعوبها بعد وصول لقاح كورونا وتطعيم مواطنيها به، مطالبة حكومات العالم بعدم تخفيف جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد. وأكد مايك رايان، مدير برنامج الطوارئ في المنظمة، خلال مؤتمر صحفي، أن لقاحات كورونا لا يجب أن تشجع حكومات دول العالم على تخفيف الجهود لمكافحة الجائحة، معربًا عن قلقه من أن هناك حكومات وشخصيات تعتبر أن الجائحة انتهت، مؤكدًا أن هذا الوقت ليس مناسبًا لتخفيف إجراءات مكافحة الوباء. من جانبه، اعتبر تيدروس أدهنوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، أن جائحة كورونا قد تمثل جرحًا جماعيًّا للعالم، حتى أنها ستخلف تداعيات نفسية أكبر مما سببته الحرب العالمية الثانية (1939- 1945(، مؤكدًا أنه سيبقى مستمرًّا على مدى سنوات طوال. ومن ناحية أخرى، توقع هانز كلوج، رئيس المكتب الإقليمي الأوروبي للمنظمة، أن يبقى الوباء بين الناس إلى نهاية العام الحالي، وتقليل القيود الاحترازية مع بداية العام القادم، خصوصاً إذا سارت حملات التطعيم بالشكل الصحيح، إلا إنه شدد على أن هذا مجرد توقع، لأنه لا يمكن لأحد أن يعرف بالضبط كيف سيتطور الوضع، وما إذا كانت التحورات الجديدة ستغير المعادلة، حسبما ما نقلت قناة " RD" التلفزيونية الدنماركية. وجاءت تلك التوقعات استنادًا إلى الإحصاءات التي أصدرتها المنظمة العالمية في فبراير المنصرم والتي تشير إلى انخفاض إصابات ووفيات كورونا حول العالم بنسبتي 16 % و10 % على الترتيب، إلا إنها شددت على ضرورة مواصلة الالتزام بالقيود الصحية من تطبيق التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات. وتسبب فيروس كورونا، منذ ظهوره الأول في شهر ديسمبر عام 2019 في مدينة ووهان الصينية، في خسائر هائلة على جميع الأصعدة، وصنفته منظمة الصحة العالمية جائحة يوم 11 مارس العام الماضي، وأصاب حتى الآن أكثر من 115 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم وأودى بحياة نحو 2.5 مليون منهم.