كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عن تقدم إيران في إنتاج وقود من اليورانيوم المعدني لمفاعل طهران للأبحاث، وذلك في أحدث انتهاك من جانب طهران للاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى الست، في وقت تضغط فيه البلاد من أجل رفع العقوبات الأمريكية، حسبما أفادت وكالة "رويترز" للأنباء. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بيان، أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي أبلغ، أمس، الدول الأعضاء في الوكالة بالتطورات الأخيرة المتعلقة بخطط إيران لإجراء أنشطة البحث والتطوير بخصوص إنتاج يورانيوم معدني، في إطار هدفها المعلن لتصميم نوع مُحسّن من الوقود لمفاعل الأبحاث في طهران. وأفادت "رويترز"، نقلًا عن تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، للدول الأعضاء فيها، أن إيران تعتزم إنتاج يورانيوم معدني من اليورانيوم الطبيعي، ثم تنتج يورانيوم معدنياً مخصباً بمعدل نقاء 20 في المائة من أجل الوقود اللازم لمفاعل طهران للأبحاث. وتأتي هذه الخطوة في سياق خطوات جديدة أعلنت عنها طهران، بعدما أقرّ البرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه المحافظون، قانوناً يلزم الحكومة باتخاذ إجراء جديد، بما في ذلك افتتاح مصنع لتجميع أجهزة الطرد المركزي في أصفهان في غضون 5 أشهر. وتصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقارير مخصصة للدول الأعضاء عندما ترتكب إيران خرقًا جديدًا للاتفاق، على الرغم من أنها تحجم عن وصف ما تقوم به بانتهاكات، تاركة ذلك الوصف لأطراف اتفاق 2015. ويُشار إلى أن الاتفاق النووي، الذي وقعته إيران مع الصينوالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، يفرض حظرًا لمدة 15 عامًا على إنتاج إيران أو حيازتها لليورانيوم المعدني، وهو مادة حساسة يمكن استخدامها في صنع قنبلة نووية، مع إمكانية السماح لإيران مباشرة البحث بشأن إنتاج وقود يستند إلى اليورانيوم "بكميات صغيرة متفق عيها" بعد عشر سنوات، لكن فقط بموافقة الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق. وقد زادت وتيرة انتهاكات إيران لهذا الاتفاق خلال الشهرين الماضيين، ردًّا على مقتل كبير علمائها النوويين في نوفمبر، الذي حمّلت طهران المسؤولية عنه لإسرائيل. وتُعد الانتهاكات جزء من عملية بدأتها طهران عام 2019 لانتهاك الاتفاق ردًّ على انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2018 منه وإعادته فرض العقوبات الأمريكية التي رُفعت بموجب الاتفاق، مقابل فرض قيود على الأنشطة النووية لإيران، إلا أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن قد تعهد بإعادة الولاياتالمتحدة إلى الاتفاق النووي، إذا استأنفت إيران التزامها الكامل ببنوده أولاً، وتريد إيران من واشنطن رفع العقوبات أولاً. وفي إطار هذه الانتهاكات، بدأت طهران، في وقت سابق من يناير الجاري، تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20 بالمئة، في منشأة فوردو. يُذكر أن وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت في تقرير لها نشرته في نوفمبر الماضي، بأن إيران تقوم بعمليات تخصيب تتخطى نسبتها المعدّل المنصوص عليه في الاتفاق النووي والمحدد ب3,67 بالمئة، ولا تتعدى نسبة 4,5 بالمئة.